بعد أن ظنّ الجميع أن لا جديد في بطون التاريخ، وأن أسرار الزمن الغابر قد تجلت في ركاب الحقب ، وصارت محض قراطيس سئمت من قراءتها الأجيال؛ ينبثق الشميري من ثنايا ضباب لندن ليصرخ بوجه الجميع : أن الحقيقة اليمنية أكبر من أن يطويها زمن، أو أن تحتويها قراطيس كتب، لأنها تسرد قصة حضارة الإنسان الذي لا ينقطع ذكره إلاّ بانقضاء عمر الحياة..! (Cool for Qat, a Yemeni Journey استعداداً للقات، رحلة يمنية) هو الكتاب القديم – الجديد الذي سرد فيه كاتب مسرحي بريطاني حكاية "يمن الثلاثينات"، والذي تربص له الزميل عبد العالم الشميري في ركن عتيق من إحدى مدن "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" ليس ليقرأه وحسب، بل ليقرر ترجمته- أيضاً- من الإنجليزية الى العربية، فهو يصفه ب" أنه بضعة من عمر اليمن". "نبأ نيوز" كان لها شرف السبق الى كشف حقيقة هذا الكتاب من خلال اتصالها بالزميل عبد العالم الشميري- رئيس تحرير مجلة "صوت اليمن" الصادرة من بريطانيا- والذي أماط النقاب عن سر كتاب " استعداداً للقات، رحلة يمنية" قائلاً: (عندما كُلّف الكاتب البريطاني المعروف "بيتر مورتمر" بكتابة مسرحية تجسد الاضطرابات العنصرية التي شهدتها مدينة"ساوث شيلدز" البريطانية عام 1930 بين البحارة اليمنيين والبريطانيين، قرر "مورتيمر" زيارة اليمن والتعرف على ثقافة هذا البلد، والبحث عن بعض البحارة الذين كانوا متواجدين في "ساوث شيلدز" في تلك الفترة). ويضيف: (ومع أن السيد "مورتمر" فوجئ بتحذيرات من الخارجية البريطانية بعدم السفر الى اليمن كون هذا البلد مهدد بهجمات إرهابية واختطاف الأجانب، لكنه أصر على السفر رغم التحذيرات). ونقل الشميري على لسان "مورتيمر" قوله "عندما وصلت اليمن، اندهشت لما رأيت، شعب مضياف وبلد تسحرك بطبيعتها الخلابة"، ويضيف: "لقد فاجأني ما لاقيته من حب واحترام لدى الشعب اليمني للإنسان الغربي، بعكس ما تتناقله وسائل الإعلام الغربية، لقد عشت وكأني أحد أبناء هذا البلد، أكلت الطعام اليمني ومضغت القات، وتنقلت بين جبالها ووديانها والجميع يرحب بي ويساعدني للوصول الى المنطقة التي أريدها. كنت أبحث عن "مقبنة" من بلاد "شمير"، "شمير" الذي معظم البحارة اليمنيين أتوا منها). ويشير الشميري الى أن الكاتب عندما قرر العودة إلى بريطانيا، كتب: (رأيت أنه من الواجب علي تجاه هذا البلد أن أدوّن كل ما لاقيته من جمال فيها في كتاب أسميته "استعداد للقات، رحلة يمنية Cool for Qat, a Yemeni Journey"). وبحسب المترجم عبد العالم الشميري ل"نبأ نيوز" فإن الكتاب يقع في 239 صفحة.، وأن عنوانه هذا مأخوذ من جملة بريطانية قديمة، كان البريطانيون يطلقونها على فرقة موسيقية سابقاً اسمها (cool for CAT). ويؤكد الشميري: أن هذا الكتاب يعد إضافة نوعية متميزة للمكتبة الثقافية اليمنية، وبمثابة أحد الوثائق التاريخية المهمة كونها مقدمة من كاتب مسرحي معروف، وكان شاهد عيان على الأحداث، علاوة على أن الكتاب يبلور صورة حقيقية للإنسان اليمني المسالم، والمضياف، والناضج في علاقته الإنسانية مع الحضارات الأخرى – بغض النظر عن الظرف السياسي الذي كان يمر به آنذاك.