أعلنت الأممالمتحدة بمقرها في نيويورك في الرابع عشر من فبراير الجاري عن إنشاء (صندوق صحة الأمومة) من أجل دعم الجهود العالمية الرامية إلى خفض وفيات النساء خلال الحمل والولادة، والذي يتم دعمه من قبل صندوق الأممالمتحدة للسكان، بغية حث الدول النامية والقطاع الخاص على تقديم المزيد من الدعم للمساهمة في إنقاذ حياة النساء. وبحسب إحصائيات الأممالمتحدة، فإنه في كل دقيقة تموت امرأة بسبب التعقيدات المتصلة بالحمل والولادة، وتصل الوفيات إلى (500.000) حالة وفاة في كل عام، في نفس الوقت الذي تعاني (10 - 15) مليون امرأة من أمراض وإعاقات خطيرة أو طويلة الأمد. وقالت المديرية التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان، ثريا أحمد عبيد: "بنبغي آلا تموت امرأة وهي تنجب الحياة"، مؤكدة أن: "وجود مجتمع سليم يتطلب أمهات بصحة سليمة." وكشفت أنه في كثير من الدول، أضحى التقدم في صحة الأمومة بطيئاً؛ وفي بعض منها فقد تراجع هذا الوضع خلال السنوات العشرين الأخيرة، وذلك بسبب غياب الإرادة السياسية الكافية، والافتقار للموارد الوافية، حيث أن صحة المرأة تنحى في كثير من الأحيان عن جدول الأعمال لصالح أولويات أخرى. وتفيد السيدة عبيد: "إنه من الضروري الاستثمار في النساء إذا ما أردنا تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية"، وحثت "الدول على تخصيص المزيد من الموارد المالية لتطوير أنظمة الرعاية الصحية على المستوى الوطني وتدريب قابلات مؤهلات وتعزيز وسائل تنظيم الأسرة. فمن الممكن تجنب ملايين الوفيات والإعاقات إذا ما تمكنت النساء من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية." إن تطوير خدمات صحة الأمومة وتخفيض نسبة الوفيات النفاسية هما من ركائز الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية. وبحسب بيان صندوق الأممالمتحدة، فإن صندوق صحة الأمومة، الذي تم إنشائه من قبل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالشراكة مع الحكومات ومنظمات الأممالمتحدة وشركاء دوليين آخرين، سوف يساعد الدول على الحصول واستخدام المزيد من خدمات صحة الأمومة ذات الجودة، والتي تساهم في خفض الوفيات والإعاقات النفاسية، وأيضاً إلى زيادة كفاءات الأنظمة الصحية من أجل توفير حزمة أوسع من خدمات صحة الأمومة وتعزيز الآليات بهدف تخفيض التباين في الخدمات الصحية وتمكين النساء من ممارسة حقهن في الحصول على هذه الخدمات. وسوف يتركز دعم الصندوق لصحة الأمومة على 75 دولة ذات الاحتياجات الأكبر؛ والهدف هو جمع 465 مليون دولار بين العام 2008 و2011م.