بعد 90 يوما من الخطف في محافظة مأرب، وبعد أسبوعين من نشر "نبأ نيوز" مناشدة والده للقيادة السياسية، عاد ظهر أمس السبت الى مدينة تعز الشاب فكري المزلم- 18 عاما- بمعية سيارته التي اختطف معها من داخل مدينة تعز من قبل خاطفين من قبيلة آل القردعي بمحافظة مأرب. رتل طويل من السيارات الحكومية والأمنية تتقدمها سيارة الشاب المختطف فكري المزلم الذي كان يقودها بنفسه وسط اطلاق وابل من الرصاص والالعاب النارية احتفاء بالافراج عنه. الموكب الذي اقل ايضا وكيل محافظة ذمار/ حمود دماج وعدد من مرافقيه ووالد المختطف قائد المزلم وأقربائه وأبناء قريته بعد عملية مفاوضات قبلية وأمنية طويلة ومضنية مع الخاطفين تم على اثرها الإفراج عن المختطف الشاب قبل ثلاثة ايام وتسليمه الى وكيل محافظة ذمار حمود دماج الذي بذل جهد كبيبرا في التوصل الى انهاء عملية الخطف وتسليم المختطف الى أسرته اليوم . وفي تصريح خاص ل"نبا نيوز" التي رافقت الموكب المرافق للشاب المختطف فكري المزلم القادم من محافظة ذمار، قال المزلم: انه تمت معاملته من قبل الخاطفين معاملة جيدة ولم يتعرض لأذى خلال عملية الخطف التي استمرت ثلاثة اشهر غير بعض المضايقات مثل منعه من إجراء اتصالات تلفونية باستمرار مع أسرته، مشيراً الى ان الخاطفين هم عبارة عن مستأجرين من قبل المحرض على عملية الخطف المدعو عبد السلام الحالمي الذي ما يزال يقبع حاليا في السجن المركزي بتعز. وأضاف: لقد تعرضت للاختطاف عندما كنت في زيارة لاحدى العيادات بمدينة تعز بصحبة والدتي، وكانت معي سيارتي التي خطفوني معها الى محافظة مأرب مستخدمين مادة مخدرة أغمي علي بسببها ولم أصحو إلا في اليوم الثاني على مشاهد جبال في محافظة مأرب، لافتا إلى ان عملية الخطف من أمام العيادة الطبية استمرت دقيقتين فقط وسط ذهول الناس الذي كانوا يقفون متفرجين دون أي حراك من أحد. من جانبه شكر العقيد احمد المزلم، أركان حرب الحرس الجمهوري بمحافظة مأرب- في تصريح ل"نبأ نيوز"- الجهود التي قام بها وكيل محافظة ذمار والتي ادت الى اطلاق سراح الشاب المختطف فكري المزلم قبل ثلاثة أيام، وتم تسليمه الى محافظة ذمار التي من جهتها قامت بإيصاله بصحبة وكيل المحافظة نفسه. وحول عملية الافراج والجهود التي تمت والجهات التي كانت وراء الافراج عن المختطف فكري المزلم قال أركان حرب الحرس الجمهوري: أنت تعرف طبيعة محافظة مأرب والجوف من ناحية قبلية وجغرافية ولهذا كان لا بد من البحث عن حلول سليمة حتى يتم الافراج عن المختطف بشكل سليم، فخروج الحملات الأمنية الى هذه المناطق دائما ما ينجم عنه دماء، كما انه لا ضمانات من وزارة الداخلية بسلامة المختطف ولهذا كان لابد من الاحتكام الى الصلح القبلي الذي أعطيه نسبة 65 % بجانب جهود الدولة ممثلة بوزارة الداخلية ومدير أمن صنعاء الذي هو من محافظة مأرب ومدير أمن مارب ورئيس نيابة استئناف محافظة تعز والقاضي الجزائي في محكمة شرق تعز ومحافظ محافظة تعز كل هؤلاء كان لهم دور كبير في سبيل الافراج عن الشاب فكري المزلم. واضاف: لقد استطعنا ان نقنع الخاطفين ان الخطف قضية اخرى ليس لها علاقة بقضية اخرى وبالتالي يجب ان يسلموا المختطف الى اهله وفعلا تم بذل جهد كبير من قبل وكيل محافظة ذمار حمود دماج وتشاورنا في الامر وطبعا بالتواصل مع وزير الداخلية ومدير امن محافظة صنعاء ومدير امن محافظة مارب وكانت وجهات نظرنا متطابقة حيال القضية وكيفية تحرير المختطف. وتابع: لقد عملنا بكل ما نستطيع من جهد لما من شانه الافراج عن الشاب فكري واعادته الى اسرته. واشار قائلا: تواصلنا مع شرفاء ثوريين من قبيلة القردعي الذين لا يرضون بتلك الاساليب الاجرامية فهي صدرت كما قالوا عن شباب طائش منهم ولا تمثل لهم بصلة وأقنعناهم ان الخاطفين ليس لهم اي دخل في قضية الخطف التي يدعي الخاطفين ان من أجلها كان الخطف الذي يمثل أبشع أنواع الجرائم والارهاب التي تهدد السكينة العامة والسلام الاجتماعي ويجب على الدولة ان تردع كل من يفكر مجرد التفكير بأتباع هذه الأساليب التي لا مت الى الدين او القانون او الشرع بصلة لكنها تمثل شريعة الغاب فقط. ونوه إلى ان قضية الخطف تبقى جريمة بحد ذاتها وانه لابد من ان يأخذ القانون مجراه بغض النظر عن اشياء اخرى، معتبرا التوصل الى الافراج عن المختطف فكري المزلم يمثل تمهيد لحل القضية واذا كان هناك اتفاق عادل ومرضي ومنصف سننظر في الامر واذا كان هناك ظغوطات فالقضية ستذهب الى القضاء، موجها شكره الجزيل الى وكيل محافظة ذمار حمود دماج ومحافظ محافظة تعز صاق امين ابوراس وكل من بذل جهدا في سبيل الافراج عن الشاب المختطف فكري المزلم. من جهته اكتفي وكيل محافظة ذمار بالقول في تصريحه ل"نبأ نيوز" ان الستار أسدل عن قضية اختطاف الشاب فكري من حيث اسبابها ومسبباتها دون ان يخوض في تفاصيل اخرى.