كشفت النتائج الأولية لمسح قام به البرنامج الوطني لمكافحة السل في فبراير 2007 إلى أن انتشار السل انخفض بنسبة (5.5) بالمائة في السنة. وأفاد عبد الباري الحمادي- مشرف الإحصاء في البرنامج- أن معدل الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض سنوياً انخفض من 0.85 بالمائة إلى 0.27 بالمائة خلال العام 2007. وبين أن أعداد المشاركين في هذا المسح، الذي موله الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بلغ (31,276) طالباً مدرسياً، وبلغت تكلفته 150,000 دولار. كما اعتبر التقييم الوطني الشامل الأول من نوعه في اليمن، حيث شمل (19) محافظة من أصل (21) محافظة في اليمن، وفقاً للبرنامج. وبحسب تصريحات الحمادي ل"إيرين"، فإن "البرنامج يعمل حالياً على دراستين لتأكيد نتائج المسح. وقد بدأ العمل على الدراسة الأولى التي تحمل اسم 'تسجيل حالات السل في النظام الصحي' في الأول من يناير 2008 وسينتهي العمل بها مع نهاية شهر مارس. وستوفر هذه الدراسة أرقاماً حقيقية حول عدد الإصابات إذ أنها لن تحصي عدد الحالات في المستشفيات العامة فحسب، بل الحالات المسجلة في المستشفيات الخاصة كذلك"، مضيفاً: أن الدراسة الثانية ستبدأ في شهر أبريل 2008. وباستخدام المعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (DOTS)، وهي الاستراتيجية الموصى بها دولياً لمكافحة السل، قام البرنامج في العام 2007 بتسجيل 3,523 إصابة جديدة إيجابية اللطخة و324 حالة انتكاسة (أشخاص شفوا من المرض ولكنهم أصيبوا به مجدداً) و722 إصابة جديدة سلبية اللطخة و770 حالة إصابة بالسل الرئوي الحاد. ولكن هذه الأرقام لا تتضمن الحالات التي تمت معالجتها في القطاع الخاص. ويعتبر السل المرض المعدي الأكثر فتكاً بالنساء في عمر الإنجاب ويتصدر أسباب الوفاة لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة/الإيدز في العالم. أما في اليمن، فيأتي المرض في المرتبة الرابعة من بين أكثر الأمراض التي تسبب الوفاة، وفقاً لتصريحات مسؤولين صحيين في العام 2007. ووفقاً للحمادي، يوجد في اليمن 82 إصابة بمرض السل (بجميع أشكاله) لكل 100,000 شخص ويتسبب هذا المرض بوفاة ما بين 2,000-2,500 شخص سنوياً في البلاد. وعزى أسباب انتشار المرض إلى الفقر وسوء التغذية، كما أفاد أنه ينتشر بين المصابين بمرض الإيدز. وقال عدنان الأكحلي، مدير المختبرات في البرنامج الوطني لمكافحة السل أن الحالات المقاومة للأدوية المتعددة مكلفة جداً إذ أنها أثبتت عدم فاعلية أدوية RF و INH و SM و ETB في معالجتها. وأضاف قائلاً: "تم إجراء مسح في عام 2004/2005 وشمل 790 إصابة بالسل، 75 منها تخضع للعلاج و715 حالة جديدة. وقد توصلت الدراسة إلى أن 2.9 بالمائة من الحالات الجديدة كانت مقاومة للأدوية المتعددة مقابل 11.3 بالمائة من الحالات التي تخضع للعلاج". ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تظهر المقامة للأدوية بسبب الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية لدى معالجة مرضى السل ذوي الحساسية للأدوية. من جهته، أشار عثمان الحسوسة، مدير قسم النشاطات في البرنامج الوطني لمكافحة السل إلى أن البرنامج قام بتوزيع ملصقات ونشرات على المصابين بالسل وغيرهم من الأشخاص. وقال: "لقد قمنا كذلك بتوزيع كتيبات عن مرض السل وطرق الوقاية منه. فالتوعية تجعل مرضى السل يتابعون العلاج وتقلل نسبة الأشخاص الذين يتخلون عن استكمال العلاج". وأضاف أن البرنامج استخدم الراديو والتلفزيون لنشر الوعي، حيث قال: "لقد كثفنا برامج التوعية على تسع إذاعات محلية". كما يمكن لزوار مقر البرنامج أن يشاهدوا أفلام فيديو حول مرض السل. وقال الحسوسة: "سنستهدف 50 مدرسة في ثلاث محافظات خلال العام 2008، إذ يمكننا إيصال رسائل التوعية إلى العائلات من خلال أبنائهم".