يحتل مرض السل في اليمن المرتبة الرابعة بين أكثر الأمراض التي تسببت بوفاة ما بين 2.000 2.500 شخص سنوياً حسب تقرير البرنامج الوطني لمكافحة السل في اليمن ويرجع أسباب الوفاة لدى الحالات المقاومة للأدوية المتعددة والاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوي وللفقر وسوء التغذية, ولمزيد من التفاصيل نتعرف من خلال الدكتور ياسين ردمان الأثوري أخصائي أمراض السل عن حجم مشكلة السل في اليمن.حجم مشكلة السل هل بالإمكان أن نعرف من خلالكم حجم مشكلة السل في اليمن؟ وفقاً لتصريحات جهات مسؤولة في البرنامج الوطني لمكافحة السل في اليمن فإن مشكلة السل في اليمن من المشاكل الصحية الرئيسية الأولية وبناءً على نتائج المسح الميداني التي أجريت في عام 2007م أن 72 حالة سل جديدة من جميع أنواع السل تحدث سنوياً لكل 100 ألف نسمة من السكان كما تبين أن 24 حالة سل رئوي معد جديدة تحدث سنوياً لكل 100 ألف نسمة من السكان وتبين أن السل ينتشر بنسب كبيرة بين فئة الشباب أي الفئة العمرية المنتجة وهذا يؤثر سلباً على التطور الاقتصادي للمجتمع؛ ولذا فقد وضعت وزارة الصحة العامة والسكان ومعها المنظمات الداعمة وممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل كل الإمكانيات المتاحة لمكافحة هذا المرض والحد من انتشاره في المجتمع وذلك من خلال إيصال خدمات مكافحة السل إلى كل المرافق الصحية ليسهل على المرضى الحصول على العلاج والاكتشاف المبكر للحالات المعدية. وكشفت النتائج الأولية للمسح الذي قام به البرنامج الوطني لمكافحة السل أن انتشار السل انخفض بنسبة “5.5” بالمائة في السنة وتبين من خلال المسح أن معدل الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض سنوياً انخفض من “0.85” بالمائة خلال العام 2007م وكان أعداد المشاركين في هذا المسح الذي موله الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بلغ “31.276” طالباً مدرسياً وبلغت تكلفته “150.000” دولار كما اعتبر التقييم الوطني الشامل الأول من نوعه في اليمن حيث شمل “19” محافظة من أصل “21” محافظة في اليمن وفقاً للبرنامج ووفر التقييم أرقاماً حقيقية حول عدد الإصابات إذ إنها لن تحصى عدد الحالات في المستشفيات العامة فحسب، بل الحالات المسجلة في المستشفيات الخاصة كذلك.. وباستخدام المعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر “DOTS” وهي الإستراتيجية الموصى بها دولياً لمكافحة السل. والجدير ذكره أن البرنامج الوطني قام في عام 2007م بتسجيل 3.523 إصابة جديدة إيجابية اللطخة و324 حالة انتكاسة “أشخاص شفوا من المرض ولكنهم أصيبوا به مجدداً و722 إصابة جديدة سلبية اللطخة و770 حالة إصابة بالسل الرئوي الحاد، ولكن هذه الأرقام لاتتضمن الحالات التي تمت معالجتها في القطاع الخاص. اكتشاف حالات جديدة ^.. هل لك أن توضح لنا الحالات المكتشفة لعام 2010م على مستوى محافظة تعز؟ الحالات الإيجابية الجديدة المعدية التي تم اكتشافها بلغت 483 حالة والحالات التي يتم معالجتها “حالات الانتكاسة” 45 حالة ويعود المرض مرة أخرى كحالة معدية لاتستجيب للعلاج لأول مرة بينما بلغ عدد حالات سلبية اللطخة 160 حالة سلبي البصاق وبلغ عدد حالات الأطفال 25 حالة تم تشخيصها بواسطة الأشعة ومعايير تشخيص السل عند الأطفال. ويصل عدد حالات السل خارج الرئة 352 حالة تم اكتشافها وهي الحالات الأشد فتكاً بالإنسان تصيب الأعضاء خارج الجسم ويصل إجمالي الحالات المكتشفة لعام 2010م “1065” حالة على مستوى المحافظة. أنشطة مكافحة السل ^.. ماذا عن أنشطة مركز الدرن لمكافحة السل في محافظة تعز؟ وماهو دور الرعاية الصحية الأولية في مكافحة المرض؟ لدى مركز الدرن برامج دراسات لتنفيذ أنشطة مركز الدرن في مديريات المحافظة ويوجد في كل مديرية فريق طبي لمكافحة السل ويتكون كل فريق من منسق مديرية وطبيب وفني مختبر وعادة ما يكون في مركز المديرية، بالإضافة إلى موظفي الرعاية الصحية الأولية في الوحدات والمراكز الصحية في المديرية وكل عضو في هذا الفريق لديه دور يجب أن يقوم به حتى يسير العمل بشكل جيد وفعال وتحقق الأهداف الوطنية في مكافحة السل ويتمثل دور عمال الرعاية الصحية الأولية في مكافحة السل بالنقاط التالية: إعطاء الأدوية لمرضى السل يومياً تحت الإشراف المباشر بحسب ما هو موضح في كرت المعالجة وعمل التأشيرات اللازمة على الكرت. متابعة الفحوصات لمرضى السل بحسب المواعيد المعروفة. مواصلة العلاج لمرضى السل بحسب النظام المتبع. متابعة المرضى المتخلفين عن العلاج وإعادتهم باستخدام كل الوسائل الممكنة. كيفية الاشتباه بالسل وإرسال الحالات المشتبهة للفحص والمعاينة إلى مركز المديرية. عمل ملصقات ونشرات وتوزيعها على المصابين بالسل وغيرهم من الأشخاص وتوزيع كتيبات عن مرض السل وطرق الوقاية منه كون التوعية تجعل مرضى السل يتابعون العلاج للحد من نسبة الأشخاص الذين يتخلون عن استكمال العلاج، وإذا كان المريض في حالة انتكاسة أو حالة منقولة أو حالة فشل أو علاج بعد تخلف انقطاع أكثر من شهرين فيتم ملء بطاقة معالجة تدرن جديدة له. الأنظمة العلاجية للبرنامج ^.. ماهي الأنظمة العلاجية الموضوعة لمرضى السل التي يتبعها البرنامج؟ في الواقع توصف للمرضى نظم علاجية حديثة لشفائهم من مرض السل، وذلك تبعاً للحالة الجرثومية قبل المعالجة ولتاريخ المعالجة السابقة بالأدوية المضادة للسل ولدرجة شدة المرض، ويتألف نظام المعالجة من المرحلة البدائية المكثفة لمرض التدرن الرئوي إيجابي اللطخة مدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر يتناول المريض فيها أدوية تحت الإشراف المباشر. وهناك قسمان في بطاقة معالجة السل لكتابة النظام العلاجي الموصوف وجرعات الأدوية التي يجب إعطاؤها للمريض أحدهما لمرحلة المعالجة المكثفة وهو الوجه الأمامي من البطاقة والأخرى للمرحلة المتممة وهو على الوجه الخلفي من البطاقة ويتمثل على النحو التالي: نظام الفئة الأولى ومدتها ستة أشهر ويوصف هذا النظام العلاجي لمرضى الحالات الجديدة بما فيها الحالات الرئوية أو خارج الرئة. المرحلة البدائية المكثفة وتعطى فيها الأدوية للمرضى يومياً تحت الإشراف المباشر لمدة شهرين وفي نهاية الشهر الثاني يجب عمل فحص البلغم للمريض وعادة ما تكون سالبة عندها يتم الانتقال إلى المرحلة المتممة التي يعطى فيها المريض أدوية مركبة لمدة ستة أشهر ويتم فيها متابعة البلغم للمريض في نهاية الشهر الخامس وبالتالي تكون نتيجة المعالجة شفاء للحالات المعدية. نظام الفئة 2 ومدتها 8 أشهر ويوصف هذا النظام للمرضى الذين عولجوا من سابق من الحالات الناكسة والفشل. المرحلة البدائية المكثفة وتعطى الأدوية للمريض لمدة شهرين أدوية مركبة، ثم لمدة شهر أدوية أخرى مركبة أيضاً، وفي نهاية الشهر الثالث يتم عمل فحص البلغم للمريض وإذا كانت النتيجة سالبة يتم الانتقال إلى المرحلة المتممة. المرحلة المتممة وتعطي الأدوية المطلوبة للمريض لمدة 5 أشهر وهي أدوية مركبة ويتخلل هذه الفترة عمل متابعة لفحص البلغم في نهاية الشهر الخامس.