أظهر تقرير رسمي أن حالات السل شهدت انخفاضاً طفيفاً في جميع محافظات الجمهورية خلال العام الماضي 2007م بنسبة بلغت «3.7» بالمائة مقارنة بالعام 2006م. وأفاد التقرير الصادر حديثاً عن البرنامج الوطني لمكافحة السل بمناسبة اليوم العالمي لدحر السل الموافق 24 مارس من كل عام وتحتفي به جميع الدول والمنظمات الدولية المعنية، أنه تم تسجيل ثمانية آلاف و412 حالة في العام 2007م مقارنة بثمانية آلاف و 738 حالة في العام 2006م بانخفاض 326 حالة . وبين التقرير أن اجمالي المصابين بالسل الإيجابي المعدي للعام 2007م بلغ ثلاثة آلاف و523 حالة، بالإضافة إلى ألفين و196 حالة سلبية (نادرة العدوى) وألفين و396 حالة سل خارج الرئة (غير معدي) و324 حالة انتكاسة للمرض لنفس العام. إلى ذلك أوضح مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل الدكتور أمين نعمان العبسي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن منظمة الصحة العالمية أكدت في تقريرها الصادر مؤخرًا وجود 35 حالة سل لكل 100 ألف نسمة في اليمن. وبين الدكتور العبسي أن ذلك الانخفاض يدل على فعالية معالجة مرضى السل وانحساره في اليمن، معتبراً ذلك نجاحاً كبيراً للبرنامج بالنظر إلى طرق انتشار المرض؛ كون المصاب بالسل ينقل المرض إلى مابين 10 إلى 15 شخصاً جديداً خلال العام الواحد، ما يعني تضاعفاً كبيراً لعدد حالات السل. وأشار إلى أن احتفال اليمن بمناسبة اليوم العالمي لدحر السل هذا العام تأجل إلى أبريل القادم بهدف الإعداد الجيد له، حيث سيحتفي به هذ العام في معظم محافظات الجمهورية لأول مرة، بالإضافة إلى احتفال مركزي كبير سيقام في العاصمة صنعاء. وأضاف الدكتور العبسي، أن اليمن تعد من الدول المسجلة في مرحلة الأمان عالمياً، لافتاً إلى أن البرنامج الوطني لمكافحة السل الذي أسسته اليابان منتصف سبعينيات القرن الماضي يعتبر أقدم البرامج الصحية في اليمن وأقواها في المنطقة وفقاً للإحصاءات المسجلة. تباطؤ في مكافحة السل فيما دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي في خطابها عشية اليوم العالمي لدحر السل إلى النهوض بالتدخلات الصحية التي يقودها القطاع العام وتشجيع الاستثمارات في المجالات التي يستفاد منها على نطاق واسع لاكتشاف حالات الإصابة الجديدة بالسل وتوفير المعالجة للمزيد من المصابين به. وقالت المنظمة : إن المعلومات الجديدة ترصد تباطؤاً في التقدم المحرز على صعيد تشخيص الحالات المصابة بالسل .. مشيرة إلى أن التراجع يعود إلى أن بعض البرامج الوطنية خطت خطوات واسعة خلال الأعوام الخمسة الماضية، ولم يعد بمقدورها اكتشاف حالات الإصابة بالسل من خلال برامجها الوطنية، وإن دراسات أخرى أظهرت أنه لايتم اكتشاف وتسجيل الحالات التي تتلقى المعالجة عن طريق القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية . حجم المرض في اليمن وحول حجم مشكلة السل في اليمن قال مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل : أظهرت نتائج المسح الأخير عام 2005م الذي نفذه البرنامج بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا تضاؤل السل في اليمن بعكس نتائج المسح الأول عام 1991م التي وضع اليمن ضمن البلدان ذات الوطء العالي من حيث حجم مشكلة السل، واليمن تعد حالياً في مرحلة الأمان وفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية. وأشار إلى أن مسحاً أجري مؤخراً لمعرفة عدد الحالات المقاومة للعلاج أثبت وجود أكثر من 100 حالة مقاومة في اليمن، تتطلب علاج الخط الثاني، موضحاً أن علاج حالة المقاومة الواحدة يكلف أكثر من 10 آلاف دولار، وفترته طويلة تصل إلى سنة و 8 أشهر، ويحتاج إلى رقود 6 أشهر، بينما تكلفة علاج المريض العادي لاتزيد عن 100 دولار طوال مدة العلاج. وأضاف: نحن حالياً بصدد تقديم منحة جديدة من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، بهدف إيجاد أدوية الخط الثاني لعلاج مرضى المقاومة، ونسعى إلى تأهيل أربعة أقسام رقود في كل من تعز، لحج ، عدن ، والحديدة لاستقبال تلك الحالات خصوصاً مع وجود حالات لاتستطيع العلاج في الخارج. ونصح الدكتور العبسي كل من يستمر عنده السعال أكثر من أسبوعين دون مبرر واضح سرعة عمل فحص السل للتأكد من خلوه من المرض.. مضيفاً أنه كلما كان اكتشاف السل مبكراً أصبح علاجه سهلاً وساعد في الحد من انتشار المرض، مؤكداً أن البرنامج يقدم التشخيص والعلاج للمرضى مجاناً. آلية علاج السل في البرنامج وعن آلية العلاج التي يتبعها البرنامج لعلاج مريض السل قال الدكتور العبسي: نتبع استراتيجية عالمية منذ عام 1995م هي المعالجة قصيرة الأمد تحت الاشراف المباشر وتستمر 8 أشهر، يذهب فيها المريض يومياً أول شهرين بعد التشخيص إلى المركز الصحي أو المستشفى ليأخذ أربعة أدوية مكثفة أصبحت مدمجة في حبة واحدة، وبعدها يأخذ علاج ستة أشهر، يتناولها في المنزل، ونحن حالياً بصدد تغيير استراتيجية المعالجة ابتداءً من العام القادم 2009م بحيث تتقلص فترة المعالجة إلى 6 أشهر. ونفى الدكتور العبسي انعدام أدوية السل ، مؤكداً أن الأدوية مجانية كمنحة من الصندوق العالمي للدواء وأن البرنامج لديه أدوية تكفي حتى نهاية الربع الأول من عام 2009م، داعياً المرضى إلى سرعة إبلاغ البرنامج في حال عدم توفر الأدوية. وقال الدكتور العبسي: خلال الأعوام الخمسة الماضية لم يحدث نقص في الدواء؛ لأننا نصرف الدواء كل ستة أشهر على عدد الحالات التي سجلت في الستة الأشهر الماضية في كل محافظة، بالإضافة إلى 25 بالمائة كاحتياط في حالة وجود حالات زيادة، بالرغم من أن الأرقام أثبتت أن الحالات في تناقص، كما أننا نصرف أيضاً مستلزمات تشخيص جديدة. خدمات وانشطة البرنامج الوطني لمكافحة السل وعن أنشطة وخدمات البرنامج الوطني لمكافحة السل أكد الدكتور العبسي أن البرنامج يقدم التشخيص والعلاج بالمجان من خلال ألفين و500 كادر صحي مدرب ومؤهل في كل المرافق الصحية في جميع مديريات الجمهورية، بالإضافة إلى 235 مختبرًا، ما مكن البرنامج من الاكتشاف المبكر للمرض وانخفاض عدد المصابين..وبين مدير برنامج مكافحة السل، أن من ضمن الأنشطة الجديدة التي يعمل البرنامج على إدخالها هي فحص الأشخاص المخالطين للمريض مشيراً إلى أن هذا النشاط يحتاج لإمكانات كبيرة يسعى البرنامج إلى إيجادها مع منظمة الصحة العالمية التي تشجع هذا النشاط. كيف نقي المجتمع من السل؟ وعن طرق الوقاية من السل قال الدكتور العبسي : العلاج الصحيح يعتبر وقاية للمجتمع؛ لأن علاج مريض سل إيجابي يعني وقاية المجتمع من 10 إلى 15 حالة جديدة، ولقاح السل الذي يعطى للأطفال لا يقي مدى الحياة من السل، وإنما يقي لعشرة أعوام من حدوث الأشكال الخطيرة فقط ، مثل سل الدماغ وسل العمود الفقري والتشوهات، والاكتشاف المبكر للسل في حد ذاته وقاية. وعن مدى التعاون مع المنظمات الدولية قال: لدينا منحة من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا لخمس سنوات تبلغ ستة ملايين دولار، بدأت منتصف عام 2005م، كما أن منظمة الصحة العالمية تقدم 100 ألف دولار كل عامين فيما يسمى بالثنائية. من جهته أوضح مدير إدارة الإحصاء بالبرنامج الوطني لمكافحة السل عبدالباري عبدالله الحمادي، أن الإحصائية المذكورة هي للمرضى المسجلين الذين يتم علاجهم عن طريق البرنامج فقط لافتاً إلى أن هناك حالات غير معروفة تتعالج خارج نطاق البرنامج كالقطاع الخاص والقطاع العسكري وبعضها خارج الوطن. وأضاف: نجري حالياً دراسة ومسح شامل لكل القطاعات، سننتهي منها في أبريل القادم؛ كي نحصل من خلالها على إحصائية دقيقة لكل حالات السل في اليمن.. ونوه بأن البرنامج يقوم بتوزيع مواد غذائية، بإلاضافة إلى العلاج في المناطق الأشد فقراً في اليمن، وذلك لتشجيع وتحفيز المرضى على استخدام الدواء.