علمت "نبأ نيوز" من مصادر وثيقة الصلة أن إجتماعاً لقيلادات جمعيات المتقاعدين العسكريين أفضى مساء أمس الإثنين الى توجيه رسائل شديدة اللهجة إلى أحزاب اللقاء المشترك، تهدده فيها بفسخ "الهدنة" المبرمة معه إذا لم يتخذ قرارات فصل بحق أعضائه المشاركين في إنتخابات المحافظين. وتؤكد المصادر: إن جدلاً دار داخل الجمعيات إرتفع خلاله الصوت الداعي إلى "القطيعة مع المشترك"، ونعت أعضائه ب"الخونة" لإسهامهم في دعم مرشحي الحزب الحاكم خلال انتخابات المحافظين، إلاّ أن الجدل أفضى في نهاية الامر الى ترجيح كفة الفئة الداعية الى "التهديد بالقطيعة" وليس "القطيعة"، مسندة رأيها إلى حاجتها الحالية للمشترك في تبني قضايا المعتقلين من العناصر القيادية في الجمعيات، ممن تتهم السلطات بالتآمر لتفتيت الوحدة الوطنية، وتحملهم مسئولية أعمال الشغب والتخريب في عدد من المحافظات الجنوبية. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الخلافات الحادة بين الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للاصلاح من جهة، والخلافات البينية داخل الاصلاح نفسه، على خلفية الموقف من المشاركة في انتخابات المحافظين- طبقاً لما أكدته ل"نبأ نيوز" مصادر سياسية متعددة داخل المشترك.. وتفيد المصادر: أن الاشتراكيين يحملون الاصلاح مسئولية كسر المقاطعة للانتخابات، ويطرحون أن 90% من الذين شاركوا في الانتخابات من أعضاء المشترك هم ينتمون للاصلاح، ويتهمونهم بتغليب مصالحهم الشخصية وعصبياتهم القبلية، وبتقاضي أموال مقابل التصويت للمحافظين، على حساب الموقف السياسي للمشترك؛ فيما ذهب نفر غير قليل من الاشتراكيين الى القول بتورط قيادة الاصلاح نفسها فيما حدث لحسابات خاصة بها. وتشير المصادر إلى أن ما يطرحه الاشتراكيون يقترب أيضاً مما تطرحه قيادات داخل حزب الاصلاح نفسه، ممن رأوا ضرورة فصل الذين شاركوا من الحزب، إلاّ أن الأمانة العامة للاصلاح آثرت إصدار قرار بتجميد نشاطهم "مؤقتاً" لحين البت النهائي في القضية في وقت لاحق. هذا وكان العميد قاسم عثمان الداعري- رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين بمديرية ردفان- دعا احزاب اللقاء المشترك والهيئات الاخرى الى تحديد مواقفها من اعضائها الذين شاركوا في انتخابات المحافظين بإتخاذ اجراءات تنظيمية لا تقل عن الفصل كبراءة ذمة، لأنه لا مكان في هيئات وقواعد الحراك الجنوبي لأشخاص بجلود الحرباء ولا لمن هم شمسي قمري- على حد قوله. واعتبر الداعري- في تصريحه للمكلا برس- ان الذين اشتركوا في مهزلة انتخابات المحافظين من ابناء الجنوب شرعوا للنظام القائم الذي يضرب فعالياتنا السلمية ويستهدف أبناء الجنوب بالقتل والتنكيل والتعالي والعجرفة والتجبر. كما دعا المشترك ومجالس التنسيق على وجه الخصوص الى تطهير نفسها من مثل هكذا أمراض حفاظاً على سمعتها ومكانتها وصلابة عودها لتبقى كما عهدتها الجماهير الجنوبية العريضة ذات مواقف واضحة لا لبس فيها. وكان اللقاء المشترك وقع هدنة مع جمعيات المتقاعدين في أعقاب تعرض مهرجانه في الضالع لهجوم من قبل عناصر الجمعيات، الذين هشموا الأجهزة والأثاث، واستخدموا الهراوات في الاعتداء على عناصر المشترك.. وقد كاد الأمر أن يؤجج حرباً بين الطرفين لولا تفضيل قيادات المشترك الدخول في هدنة، تنص على منع الجمعيات من الاعتداء أو الاضرار بفعاليات المشترك، أو التعرض لأعضائه، مقابلا أن يقدم المشترك للجمعيات دعمه اللوجستي، ويناصر مواقفها، وهو الأمر الذي أوفى به الطرفان لحد الآن.