المنجزات العظيمة عبر التاريخ واجهت العديد من الصعاب بل والمؤامرات المتعددة الأوجه, وكانت الشعوب الحرة والمتجذرة في تراب أوطانها حجر عثرة أمام كل متآمر مهما صغر أو عظم شانه, وعندما أدرك المتآمرون عبر الزمن قديمه وحديه انه لا جدوى من مواجهة شعوب كهذه، تحولوا إلى فئران مسعورة تنخر هنا وهناك ليتسنى لها في لحظة غابرة من الزمن هدم ما استطاعت من جدران. وهنا يسجل التاريخ الإنساني دائما أن الشعوب الحرة هي المنتصرة وان الانتماء الحقيقي للأوطان هو الحقيقية التي أفشلت كل المؤامرات والأمثلة على ذلك من التاريخ القديم أو الحديث كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها فما يهمنا هنا هو منجزنا نحن وبعبارة أخرى منجز الوطن الأكبر في تاريخه الحديث وهو وحدة اليمن الخالدة والتي تحققت بعد مخاض طويل في 22 من مايو المجيد وتعمقت جذورها في السابع من يوليو العظيم الذي وقف فيه الشعب من أقصاه إلى أقصاه وقفة رجل واحد وفي ملحمة شعبية قل ما نجد لها نظير. فكانت صفعة شعبية في وجه كل متآمر على حاضر ومستقبل الشعب الذي مهما صغرت أو عظمت المؤامرات عليه ستبوء كلها بالفشل الذريع لسبب بسيط هو أن الشعب اليمني من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه شعب أبي حر يحب تراب وطنه إلى درجه العشق الأبدي،لذلك كان له الدور الأكبر في دحر محاولة الانفصال إلى غير رجعة. واليوم وبعد مضي أربعه عشر عاما من تلك الملحمة الشعبية تخرج بعض الفئران سالفة الذكر من هنا وهناك لتقول لنا أن المؤامرة مستمرة وكأنها للأسف لم تتعض بعد من تجاربها السابقة لأنها تعودت على العيش في سراديب مظلمة أفقدتها جزء كبير من إدراكها ما جعلها تتوهم من جديد أن الشعب اليمني شعب طيب يسهل خداعة أو تضليله بالشعارات الجوفاء أو الأكاذيب المفضوحة أو الوعود الهدامة ونسيت أو تناست أن هذا الشعب الطيب يتصف أيضا بما وصفة به سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم ( بالإيمان والحكمة ) إيمانه بالله وإيمانه بوطنه وإيمانه بوحدته وإيمانه بأصالته التي تميز بها عبر التاريخ. إيماننا بان هذه الفئران مهما عملت ومهما تلقت من دعم مادي أو معنوي من أعداء الوطن والشعب سواء في الداخل أو الخارج فان مصيرها الحتمي والدائم هو الفشل الذريع لا يعني أن ندعها تنخر هنا أو هناك بدون الرصد الجاد لتحركها وبالتالي صدها بشتى الطرق التي توقفها عند حدها ووضعها في مصيدة الفئران الفاشلة. وأخيرا سنظل نردد الوحدة عز وكرامة الوحدة مصير امة الوحدة إيمان الوحدة قوة والى أن يرث الله الأرض ومن عليها ستموت المؤامرات وستبقى الوحدة.