لاقت المبادرة التي أعلنتها منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات منتضف الشهر الجاري لمقاضاة وزارة الاتصالات اليمنية لحجبها مواقع الكترونية ترحيباً كبيراً من قبل العديد من المشاركين في ورشة عمل دولية في مدينة بودابست بدولة المجر حول "حرية التعبير على الإنترنت: باتجاه حركة دولية لمناهضة الحجب"، والتي نظمها يوم أمس الأول قسم الدفاع عن حرية التعبير في موقع أصوات عالمية (Global Voices Advocacy). وعقدت ورشة العمل للتحضير لقمة موقع أصوات عالمية لعام 2008 لليومين 27 و28 يونيو والتي يحضرها أكثر من 200 مدون وناشط على الإنترنت من أنحاء العالم. ويأتي هذا الترحيب تجاوباً مع طلب الزميل وليد السقاف الذي شارك في الحدث في بودابست باسم محرك البحث اليمني يمن بورتال نت والذي انضم لمبادرة التغيير لمقاضاة الحكومة كونه من المواقع المحجوبة منذ يناير 2008. وطلب السقاف من المشاركين دعمهم للمبادرة والتي تضم حالياً عدداً من المواقع اليمنية المحجوبة والتي رأت في خيار مقاومة الحجب بالطرق القانونية وسيلة إضافية للدفاع عن حق مستخدم الانترنت في اليمن للحصول على المعلومة. وتقديراً للتجاوب الكبير الذي أبداه المشاركون في سبيل دعم المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي، صرح السقاف قائلاً "أشعر بالامتنان الكبير باسم يمن بورنال وباسم المواقع المحجوبة لهذا الدعم الذي قدمه المشاركون من أجل قضيتنا في تحقيق العدالة في مواجهة إجراءات القمع التي تمارسها الحكومة ضد المواقع." كما أضاف أن "الشكر يجب أن يقدم أولاً لمنظمة التغيير التي بادرت وبشجاعة بهذه الخطوة التي تدل على مصداقيتها في الدفاع عن حرية الكلمة وحق المعرفة على الشبكة العنكبوتية". وقد قامت الحكومة اليمنية بحجب العشرات من المواقع اليمنية التي تحوي الأخبار والآراء دون سابق إنذار ودون تقديم أي مبررات وذلك بواسطة موفر الخدمة (يمن نت) والتابع لوزارة الاتصالات. وأشار السقاف إلى أنه بالرغم من أن هذا التحرك في الإطار القانوني ضد الحكومة هو الأول من نوعه في المنطقة إلا أنه ليس بدون مخاطر. وقال "رفع دعوى قضائية يحوي مخاطر التعرض للمضايقة والإيذاء وحتى خسارة الدعوى بسبب عدم استقلالية ومهنية العديد من القضاة في اليمن. إلا أن هذا التحرك يستحق المخاطرة كونه سيعكس القضية بشكل أقوى في وسائل الإعلام ويعرف بجهودنا في سبيل تحقيق العدالة." برنامج كمبيوتر خاص للتحري في الحجب وتعاطفاً مع مبادرة الدعوى القضائية، تطوع الباحث نارت فيللينيوف من جامعة تورنتو الكندية لتصميم برنامجاً خاصاً للتحري في حجب موقع يمن بورتال نت والتعريف بطريقة وبرنامج الحجب المستخدم مما سيشكل دليلاً قانونياً دامغاً ضد يمن نت والذي من المقرر استخدامه في إجراءات المقاضاة القانونية. ويعتبر فيللينيوف من أكبر الباحثين في العالم والذين قد خصصوا سنواتاً كثيرة في سبيل التعرف على طرق حجب المواقع من قبل الحكومات المختلفة. وقال فيللينيوف أن تطوعه لكتابة البرنامج نابع من إيمانه بقضية حرية التعبير على الإنترنت ولكون مبادرة المقاضاة هي الأولى من نوعها في المنطقة. وتقوم منظمة أصوات عالمية (Global Voices Online) بتشجيع عملية تنويع مقاومة الحجب ليشمل إجراءات تقنية (كتصميم واستخدام البروكسيات وبرامج كسر الحجب) بالإضافة إلى إجراءات اجتماعية وقانونية في سبيل دعم حرية التعبير على الإنترنت. وقد استعرض السقاف في الفعالية تجربة يمن بورتال في كسر الحجب عبر صفحة مقاومة الحجب وبروكسي يمن بورتال وعبر عن شكره لفيللينيوف لمبادرته كما التزم بإبلاغ المنظمة الدولية بآخر التطورات بشأن الدعوى القضائية وأي تبعات لها لا سيما إذا ساهمت في رفع الحجب عن المواقع.
