قال الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي لليمني- أن المشترك يرفض أن يمثل الدور الشكلي الذي يمثله في كل الانتخابات السابقة، مؤكدا بأنه لن يشارك في الانتخابات القادمة ما لم يتم تصحيح النظام الانتخابي الحالي بما يتوافق مع الاتفاقية التي وقعها المشترك مع الاتحاد الأوروبي لتصحيح النظام الانتخابي وتماطل الحزب الحاكم من توقيعها. وأضاف: إن الانتخابات القادمة لن تعني شيئاً في ظل المشاكل الوطنية والأوضاع الاقتصادية السيئة وانتهاك الحريات, منوهاً إلى أن المشترك رفض قانون اللجنة العليا للانتخابات الذي طُرح في مجلس النواب لان تغيير قانون اللجنة لن يفيد في شيء، وإنما تصحيح النظام الانتخابي الحالي هو الحل لضمان انتخابات نيابية نزيهة ومرضية لجميع الإطراف. وعبر الدكتور نعمان عن قلقة لتدهور الأوضاع في اليمن، ورد فعل الحكومة القمعية ضد التعبير عن الحريات في الجنوب وعدم حلها بشكل صحيح. وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، ان اليمن تمر بظروف سياسية واجتماعية واقتصادية خطرة تؤثر بشكل مباشر في عملية التنمية، مؤكدا بأن الوضع يحتم وجود شراكة وطنية لحل كل هذا الإشكاليات وهذا ما تضمنته رسالة أحزاب المشترك إلى رئيس الجمهورية بخصوص الحراك الجنوبي في اليمن. وأشار د.نعمان في المؤتمر الصحفي الذي عقد في منتدى الإعلاميات اليمنيات يوم الاثنين، وأوردته "الصحوة نت"، إلى وجود فجوة تؤدي إلى صراعات اجتماعية طبقية على المستوى المحلي حيث أن 10% من سكان اليمن يمتلكون 90% من الثروات المحلية بينما يستفيد 75% من السكان ب10% من هذه الثروات وهم يشكلون الطبقة الفقيرة في المجتمع. وأوضح أن الحل للفجوة الاقتصادية بين الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية بأن تعمل الأولى بانتشال الدول الفقيرة من الفقر ما لم سيظل صراع الفقر والغنى والتقدم والتخلف صراع دائم. وأرجع د. ياسين أسباب ضعف الأحزاب والمجتمع المدني في تشكيل آلة ضغط ومراقبة على الوضع الحالي إلى بطء الحراك المدني وقلة إمكانية المجتمع والأحزاب وضعف التقاليد الحزبية والنقابية والاستخفاف بها من قبل البُنى التقليدية التي تعد ندا للحكومة وللنظام السياسي، و القبيلة اليوم هي اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي اليمني. ولفت إلى أن ضعف الأحزاب المعارضة يؤدي إلى تجميد دورها في المساءلة والمراقبة على النظام الحاكم ولا تستطيع هذه الأحزاب تشكيل ضغط حقيقي وفاعل لتغيير السياسات الحالية، موضحا بأن المشترك يستخدم الجماهير والإعلام والعمل السياسي بين الناس كوسيلة ضغط . وفي ما يتعلق بالحريات قال أمين عام الحزب الاشتراكي بأن هناك تراجع كبير للحريات ما يؤثر على المناخ السياسي وبالتالي ينقل أدوات اللعبة السياسية من على الطاولة إلى تحتها الأمر الذي يلغي قدرتنا على التحكم بأدواتها – مستدلا بالحراك الجنوبي الذي حاء على خلفية قمع سلطوي . وعرج د. نعمان على التحديات التي تواجه وسائل الإعلام، مستنكراً حملات القمع المعنوية و المادية ضد الصحافة و إنشاء صحف فاسدة ووسائل إعلام بذيئة تقتل الكلمة وتقلل من هيبة وقيمة الصحافة وأردف: أن التمييع الحاصل ودس وسائل إعلامية رخيصة في مجال الإعلام ليس إلا لخلط الألوان ولتفقد الصحافة كلمتها وهيبتها ومصداقيتها وكل ما سبق بالإضافة إلى الرقابة الذاتية تقتل الإنتاج الإبداعي الفكري والثقافي والمسئولية التي تعد الوجه الأخر للحرية، "وهذا ما تسبب إلى انحطاط الكلمة والموسيقى والمؤلفات اليمنية بشكل عام". وعن موقف الحزب الاشتراكي من المرأة أوضح نعمان بأن موقف الحزب موقف تنظيمي وليس ثقافي, داعيا التقريب بين الموقف الفكري والتنظيمي للحزب تجاه المرأة . وأستطرد : هناك قصور في الموقف التنظيمي للحزب تجاه قضايا المرأة بسبب الضغوط المتزايدة من قبل السلطة ضد الحزب وظروفه الحالية. وفي رده على أسئلة الصحفيات أعرب الدكتور ياسين عن عدم تفائلة بالهيئة الوطنية العلياء لمكافحة الفساد.وأردف قائلاًً: بان هيئة مكافحة الفساد تلعب نفس الدور الذي يقوم به الجهاز المركزي لرقابة والمحاسبة كونها هيئة حكومية وهذا سيؤدي إلى تجميدها . وأكد د. نعمان على ضرورة إيقاف حرب صعده فورا ووقف نزيف الدم بوضع رؤية منهجية مبينة على التفاهم والحوار بين الأطراف المتنازعة و تحويل حرب صعده إلى قضية وطنية يتحمل مسئوليتها المجتمع، كما انتقد المناهج الدراسية والنظم التعليمية الحالية والتي تحي النعرات بين أفراد الشعب الواحد مما ينشى عدائية وطائفية في البلاد.