دعا صندوق الأممالمتحدة للسكان جميع الحكومات إلى إعادة تنشيط التزامها إزاء تنظيم الأسرة، وضمان تعميم إمكانيات الصحة الإنجابية بحلول العام 2015، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيقتضي التزاماً على الصعيد السياسي واستثماراً على الصعيد المالي، مؤكدة بأنه قد حان الوقت لجعل الصحة الإنجابية، بما فيها تنظيم الأسرة، أولوية للجميع. جاء ذلك في بيان أصدره صندوق الأممالمتحدة للسكان بمناسبة يوم السكان العالمي 2008م الذي يوافق اليوم الجمعة، نورد فيما يلي نصه: اليوم ونحن نحتفل بيوم السكان العالمي، حان الوقت لأن نركز على أحد التدخلات الضرورية في مجال الصحة العامة، وهو تنظيم الأسرة. إن القرارات التي نتخذها بشأن الحمل هي من أهم القرارات التي نتخذها في حياتنا. كما تتجاوز مزايا تنظيم الأسرة نطاق حياتنا الخاصة لتشمل أسرنا والدول التي ننتمي إليها. ونود اليوم أن نوجه اهتمامكم إلى ثلاثة أسباب وجيهة لتنظيم الأسرة. أولاً، تنظيم الأسرة ينقذ الأرواح. ذلك أنه من التدخلات ذات الأثر القوي التي تنهض بصحة النساء والأمهات. وتنظيم الأسرة يمكّن النساء والأزواج من المباعدة في التوقيت بين ولادة أطفالهم وتجنب الحمل غير المرغوب. ويمثل تنظيم الأسرة، إلى جانب الرعاية من جانب قابلات مدربات أثناء الولادة وتوفير الرعاية الخاصة بالتوليد في حالات الطوارئ، أحد التدخلات التي ثبتت فعاليتها لتحقيق هدف الألفية الإنمائي رقم خمسة، أي النهوض بصحة الأمهات، وفقاً لما اتفق عليه قادة العالم. ثانياً، تنظيم الأسرة ضروري لتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. فعندما تستطيع المرأة تنظيم أسرتها، يصبح بإمكانها تنظيم بقية حياتها. وتتيح المعلومات والخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة للأفراد والأزواج بأن يمارسوا حقهم في تحديد عدد أطفالهم والفواصل الزمنية بينهم وتوقيت إنجابهم. والحق في التمتع بالصحة الجنسية والإنجابية هو من الحقوق الأساسية لتمكين المرأة وتمتعها بالمساوة. ثالثاً، تنظيم الأسرة وسيلة فعالة لمكافحة الفقر. ذلك أنه يتيح للوالدين التخطيط للمستقبل وتكريس مزيد من مواردهما لتعليم كل طفل والاعتناء بصحته، الأمر الذي يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع والدولة. واليوم، في يوم السكان العالمي، يتعهد صندوق الأممالمتحدة للسكان بأن يلتزم بدعم توفير الرعاية الصحية وتكافؤ الفرص للجميع. وندعو جميع الحكومات إلى إعادة تنشيط التزامها إزاء تنظيم الأسرة وضمان تعميم إمكانيات الصحة الإنجابية بحلول العام 2015. وسيقتضي هذا الأمر التزاماً على الصعيد السياسي واستثماراً على الصعيد المالي. وقد حان الوقت لجعل الصحة الإنجابية، بما فيها تنظيم الأسرة، أولوية للجميع.