أكد نبيل الفقيه- وزير السياحة- ارتفاع حدة التحذيرات الصادرة من أوروبا بشأن السياحة في اليمن، للدرجة التي تنذر بركود في العمل السياحي، تتضرر من جرائه أسراً كثيرة، مشيراً إلى أن هذه التحذيرات "في معظمها تأخذها الدول الأوروبية من خلال الصحافة الرسمية والحزبية والمستقلة، إلى جانب ما تقوم به بعض السفارات من عمل استخباري". جاء ذلك على هامش حديثه في مؤتمر صحافي عقدته وزارة السياحة صباح اليوم الأحد، وتقدمت من خلاله بمبادرة شراكة والتزام مع وسائل الإعلام- جرى توزيعها خلال المؤتمر الصحافي- وتقترح من خلالها الوزارة ميثاق شرف مهني يسهم في تنشيط السياحة وتشجيع استثماراتها، ورفع معدلات نموها. وفيما أعرب وزير السياحة عن تفاؤله بأن منطقة الشرق الأوسط ستكون المنطقة الجاذبة للسياحة بسبب الطفرة التي شهدتها منطقة الخليج، فإنه أكد وجود تحديات كبيرة أمام السياحة اليمنية، إذ أن إحصائيات 2007م أشارت إلى انخفاض بمعدلات السياحة بنسبة (1.2%) عما كانت عليه عام 2006م على خلفية تأثير الأعمال الإرهابية التي شهدتها بعض مناطق اليمن، وأنه رغم أن الربع الأول من العام الجاري بدأت اليمن بتجاوز حالة الانخفاض وشهدت نسبة نمو (6%) إلاّ أنها بدأت بالتراجع في معدلات القدوم لاحقاً بسبب بعض الاضطرابات التي شهدتها الساحة اليمنية. وأكد الوزير أن اليمن وضعت في إستراتيجيتها نسبة نمو (15%) إلاّ أنها لن تتحقق إلاّ بتضافر الجهود بين القطاع العام والخاص ووسائل الإعلام والشركات ، منوهاً إلى أن المؤشرات الأولية لما تستهدفه الوزارة قد لا تتوافق والأرقام التي لدى الوزارة نظراً لجسامة التحديات التي تواجهها السياحة. ودعا وزير السياحة الإعلام إلى تقديم المساندة من خلال ما تعده الوزارة من إستراتيجية وطنية للإعلام السياحي التي من المؤمل انجازها خلال الفترة القادمة ، والتي تهدف إلى خلق ثقافة مواتية ومشجعة لنمو وتطور السياحة، ووعي يستوعب الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية للسياحة. واستعرض الأستاذ نبيل الفقيه مبادرة جديدة، وصفها ب"رؤية حول دور الإعلام في دعم السياحة" تبين صيغ الشراكة التي تتطلع لها الوزارة، ورؤية كل من القائمين على قطاع السياحة والمشتغلين في الحقل الإعلامي، إلى السياحة باعتبارها مصلحة وطنية عليا تسمو فوق الاعتبارات الذاتية وصراع المواقف والقناعات، مؤكداً تطلع وزارته إلى دور ايجابي بين مختلف الإطراف يرتكز على مبادئ وبرنامج عمل للنهوض بمستوى الشراكة بين الأطراف والتزامها تجاه السياحة. ونوه إلى إن التحديات التي تواجه السياحة في اليمن تعمقت جراء غياب أي مستوى للشراكة بين المشتغلين في قطاع السياحة والمشتغلين في حقل الإعلام بمختلف وسائلة ونوافذه، إلى جانب القصور الواضح في مستوى التزام الإعلام الوطني تجاه السياحة باعتبارها مورد اقتصادي مهم. وأكد على أهمية دور الإعلام الوطني بكل أنواعه واتجاهاته في مساندة السياحة وتأسيس مناخ من الثقة بقدرته على المنافسة وبتأثيره المتنامي في الاقتصاد الوطني، داعياً إلى وضع أهداف ومتطلبات النهوض بالسياحة كأولوية وطنية واعتبار تحقيقها التزام ثابت من الجميع، والوعي بحقيقة أن السياحة هي أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية تجاه المؤثرات السلبية بمختلف أنواعها ووسائلها، وضرورة إظهار المسؤولية الكاملة من الجميع للتقليل من مستوى وحجم تلك المؤثرات. وخلال المؤتمر الصحافي فتح وزير السياحة باب النقاش والمداخلات من قبل المشاركين، مشدداً عليهم بأهمية تقديم تصوراتهم، ورؤاهم بشفافية، بغية التوصل إلى رؤى واضحة لمستقبل الشراكة المأمولة بين قطاع السياحة وقطاع الإعلام.. الأمر الذي حول المؤتمر الصحافي إلى ورشة عمل واسعة استعرض خلالها ممثلو مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية تصوراتهم للمشاكل والتحديات التي تواجه السياحة، وواقع العمل السياحي في اليمن، وكل ما اختلج في النفوس من رؤى وتصورات وانتقادات وتساؤلات التي استغرقت زمناً طويلاً جداً.