من الواضح اننا سوف نكشف المستور قريباً، ولا أخفيكم سراً عما توصلنا إليه خلال الأيام القليلة الماضية من أن الانفصاليين وقوى المعارضة اليمنية في الخارج يقامرون في وقت واحد، وعلى طاولة قمار واحدة، و"كل نفس بما كسبت رهينة". فضلت نشر هذا المقال قبل رمضان لأننا أصبحنا بحاجة لبعض الشياطين التي تمدنا ببعض ما نحتاجه من معلومات وأخبار وأدلة وبراهين، لنحتفظ بها إلى "يوم معلوم"! وأتمنى لو ان شياطين الاخرين كما شياطيننا- وطنيين- يوسوسون لنا كيف ندافع عن وطنا وشعبنا، وليس كما يفعل شياطين الاخرين، طبعاً "شياطين الأنس"، حين يدسون المكيدة والخديعة في صدور ضعاف النفوس للتهجم على الوطن وتجريح قياداته السياسية والمطالبة بمحاكمة أبنائه في الخارج وتجميد أرصدتهم وتخليهم من الدفاع عن الوحدة لاسباب تتصل بمصالح شخصية لا غير.. ولهذا لم نعد قادرين على تمييز الخبيث من الطيب، وعدو الوحدة من عدو السلطة، فالكثير من أعداء السلطة ونظام الحكم في اليمن أصبحوا متفقين ومتقاربين كثيراً مع أعداء الوطن والوحدة في أشياء كثيرة، وفي إستراتيجية خطيرة- كما يصفها البعض- تضر بالوطن، وأصبحوا يلعبون جميعاً بالورقة الحمراء التي ورثوها عن تاريخ الشموليين البائسين، المليء بالأحداث المريعة والمرعبة.. وبالرغم أنهم قد أصبحوا في موضع "التهمة بالعمالة والتآمر" إلى حد أن البعض يطالب بمحاكمة بعض عناصر الانفصال واعداء الوطن في الخارج بتمهة "الخيانة العظمى للوطن"، إلا أنهم ومع الايام اكتشفوا انهم ليسوا إلا جماعات واشخاص "شركاء من أجل القضاء على الجمهورية والوحدة واكتوبر وسبتمبروالرئيس والمؤتمر"- وليس كما يدعون "شركاء من أجل القضاء على البطاله والفقر والغلاء وسوى المعيشيه.. إن هؤلاء اليوم فضحهم الله على الملأ، وقبل شهر التوبة والمغفرة بأيام قليلة، وبعد أن استنفذوا مختلف الوسائل والطرق التي تمثلت في شعاراتهم وهتافاتهم الكاذبة، والدكتاتورية والرجعية والاستعمارية والقمعية، بل والوحشية، وأحياناً الطائفية والمناطقية؛ التي استهدفت حياة اليمنيين وأمن واستقرار الوطن، وكادت ان تضر بالوطن والوحدة، وبعد ان توصلوا إلى طريق مسدود وتصدي لم يكن في الحسبان، ولم يكن يتوقعه احد من تلك الجحافل المتسوله. أنهزم الانفصاليون مؤخراً في شوارع أمريكا وأوروبا وكندا، وانهزمت كذلك قوى المعارضة في الخارج عقب الخلافات الاخيرة التي لحقت باللقاء المشترك، وربما قريبا يصبح اليمن بلا لقاء مشترك بسبب ما يتداوله اليوم اليمنيون في الداخل والخارج- وفي مقدمتهم المغتربون- بأن أعداء الوطن والوحدة والنظام الجمهوري ليسوا إلا مجموعة حاقدين على الوطن، ومتآمرين على الشعب، يحاولون العودة إلى الحكم باي وسيلة ولكن لحسن الحظ ان الوطن يشهد تخرج الدفع تلو الاخرى من الكليات والجامعات والمعاهد بين كل فترة واخرى وهؤلاء هم حماة الوطن والجمهورية القادمون. ولم يقتصر الصراع الحزبي والسياسي بين اليمنيين على الداخل بل امتد ذلك الصراع إلى الخارج، وأصبح الكثير من اليمنيين يمارسون السياسة اليمنية في أوروبا وكندا وأمريكا وآسيا كما لو انهم في شوارع صنعاء وعدن، ومع نشر كل خبر أو مقال سياسي بأسم مغترب أو لاجئ، كاتب أو صحفي أو تاجر أو حتى موزع صحف في اي صحيفة او موقع في الداخل او في الخارج- نجد الرد ياتي سريعاً لأنه ليس صعب الرد على اي شخص بدء توجيه التهم بلا علم او معرفه حقيقية. البعض في الخارج يذهبون بعيداً في أكثر المواقف، "إلى درجة الجنون" أو كما يقال إلى درجة "الهباله"!! وهذا ما لمسناه مؤخراً على خلفية مقال لكاتب يمني مقيم في امريكا نشر اول امس 08-28-2008م في موقع اخباري أمريكي، صاحبه يمني جالس في صنعاء.. والذي جعلني اجزم بكل صراحه أنه تم تنسيق كبير بين أعداء الوحدة الانفصاليين في الخارج وبين بعض من أعداء النظام اليمني الحالي..! وقد يعتبر البعض ان الحديث عن قوى الانفصال وأعداء الوحدة والوطن في الخارج مجرد لعب بالورق او مشاهدة التلفاز واستماع الإذاعة، والحقيقة ان الانفصاليين أعداء الوطن موجودون حقيقة في أكثر من بقعة، و"شغالين"، لكن لحسن الحظ ثانية ودائماً انهم يحملون مشروع خاسر، ومعادي للوطن ولتقده، وللأمن والاستقرار، ولا يقبله اليمنيون، ولا يؤمنون بمن يحملوه حتى ولو كانوا على هيئة ملائكة أو على هيئة شياطين سحرة. فهم غير موثوق بهم بسبب المشروع الجهنمي الذي تحمله انفسهم الخبيثة وتخطط له عقولهم المتمركسه. ففي المقال المذكور دعى صاحبه رؤساء المنظمات اليمنيةالامريكية وقيادات وابناء الجاليات اليمنية في ولاية متشغان بكل بساطه إلى مناظرة وحوار مفتوح؛ ويقصد بين أصحاب المنظمات وزعماء الجالية وبين المغتربين المتحمسين لفعل الخير- ولكنهم بسبب كثر العمل والنوم لم يستطيعوا حتى من تقديم ورقة واحدة للجالية عليها اوقات الصلاة. ولعل الشيء الذي أخافنا وأخاف عشرات الآلاف من المغتربين، هو ذلك التحدي الذي اطلقه كاتب المقال- ولو لم يكن المقال قد نشر في موقع بحجم ذلك الموقع الذي يحرره أديب وكاتب يمني معروف حتى لدى رئيس الجمهورية تماماً، لما كنت وقفت أمامه هنا!! والمخيف- كما قلنا- هو ان الكاتب العربي الشهير الذي امتلأت مكتبات بيروت ودمشق وبغداد والقاهرة بكتبه ومذكراته النادرة قد تحدى تحدياً كبيراً، بعيداً عن الحيوانات والانعام والماشية، كل المغتربين لحضور المناظرة والحوار الكبير المفتوح الذي سيحشدون له آلاف المغتربين بعد عيد الفطر بأسبوعين، أو كما أوضح في فترة اقصاها 45 يوماً من تاريخ أمس فقط، ولم تتعد دعوته أي جالية يمنية في غير ولاية متشغان التي شهدت الجالية اليمنية مواقفاً وطنية عظيمة لفترات طويلة، ولم تتوقف قوى المعارضة ودعاة الانفصال من السيطرة حتى على 10% من مجموع أبناء ا لجالية. فقد اثبت هذه النسبه الضئيله مصداقية خبرسابق نشره موقع "نبأ نيوز" بتاريخ 22 يوليو الماضي تحت عنوان "فشل ندوة أزمات اليمنبأمريكا" التي نظمتها جهات معارضة للنظام اليمني، بالتعاون مع قوى انفصالية، وحضره متحدثون منهم أعضاء بارزين في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح- اكبر أحزاب المعارضة- والذي ما ان نشرنا في "نبأ نيوز" خبر الفشل إلا وأعاد بعض كتاب الجالية نشر مقالات سابقه في مواقع يمنية، وهاجموا موقع "نبأ نيوز"! وهذا الهجوم جاء كردة فعل على خبر فشل الندوة لا غير، وإلا ما الذي جعل الكاتب الضالعي يصف محرري "نبأ نيوز" ب"الإعلاميين البائسين" غير فضحهم للمؤامرات التي تحاك ضد النظام اليمني والوطن من الخارج، إلا أذا كان هناك خلاف بينه وبين أحد زملائنا الضالعيين فهذا افضل بكثير، وقد عفونا عنه ولا نحمل الحقد القديم عليهم، وليس رئيس القوم من يحمل الحقد!! وهذا التوقيت جعلني اجزم بان الخبرة الانفصاليين لهم علاقة مع بعض الاشخاص المؤثرين على الكاتب بطريقة غير مباشرة جعلوه ينادي ويناشد الجالية لتنظيم ندوة أو لقاء مفتوح للمغتربين بعد عيد الفطر القادم بأسبوعين. وهذا التاريخ بالمناسبة سوف يصادف يوم 14اكتوبر، وهذا هو السر وراء الدعوة التي يخطط لها الانفصاليون، بغرض محاولة اقحام جالية متشغان في مشاركة انفصالية او معادية للوطن- حتى ولو مرة واحدة!! إلا ان الكاتب لا يعلم سر المخطط ولو انه علم بالمخطط من قبل لما حدد هذا التاريخ خصوصاً وأنا عرفه "ضالعي" يحب الوحدة، إلا ان مقاله قبل الاخير الذي قال فيه: "لن نقاتل من أجل الوحدة" جعل بعض الانفصاليين يفكرون انه ايضا قد ارتد عن الوحدة، فحاولوا ان يسوقوا عبره مخططهم للالتقاء بجالية متشغان التي اصبحت ضمن ابرز واشهر الجاليات اليمنية في الخارج، واختاروا يوم 14 اكتوبر للمناظرة والحوار- كما زعم صاحبنا- من أجل ان يرفعوا شعارات الجنوب الحر ويكتبون: هكذا " 14اكتوبر خرج الاستعمار من جنوباليمن واليوم نطالب بخروج الشماليين من الجنوب"، وبذلك يكون الكاتب قد خدمهم خدمة جليلة لا ينسوه بعدها ابداً ويصبح هو نادماً ان كان بعد يحب الوحدة ويغتار عليها.. والطيب في هذا الموضوع انني تواصلت اليوم مع عدد من قيادات ورؤساء الجالية في متشغان فكانوا اكبر المتحديين والمرحبين، ونظرت إليهم وكأنهم واثقون من انفسهم في خوض المناظرة، وربما هم الوحيدون من سيحملون كتبهم بايمانهم وغيرهم بشمائلهم ان كانوا فاعلين.. إلا أنهم طلبوا تحديد موعدا قبل عيد الفطر، وفضلوا ان تكون المناظرة في العشر الاوخر من رمضان- فتلك هي الأيام التي فيها العتق من النار- فرحبوا ان يكون الإخوان كتاب وصحفيي الجالية جميعا هم المنظمين للمناظرة والحوار، ولجنة الحكم.. فهل يستجيب من دعوا للمناظرة والحوار، أم إنهم مصممون ان يكون الموعد في 14 أكتوبر!؟ فهذا موعد غير مقبول اطلاقاً، ويحمل مخطط مكشوف صاغه الانفصاليون، وان كانت هناك اي فعالية في هذا التاريخ فلن تكون غير احتفال بالمناسبة الاكتوبرية الخالدة.