والله إنكم يا أخواني المغتربين بترحموني قوي قوي.. الله يعينكم، ويعاونكم، وينظر في قضاياكم.. آمين ! وأكثر ما يجعلني أخاف عليكم هو حرصكم الشديد في أظهار الفرحة والأبتسامة في الوقت المطلوب منكم أظهار ذلك، وكأنكم أنتم السفراء والأمراء المعنيين بذلك.. أشكركم من أعماق قلبي أيها المساكين الضباحى، يا من رتبتم، ونظمتم للاحتفالات بأعياد الوطن في ولاية متشغان! وأحييكم ثانية لأنكم لم تنتظروا أي جهة تنظم لكم ذلك، بل سارعتم بأنفسكم قبل السفارات والوزارات، وهذا يحسب لكم إلى الأبد، ويسجل في رصيدكم الوحدوي والنضالي.. ولكن ما يجعلني أوافق لكم هذا التوجه والانفراد بأنفسكم، والقيام بواجبكم الوطني نحو وطنكم وأمتكم، وأحياء الذكرى السابعة عشر من قيام الجمهورية اليمنية بعيداُ عن السفارات والوزارات هو انسحاب جالية المنطقة الشرقية من الحفل الذي رتبته السفارة اليمنية في الرياض بحجة التهميش، وعدم تمكنهم من تقديم مشاركاتهم للسنة الثانية على التوالي مع أنهم قد قطعوا مئات الكيلومترات دون أن يتمكنوا من التعبير عن مشاعرهم الوحدوية في يوم كانوا وما يزالون وسيظلون يعدونه من أعظم أيام اليمن! هؤلاء هم أخواني المغتربين في المملكة، يرحموني أكثر منكم في أمريكا لأنهم لم يعبروا عن مشاعرهم مع أنكم في ولاية متشغان عبرتم عن مشاعركم، وقدمتم دعواتكم كمغتربين- فقط -لإخوانكم أبناء الجاليات اليمنية في مختلف الولايات للمشاركة في عيد الوحدة.. وبعد أن قطعوا مسافات السفر إلى متشغان لم تمنعهم سفارة، ولا وزارة من التعبير عن مشاعرهم، لأن الاحتفال في الأصل من صنع أياديكم أبناء الجالية.. مغتربين فقط! وهذا هو واجبكم نحو وطنكم الأم، ولا يحق لسفير أو وزير أن يمنع أحد من المشاركة.. وهذا أفضل لنا كي لا تنشب خلافات بين أبناء الجالية في الاحتفالات القادمة.. على كل حال احتفل شعبنا في الداخل، واحتفل معه كل إخواننا اليمنيين في الخارج بأجمل وأروع معاني الاحتفاء والابتهاج.. والذكرى عظيمة تستحق منا أكثر من ذلك! وأيام الشعوب العظيمة وحدها تصنع صفحات كل العظماء في التاريخ.. * مدير تحرير نادي المغتربين / مراسل "نبأ نيوز" في الولايات المتحدة