أعلن نعمان الصهيبي- وزير المالية- عن توجه وزارته لإلغاء جميع الإعفاءات الجمركية الممنوحة للمؤسسات الحكومية باعتبارها فساداً. وقال وزير المالية- في كلمة له بمفتتح اللقاء التشاوري الرابع لمدراء عموم المكاتب والدوائر الجمركية بعموم محافظات الجمهورية اليوم الخميس: "أن هناك فساد يصاحب الإعفاءات الجمركية الممنوحة للمؤسسات الحكومية وأن وزارته تدعم توجهات مصلحة الجمارك الخاصة بإلغاء تلك الإعفاءات". وأكد أن وزارة المالية ستتحمل كل الآثار الناجمة عن إلغاء الإعفاءات الجمركية على المؤسسات الحكومية وإلزام الجميع بدفع الرسوم الجمركية لمصلحة الجمارك. في غضون ذلك أشاد وزير المالية ,بما حققته مصلحة الجمارك من تجاوز في إيراداتها للربط المحدد من قبل وزارة المالية والمقدر للعام الجاري بنحو 46 مليار ريال. وقال " إن تلك الإيرادات المحصلة من قبل الجمارك خلال الأشهر الماضية من عام 2008 ما تزال دون المستوى المطلوب على الرغم من تجاوزها للربط المحدد الأمر الذي يتطلب الوقوف بجدية حول تعقيدات العمل الجمركي وأساليب التهرب والتهريب التي تمارس من قبل بعض المخلصين الجمركيين". ودعا الصهيبي مصلحة الجمارك إلى الاستفادة من الإمكانيات الهائلة والمتاحة للارتقاء في عملية تأهيل وتدريب الكوادر الجمركية. مشيرا الى أهمية تعميق الوعي لدى رؤساء الدوائر الجمركية بأهمية تحصيل الإيرادات الضريبية باعتبارها جزء من الإيرادات العامة للدولة التي يتم تحصيلها عبر القطاع الجمركي. ونوه وزير المالية بجهود مصلحة الجمارك في تعاملها الجاد مع قضايا التهريب باعتبارها قضية تضر الاقتصاد الوطني. مؤكداً ضرورة تعزيز العلاقة بين كافة الأطراف والجهات ذات العلاقة بمكافحة التهريب. وقال: "علينا أن نخلي مسؤوليتنا ولكن هناك أيادي تعبث بالاقتصاد الوطني لكن في ظل دعم القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتوجهات ومقترحات وزارة المالية ومصلحتيها سنتمكن من الحد من هذه الظاهرة للحفاظ على اقتصاد البلد من العبث والفساد". وشدد وزير المالية بضرورة إسراع مصلحة الجمارك في توريد الضمانات الجمركية التي انتهت فترتها الزمنية إلى خزينة الدولة مع الأخذ في الاعتبار التفريق بين التجار المتميزين والمتلاعبين ومنح المتميزين منهم الكثير من التسهيلات التي تضمن الارتقاء بعملهم. وأعرب عن أمله أن يضيف هذا اللقاء نقلة نوعية في تذليل كافة التعقيدات المصاحبة للعمل الجمركي خاصة المرتبطة بالتخليص الجمركي الذي يتضمن العديد من عمليات التزوير في الأرقام الضريبية وتحويل للبيانات. من جانبه أشار رئيس مصلحة الجمارك الدكتور علي بن علي الزُبيدي أن هذا اللقاء يأتي في إطار توجهات المصلحة الخاصة بتطوير آليات العمل الجمركي وأحداث نقلات نوعية في مستوى أداء العمل الجمركي. وأكد أهمية التخليص الجمركي التي أصبح مؤشر من مؤشرات الإصلاحات الاقتصادية والمالية واهتمت بها العديد من المنظمات الدولية. وبين أن اليمن وبحسب التقارير الدولية احتلت مرتبة متوسطة في هذا المجال لكنها ما تزال متأخرة عن الركب عن الدول المتقدمة وهو ما دفع المصلحة إلى مناقشة الإجراءات المتعلقة بالتخليص الجمركي التي شهدت تطورت نوعية خلال السبع السنوات الماضية. وفي إطار تطوير عمل التخليص الجمركي، قال:"إن المصلحة استعانت بالعديد من المنظمات الدولية أهمها الأنكتاد وبرامج الأممالمتحدة وبعض المانحين من الدول الأوروبية مما أسهم في نقل عملية التخليص الجمركية نقلات نوعية" . وأكد أن مصلحة الجمارك حريصة على رفع كفاءة العمل الجمركي وتقديم خدمة مميزة للمتعاملين معها عبر تأهيل وتدريب كوادرها في الداخل والخارج وتحديث أنظمتها الآلية التي تسهل الإجراءات الجمركية. وأستعرض الزبيدي مسيرة تحديث وتطوير العمل الجمركي المتمثل في استخدام برنامج أسيكودا، إلى جانب عدد من البرامج الملحقة به، منها دليل القيمة وبرنامج ألتربتك والمنافست الإليكتروني، وإدخال إدارات المعاينة والرصيف والإفراج اليكترونيا وتعامل المخلصين وأصحاب الشأن من مكاتبهم. وقال:" نسعى حاليا وبالتعاون مع الأنكتاد على تحديث برنامج الإسيكودا عبر اقتناء برنامج اسيكودا العالمي لتحسين أداء العمل الجمركي، وإدخال التطورات فيما يتعلق بتحقيق الأمان وتحديد المسؤولية وكذلك تحليل المخاطر والقيمة الجمركية وإدخال وسائل الكشف الحديثة والأرشفة وتصنيف المواد المستوردة والمصدرة حسب النظام المنسق ( أتش أس)، وشروح التعريف واستخدام جهاز خادم رئيسي للأعمال الجمركية لتوحيد العمل الجمركي وتسهيل التعامل معه في مدخلاته ومخرجاته، وسهولة وسرعة الحصول على المعلومات وبالتالي التعامل معها فضلا عن الاستعانة بأنظمة الكشف على البضائع بنظام الأشعة السينية التي أصبحت تغطي ما يقارب 96 % من الإيراد". كما ألقيت كلمة عن المشاركين في اللقاء ثمنت حرص قيادة مصلحة الجمارك على الارتقاء بالعمل الجمركي من خلال توفير الإمكانيات وتأهيل وتدريب الكوادر الجمركية وعقد اللقاءات التشاورية لتقييم مستويات الأداء خلال الفترات الماضية ووضع التصورات المستقبلية لضمان تذليل العقبات وخلق شراكة فاعلة مع القطاع الخاص. يشار إلى أن اللقاء الذي يستمر ثلاثة أيام تحت شعار ( التخليص الجمركي تقييم الأداء ووضع تصورات المستقبلية) سيناقش عددا من المواضيع المتعلقة بعمليات الفحص والمعاينة بالأشعة السينية وإجراءات التحديث والتطوير لإدارات النظام الآلي الجمركي ووضع آلية إصدار تراخيص التخليص الجمركي. وحضر افتتاح اللقاء رئيس مصلحة الضرائب أحمد أحمد غالب ووكيل وزارة المالية لقطاع التخطيط والإحصاء والمتابعة على مثنى شاطر ووكلاء مصلحة الجمارك وممثلي الإتحاد العام للغرف التجارية والصناعية. عن/ سبأ