إلحاقاً بخبرنا السابق.. أكد المقدم عبد الرحمن النور- مدير أمن مديرية المظفر- ل"نبأ نيوز": إن الحريق الذي شهده شارع الجمهورية بتعز صباح اليوم الثلاثاء التهم عشرات المحلات بالكامل، وطال بعض المنازل المجاورة، مقدراً الخسائر بمائة مليون ريال. وأرجع المقدم النور أسباب الحريق إلى تماس كهربي حسب المعلومات الأولية، وقال أنه وفور الانتهاء من السيطرة على الحريق سيتم البت في إعطاء معلومات دقيقة من خلال المباشرة في إجراء التحقيق وجمع الاستدلالات, مؤكدا عدم تسجيل إصابات جراء الحريق، منوهاً إلى انه نشب عند الساعة السادسة والنصف. وقال مدير أمن المظفر: انه فور البلاغ بحادثة الحريق تم الاستعانة بفرق إطفاء مجموعة هائل سعيد انعم وشركاؤه في الحوبان، وكذا الاستعانة بمصنع بسيارة إطفاء اسمنت البرح وقمنا بإحضار وايتات ماء خاصة بالمواطنين، ويجري السيطرة على الحريق من قبل كافة الجهود الرسمية والشعبية. وأضاف:: إن صعوبة السيطرة على الحريق تكمن في عدم وصول فرق الإطفاء إلى موقع الحريق بسبب ضيق الطريق وتواجد المواطنين بكثافة في موقع الحريق. مأساة إنسانية: بين عشية وضحاها وجدوا أنفسهم بلا مصدر رزق، ولا مأوى، يشكون الله ثم المحافظ.. عشرات المحلات العتيقة في أقدم سوق شعبي "ملكي" في تعز التهمتها السنة النيران في غمضة عين، فيما الناس نيام عند الساعة السابعة من صباح اليوم- انفردت "نبأ نيوز" بتغطية الحادث- وامتدت ألسنة النيران لتطول البيوت أيضاً.
مواطنون ارجعوا سبب الحادثة إلى تماس كهربائي، وآخرون أشاروا إلى أياد خبيثة امتدت إلى محلات السوق فأشعلت فيها النيران لتصبح بين لحظة وأخرى اثر بعد عين وذلك في ثاني حريق يندلع في مدينة تعز خلال أسبوع، بعد حريق "سوق الاشبط" الذي طال محلا تجاريا أثناء فترة الإفطار. آلاف المواطنين هرعوا إلى شارع الجمهورية في محاولة شعبية لإنقاذه, فيما "وايتات" الماء التابعة للمواطنين كعادتها تصدرت جهود الإطفاء, وفرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني لم تسلم من اتهامات الموطنين لها بالتباطؤ, وأصحاب منازل التهمتها السنة النيران وجدوا أنفسهم في العراء, وآخرون يذرفون الدموع بعد أن فوجئوا أنهم لم يعد لديهم ما يسدون به رمقهم! عبد الرحمن عبده مهيوب– عاقل سوق شارع الجمهورية- قال ل"نبأ نيوز": أن الحريق اشتعل في المحلات فجأة بعد إغلاق أصحاب المحلات التجارية في السوق وعودتهم للنوم في منازلهم، موضحا إن سبب الحريق تماس كهربائي أدى إلى اشتعال النيران في الملابس. واتهم فرق الإطفاء بعد القيام بواجبها على النحو المطلوب، وقال: لقد قمنا بالاتصال بالدفاع المدني ولكنهم وصلوا إلى موقع الحادثة بعد ساعة ونصف والمواطنين هم من بادروا بالإطفاء. وأشار عاقل سوق الجمهورية أن الخسائر المقدرة تبلغ مئات الملاين من الريالات وان هذا السوق يعد أقدم سوق بتعز، يشتهر ببيع الملابس الشعبية والتحف منذ60 سنة أي منذ عهد الأئمة، وهو أول شارع في الجمهورية. وناشد عاقل السوق الدولة تعويض المنكوبين في اقرب وقت ممكن، كون تلك المحلات المحترقة هي مصدر رزقهم الوحيد. الحاج محمد حمود العديني–70 سنة- صاحب محل تحدث والدموع تنهمر من عينيه، فقال: عاد أنا روحت البيت، وبعد ساعة قالوا لي محلك احترق كاملا.. فلم اصدق وخرجت أشوف، وجدت المحل حقي محترق كله. وأضاف العديني- الذي يعول أسرة مكونة من 12 فردا: إن هذا المحل هو مصدر رزقهم الوحيد، وهو الآن يبحث عن قيمة فطور لهذا اليوم.. وقال بتنهد وحسرة : "حسبي الله ونعم الوكيل". عبده شكري احمد حسن – 50 عاما- تعرض منزله المكون من ثلاثة طوابق لحريق كامل، ملتهما كافة محتوياته، فيما تم نقل أسرته إلى منزل احد جيرانه. وناشد شكري الدولة تعويضه تعويضا عادلا كونه ليس له أي مصدر دخل أو سكن بديل لمنزله.. وحمل شكري المسئولية كاملة فريق الدفاع المدني الحكومي، وقال: لو كان جاء الإطفاء ساعة وقوع الحادث لما كانت وقعت الكارثة ولكنه جاء بعد خراب مالطا. يشار إلى إن حادثة الحريق هذه تعد الأكبر من بين حوادث حريق سابقة كان السوق قد تعرض لها في السنوات السابقة.