دعا الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية جميع أبناء الوطن أياً كانت مواقعهم في المجتمع إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية وان يضعوا مصالح الوطن فوق كل اعتبار ذاتي أو حزبي. وحث الرئيس- في خطاب وجهه مساء اليوم الاثنين إلى جماهير شعبنا اليمني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك- الجميع على الابتعاد عن كل ما يثير الخلافات والبغضاء والكراهية والفرقة وكل أشكال الحقد، وتجنب الإنشاد إلى أساليب الماضي العقيمة، والاصطفاف نحو ما يحقق للوطن مصالحه ويعزز من وحدتنا الوطنية ويصون الأمن والاستقرار والمكاسب والانجازات ويعمق من روح التسامح والتعاون والمودة والتلاحم بين الجميع. وأكد رئيس الجمهورية إن جهود البناء متواصلة على مختلف الأصعدة من اجل ترجمة ما ورد في برنامجه الانتخابي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، مشدداً على أهمية تضافر جهود الجميع من اجل الدفع بتلك الجهود لما فيه تحقيق الخير ومصلحة الوطن، باعتبار التنمية هي المعركة الرئيسية التي يجب أن تحشد لها كل الطاقات والإمكانات. كما دعا كل أبناء الوطن بمختلف فعالياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية إلى التصدي لكل أشكال العنف والتطرف والغلو والإرهاب، والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية في أدائها لواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة ومحاربة الجريمة وكل الأعمال التخريبية والإرهابية التي تسيء إلى سمعة الوطن وتضر بمصالحه ومصالح أبنائه. وقال: "ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الاعتدال والتسامح والمحبة والإخاء الرحمة والسلام.. وهو يحثنا على الأخلاق الفاضلة والمثل الرفيعة ونبذ الرذيلة"، مشيراً إلى أن العنف والتطرف والإرهاب ظواهر شاذة تتنافى مع فطرة الإنسان التي جبلت على السلام ومع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيم وتقاليد شعبنا اليمني العربي المسلم الذي ينبذ العنف والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وعبر الرئيس صالح عن الارتياح لكل الجهود التي بذلت من اجل إنهاء الفتنة وإحلال السلام في محافظة صعدة وبما يمكن من مواصلة جهود إعادة الأعمار والتنمية في هذه المحافظة البطلة التي سجل أبناؤها الشجعان دوماً أشرف المواقف الوطنية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وفي سبيل الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم في الوطن، معربا في ذات الوقت عن أمله في أن تشهد الأيام القليلة القادمة إن شاء الله المزيد من نتائج تلك الجهود المبذولة في مجالات الأعمار والتنمية وترسيخ السلام ولما فيه مصلحة الوطن والمواطنين. وتطرق فخامة رئيس الجمهورية إلى عظمة هذا العيد.. مبينا أن تلك العظمة تتجلى في وحدة المشاعر الإيمانية العظيمة الجامعة لكل أفراد الأسرة المسلمة في إطار البيت الواحد وفي نطاق المجتمع ابتهاجاً بإقامة ركن هام من أركان الدين وهو أداء فريضة الصوم. وقال: "إن للعيد وأيامه المباركة صلة حميمة ومتينة بكل أعمال الخير والبر والإحسان وإخراج الزكوات وتقديم الصدقات وإشاعة روح الإخاء والمحبة والتسامح والتراحم والتكافل والوحدة التي تضاعف من الابتهاج بالعيد وتبرز معاني الأخوة والتعاضد التي تربط بين أبناء الوطن الواحد وأبناء العقيدة الواحدة". وحث الجميع على أداء واجباتهم الدينية والدنيوية في التراحم والتعاون والتكافل والتوسع في أعمال البر والخير والإحسان وصلة الأرحام وبذل الصدقات ومساعدة الضعفاء والمحتاجين وإخراج الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام، لا يكتمل الصوم إلا بأدائها إلى القائمين عليها في الدولة لتقوم بإنفاقها في مصارفها الشرعية والتي ينتفع منها كل الناس وتحقق لهم جميعاً الخير والازدهار. ودعا كل الميسورين من أبناء الوطن إلى ترشيد الإنفاق الاستهلاكي وتجنب كل مظاهر البذخ والأخذ بيد إخوانهم الفقراء والمحتاجين بعيداً عن كل أشكال المن والأذى أو التكبر والتفاخر أو التعالي أو تبذير الأموال وإنفاقها بسفه أو سوء تدبير وفي مجالات لا تعود عليهم بأي نفع يذكر في دنياهم أو آخرتهم ولا على الوطن بصفة عامة. ووجه الأخ الرئيس في خطابه التهاني القلبية الصادقة للجميع بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلا المولى عز وجل أن يعيده على جماهير شعبنا باليمن والبركات وعلى أمتنا العربية والإسلامية وقد استعادت يقظتها واستردت زمام أمرها بيدها.. وانتصرت على التحديات المحيطة بها.. وداوت جراحها وآلامها وأعادت التضامن فيما بينها كأمة وسطية شاهدة على الناس مشهود لها بالخير كما أراد الله لها سبحانه وتعالى.