أوضح تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها على الانترنت بان ظاهرة مضغ القات في اليمن تشهد تزايدا كبيرا وتشير مخاوف بشأن الآثار الصحية والاجتماعية المترتبة عليها في أوساط المجتمع اليمني. ويشير التقرير- إلى أن نحو 90% من الذكور البالغين يمضغون القات طيلة ثلاث إلى أربع ساعات يوميا في اليمن، في حين وصلت نسبة الإناث اللاتي يتعاطينه 50% أو أكثر من ذلك بسبب ميل الفتيات إلى أتباع تلك العادة. ويقول التقرير: أن القات تتسبب في تدهور الاقتصاد اليمني الضعيف حيث يقوم المزارعون باقتلاع الأشجار المثمرة وأشجار البن واستبدالها بزراعة القات التي تعود بفوائد كبيرة حيث تراوحت المساحة المخصصة لزراعة القات في اليمن في الحقبة الممتدة من عام 1970م إلى عام 2000م بين 8000 هكتار و103000 هكتار، ويخصص نحو 60% من الأراضي التي تزرع فيها المحاصيل النقدية لزراعة القات إضافة إلى أن زراعة القات تمتص الموارد المائية أيضا حيث يستأثر سقى القات بنحو 27% إلى 30% من المياه الجوفية في اليمن. وخلصت المشاورات التي عقدها مكتب منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط مؤخرا إلى أن الحل لا يمكن في اعتماد تدابير صارمة لمكافحة القات إذ من المحتمل أن يودى ذلك إلى استبداله بمخدرات وأنماط استعمال أشد خطورة، وأن من الممكن احتواء استخدام القات حيث ينبغي حظر بيع القات للأطفال وعدم توفير للبالغين إلا في ساعات محدودة في اليوم. وقد اعتبر التقرير أن القات ليس من المخدرات المسببة للأدمان بشكل خطر وهذا لا يعني أن استهلاكه لا يودي إلى عواقب فيزلوجية لان متعاطي القات يصلبون بمرح متبوع باكتئاب بالإضافة إلى وجود حالات كثيرة مصابة بالهلوسة وكذا تأثير القات على الجهاز القلبي الوعائي بشكل نسبي. وخلص التقرير الصحفي إلى أن التغيير سيتم بإذكاء الوعي العام واستهداف الفئات الأكثر استضعافا مثل النساء والأطفال وتوعيتهم بالآثار الجانية للقات ومن الممكن مع مرور الوقت أضفى الوصم على ظاهرة مضغ القات على غرار ما حصل مع تدخين السجائر في أماكن أخرى.