وجه صباح اليوم السبت ما يزيد عن (35) ألف مواطن يمني على مستوى محافظات الجمهورية، و142 منظمة مجتمع مدني، نداءً إلى العالم الثري- دول الثمان- بالإيفاء بما قطعته من عهد على نفسها بمساعدة الدول الفقيرة وتحقيق أهداف الألفية، في واحد من أوسع المهرجانات الجماهيرية، الذي نظمه التحالف اليمني للنداء العالمي لمكافحة الفقر، بالتعاون مع شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية، ويستمر حتى يوم 19 أكتوبر الجاري. المهرجان الذي أقيم في حديقة السبعين بأمانة العاصمة، استهلته السيدة رمزية عباس الارياني- رئيسة التحالف، رئيسة اتحاد نساء اليمن- بكلمة بينت فيها أن العالم احتفل يوم 17 أكتوبر باليوم العالمي لمناهضة الفقر تحت شعار (انهضوا وعبروا عن رأيكم لمناهضة الفقر، وانهضي وتحركي ايتها الدول الفقيرة لمناهضة البطالة.. لمناهضة الاتكالية على الدول الثرية.. لمناهضة الفساد والغلاء.. لمناهضة الفقر والجوع.. والركض نحو العمل والتنمية الشاملة والحكم الرشيد). وأضافت: "اليوم نواكب ونشارك العالم معا نحو مناهضة الفقر وندعو الدول الثمان الثرية للإيفاء بالتزاماتها نحو العالم الثالث، ليتمكن من تحقيق أهداف الألفية، وخاصة في ظل الانهيار الاقتصادي وإفلاس اكبر بنوك أمريكا وأوروبا واليابان، وتدهور أسعار النفط الذي سينعكس سلباً على دولنا، وستحجم المنح والمساعدات التنموية، وقد يعم عالم الأثرياء الكساد التجاري والاقتصادي، ويصبح العالم أجمع مهدداً بشبح الفقر والجوع، ولن يكون هناك لا عالم ثالث ولا أول". وقالت: أنه "بالقدر الذي نتطلع فيه إلى قيام نظام عالمي سياسي جديد، متوازن، ومتعدد الأقطاب، فإننا نتطلع في نفس الوقت إلى قيام نظام اقتصادي عالمي متوازن لا يكون صنع القرار فيه حكراً على دولة واحدة مهما تعددت قوتها.. ونتطلع إلى نظام أكثر قوة ونزاهة وعدلا وموازين متساوية في تطبيق القوانين الأممية". وأشارت إلى أن شبكة النداء العالمي لمناهضة الفقر في اليمن قد أقرت أن يكون سفير الحملة لهذا العام المرحوم هايل سعيد أنعم ممثلا بشركته الخيرية فهي تدعم وتساند الفقراء والمحتاجين على مدى سنوات طويلة بل وكان لها دور في تشغيل الشباب العاطلين وتدريبهم وتأهيلهم للعمل. وثمنت تواجد الدكتور يحيى المتوكل، مؤكدة إن ذلك هو دليل الشراكة بين شبكة المنظمات غير الحكومية والحكومة في إدارة التنمية. كما قرأ الأستاذ يحيى الدبا- عضو التحالف- بيان التحالف، والذي أشار في مطلعه إلى أن التحالف التحالف اليمني للنداء العالمي لمكافحة الفقر، بالتعاون مع شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية، والنداء العالمي لمكافحة الفقر ينظم التحرك الجماهيري التوعوي السنوي وذلك خلال الفترة 17 – 19 أكتوبر 2008م.. حيث ستقام ندوات التوعية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وتوزيع المطبوعات وإجراء عدد من المقابلات مع صناع القرار في الحكومة لكسب الدعم والتأييد وسيتوج التحرك بحفل خطابي وفني وتكريم شخصية العام يوم السبت الموافق 18/ أكتوبر الساعة التاسعة صباحا بحديقة السبعين بأمانة العاصمة. وأشار إلى إن التحالف العالمي لمكافحة الفقر حقق رقما قياسيا ودخل موسعة غينيس في العام الماضي 2007 م حيث استطاع أن يحشد 43.7 مليون مواطن من 127 دولة من مختلف دول العالم.ونتوقع مشاركة اكبر لهذا العام 2008م. وقال: إن اللجنة التنسيقية ستتحرك في هذه الأيام الثلاثة 17 – 19 أكتوبر ويشاركهم العديد من فقراء العالم ومناصريهم بهدف إيصال أصوات الفقراء إلى قادة العالم لمطالبتهم بالالتزام والوفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم بتحقيق أهداف الألفية والقضاء على الفقر واللا مساواة اللذان يتسببان بوفاة 50.000 ألف حالة وفاة يوميا في دول العالم الفقيرة. وأضاف: مع تزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلا أن برامج المساعدات تتعرض لمعوقات شتى. لذا فإننا نؤكد أهمية إلغاء ديون الدول الفقيرة وعدالة التجارة وزيادة المساعدات وإيصالها وفقا لمبادئ وحقوق الإنسان وخلوها من الاشتراطات التي تخل بهدفها النبيل في تحقق أهداف الألفية على أن ترتكز في استخدامها على الشفافية وعدالة التوزيع وتوفير المناخات المناسبة لتنفيذها بمشاركة فاعلة لمنظمات المجتمع المدني. كما دعا إلى: أن تحيد كافة برامج التنمية والإغاثة الإنسانية إثناء النزاعات. وتربط مساعدات الإغاثة بالعملية التنموية والاهتمام ببرامج التعامل مع النزاعات وبناء السلام الاجتماعي بين المجتمعات وتثقيف المجتمع على نبذ العنف بأشكاله وحشد المجتمع للوقوف والتوحد ضد الفقر ومكافحته ونشر وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية كعنصر ضروري لدعم عملية التنمية وتفعيل دولة الحق والقانون والمؤسسات لضمان الحياة الكريمة. كذلك لن تتحقق التنمية المستدامة ما لم يتم إشراك منظمات المجتمع المدني في عمليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم للبرامج والمشاريع التنموية وضمان الحق في الوصول إلى المعلومات لتفعيل المشاركة. ودعا أيضاً إلى تعزيز التواصل والتفاعل والتنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار بين المجتمع المدني وكافة الأطراف الفاعلة والمؤثرة في صياغة الاستراتيجيات والخطط الوطنية وإشراك القطاع الخاص كشريك مسئول مع ضرورة تفعيل برامج مكافحة الفساد والإصلاح المالي والاقتصادي والإداري وتطوير آليات ناجعة للمساءلة والمحاسبة، وزيادة الموارد المالية المخصصة لبرامج الحد من الفقر، وبناء القدرات والتركيز على قطاع الزراعة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتفعيل الخطة الخمسية الثالثة لتحقيق أهداف الألفية. وتوجه البيان في ختامه بالشكر الجزيل لكل من أسهم في تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في برامج التنمية. من جانبه، الدكتور يحيى المتوكل- وزير التجارة والصناعة، ألقى كلمة أكد فيها أن مؤشرات الأزمة المالية العالمية حادة، وآثارها تتضاعف خاصة على الاقتصاد العالمي، وعلى المؤشرات المعنية بالفقراء والفقر، معرباً عن مخاوفه من أن "يتزايد عدد الفقراء، وأن تتراجع جميع الجهود التي بذلت في سبيل مكافحة الفقر". وأشار إلى أن صعوبة تحقيق أهداف الألفية تثبت وتبرهن فشل النظام الاقتصادي العالمي في معالجة الفقر والحد من آثاره. وقال: أن أزمة الغذاء العالمية التي عانينا منها العام الماضي، وخاصة في الدول الأقل نموا مثل اليمن، رأينا أن آثارها لم تقتصر على جانب الإغاثة وإنما ولسوء الحظ عملت على الحد من انجازات السنوات الماضية، منوهاً إلى أنه على الرغم من "إن المسح لعام 2006م اظهر تراجعاً بنسبة الفقر في اليمن، ولكن لسوء الحظ نتوقع أن أزمة الغذاء العالمية وانعكاساتها المحلية أن تغير من تلك المؤشرات سلباً". وأكد الدكتور المتوكل على جهود الحكومة اليمنية في مواجهة الفقر، سواء من خلال الخطط التنموية ابتداء من إستراتيجية تخفيف الفقر والخطة التنموية الثانية والثالثة التي أخذت على عاتقها مواجهة الفقر أينما كان- سواء المتعلق بتحقيق النمو الاقتصادي وفرص العمل، أو توفير خدمات الرعاية الأساسية، أو الرعاية الاجتماعية. مشدداً على ضرورة أن تسعى الحكومة لتمكن الناس من خلال التعليم والتدريب والتأهيل حتى يستطيعوا أن يكسبوا لقمة عيشهم بجهودهم، ولا بد من مضاعفة تلك الجهود، جهود الحكومة، وجهود منظمات المجتمع المدني، وجميع الأفراد لمواجهة الفقر الذي يحتاج إلى تضافر الجهود جميعا. ونوه إلى أن مكافحة الفقر هو الذي يحتل الأولوية لدى الحكومة، داعياً المنظمات إلى تعزيز جهودها والشراكة مع الدولة والقطاع الخاص نحو المسئولية الاجتماعية لمكافحة الفقر. وتخللت برامج المهرجان، الذي امتد حتى منتصف الظهيرة، عروض إنشادية فنية قدمتها فتيات جمعية الأمان للكفيفات، وعروضاً فنية لجمعية عامر وعقبي للفئات الأشد فقراً، ومسرحية ناقشت أوضاع الأسر الفقيرة، وعمالة الأطفال، فيما شاركت جمعية التحدي للمعاقات بقصيدة شعرية قدمتها حظية المسوري. كما شهد المهرجان تكريم السيد نبيل هايل، امتناناً للأعمال الخيرية والعم السخي الذي يقدمه للفقراء. وتوزيع الفنايل والقبعات التي تحمل شعار النداء العالمي لمكافحة الفقر. هذا وسينطلق وفد تحالف منظمات المجتمع المدني صباح غد الاحد الى مجلسي النواب والشورى، وجهات حكومية مختلفة لحثهم على تبني سياسات فعالة في مناهضة الفقر، والحد من معدلاته.