بعد أيام قليلة جداً على إنجازها، تكشفت عورات الفساد، وتيقنت البلاد والعباد أن ما جرى تنفيذه من رصف لشوارع وحارات مدينة تعز لم يكن سوى "ماكياج رديء"، انقشع بأول لمسة ريح... هنا تعز.. هنا شوارع من ورق.. هنا سلطات لا تراقب، ولا تعاتب، ولا تحاسب، ولا تعاقب..! أعمال رصف تمت على عجل.. وسفلتة تكشفت عوراتها في اليوم التالي.. وبلاط للأرصفة انتهى أجله قبل أن تلامسه قدم بشرية.. ومليارات ذهبت في مهب الريح.. من غير أن تجد عيناً على المال العام تدمع، أو أذناً لشكاوى المستغيثين تسمع.. وبغير حياء يتأهب المسئولون لقص الشريط "رسمياً"، والإعلان عن ميلاد "منجز"..!! وكلاء سبعة، وربما ثمانية، أحدهم لشئون الساحل والصحراء، وآخر لشئون "جبل صبر"، تدعوهم "نبأ نيوز" للترجل، ولو لربع ساعة، للوقوف على حقيقة كارثة مشروع رصف شوارع تعز.. عسى أن تجمع البلاط والأحجار التي تحطمت، أوْ انقشعت من مكانها، بعد بضع أيام فقط من رصفها.. وحتى لا تجرفها الأمطار إلى أماكن أخرى من المدينة..! وحده فقط محمد أحمد الحاج- الأمين العام للمجلس المحلي، نائب المحافظ- كان واضحاً حين عزا- في ندوة سابقة بمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان- سبب انهيار بعض مشاريع الطرق والسفلتة والرصف بتعز إلى "انهيار في ذمم المقاولين" الذين يدخلون في مساومات مع المهندسين.. ويومها أشار إلى أن المحافظة تعمل الآن وفق سياسة جديدة مع المهندسين, هذه السياسة تعطي المهندس حقه المادي كاملا من باب (أشبع الفم يستحي الوجه)..! "نبأ نيوز" تتساءل: إذا كانت "ذمم المقاولين" تشهد إنهياراً، فهل قانون الدولة قد سبقها بالإنهيار، فلم تجد من يقومها أو يقاضيها!؟ ويا ترى هل سمعت إدارة مشاريع تعز ب"اختراع" اسمه "عقد اتفاق"، وإن (العقد شريعة المتعاقدين)؟