عندنا مثل يقول "فلان معارض" أي "مسه الجن" فاصبح لا يقتنع بأي رأي ولا يعجبه العجب، وكلما ناقشته ازداد عنفواناً وكلما أعطيته شيء طلب الآخر، وكلما سألته ما هي متطلباتك عجزك بها، فلا تستطيع أن تصل معه إلى قرار.. من هنا أطلق عليه اسم "معارض"! ما شد انتباهي إلى هذا هو تصرف المعارضة "اللقاء المشترك" الذي أربك الصغير والكبير، العاقل وغير العاقل، الصحيح والمريض، الحاكم والمحكوم، مما جعلني أنا المواطن شارد الذهن، محتاراً من تصرفاتهم أفكر بالمجهول وما سيؤول إليه الوضع.. سمعه القاصي والداني، واحتار منه المفكرون والسياسيون، والأكاديميون، والمهتمون، والباحثون... الخ. عكفوا على إيجاد وصفة علاج قد تساعدهم على الشفاء من مرضهم، ومن العلة اللعينة التي حلت بهم. كل أبناء الوطن تضامنوا تعاطفاً لظروفه، ورفعوا أيديهم تضرعاً إلى الله بالدعاء راجين شفائهم من محنتهم.. خطباء المساجد وأئمتها تضرعوا أيضا إلى الله ودعوا بتعجيل شفائهم وإعادتهم إلى جادة الصواب لمشاركتهم في الانتخابات لينالوا من الله الثواب بإزالة كل العقاب حتى تكون أنظارهم إلى أبناء الوطن- أصدقاء وأحباب- ومعالجة القصور في الحكمة اقتداء بهدي الرسول (الإيمان يمان والحكمة يمانية)! فما أجمل تحكيم العقل والروية، والسير بالنهج المستقيم بالسوية..! فلا تجعلوا من الحبة قضية، ويكفي ما ربشتم به الشعب والرعية، وابقوا على القرطاس والأحبار، ووقتكم الثمين، وتفكيركم لبناء الوطن من غير أذية.. ولا تكونوا كابن الماعز يعجي أمه ويصيح يهذي هزيه!! فيا عقلاء وطني الحبيب لا تجعلوا هذا الشعب ضحية!!