من هو الأسوأ عدو صريح وواضح تعرفه كما تعرف الشمس في كبد السماء أم عدو يتنكر لك بزي صديق يذبحك من الوريد إلى الوريد ويوردك موارد الهلاك من حيث لا تدري ولا تعلم يتقرب إليك يتظاهر بالصداقة لكنه في الحقيقة ما هو إلاّ كذاب أشر لا يعمل إلاّ من اجل مصالحه الذاتية لا أعتقد بأن أي إنسان عاقل سيختار الثاني لأنه سيكون كمن يشتري ذئب بجلد خروف. أعتقد أن يمن نت هم من يمثلون النموذج الثاني خير تمثيل يا فخامة الرئيس فهم أعداء للوطن كما أنهم يشوهون صورتك أمام الناس ويحرصون على تخلف اليمن ويدعون أنهم وطنيون من الطراز الأول وينفذون التوجيهات بخفض تعرفة الانترنت أو هكذا يدعون. أليس من يرمي بتوجيهاتك الحكيمة عرض الحائط ويدعي أنه نفذها ويجعلها شعاراً له كي يحافظ على منصبة بينما في الحقيقة لم ينفذ منها ولا حرف واحد والنتيجة الحتمية سخط شعبي عارم وكل هذا الغضب سيتجه نحو الرئيس أو ربما يفهم الشعب أن هذا نوعاً من استغفال يمن نت للسيد الرئيس. ماذا سيكون رد فعل المواطن البسيط عندما يسمع الرئيس يأمر بمجانية الانترنت بينما يرى وزارة المواصلات ترفع رسوم إدخال الخدمة من حوالي 4000 ريال إلى 6000 ريال لسرعة 256 كيلو بيت المحدودة وقتها سيشك هل سمع الرئيس اليمني يصدر هذه الأوامر أم سمع رئيس دولة أخر يأمر بمجانية الانترنت. وأعتقد بأن الرئيس يدرك الجوانب الهامة للانترنت، وما هي فوائده لذلك اصدر أوامره بمجانية الانترنت. فالانترنت هو وسيلة الاتصال الأولى في العالم، وهو الذي ينقل لنا العلوم والمعرفة بكل أنواعها وتنوعها بأقل التكاليف وأسرع الأوقات، أليس الانترنت عدو التخلف والجهل؟ أليس من الحكمة أن نوفر للشعب اليمني وسائل العلم والمعرفة والتواصل مع الآخرين؟ أليس ضرورياً أن نسمح لليمن حكومة وشعباً بتسجيل حضور قوي على ساحات الانترنت عبر تسهيل وصول الخدمة إلى مختلف قطاعات الحكومة والشعب، وخصوصاً قطاع الشباب؟ ألن يعمل الانترنت على الرقي باليمن وتسجيل حضوري قوي وفعال لها على شبكة الانترنت؟ أليست المدارس اليمنية بحاجة إلى الانترنت؟ أليس الشباب اليمني في حاجة الانترنت ليملأ فراغه فيما يفيد ويتعلم شتى صنوف العلم والمعرفة بدل من حمل الأسلحة النارية وراء الثأر أو التسكع في شوارع المدن في ظل غياب شبه تام للمكتبات العامة والأندية والأنشطة الثقافية داخل البلد.. ألا تكفي هذه الأسباب البسيطة التي تمثل جزء بسيط من فوائد الانترنت لتكون مقنعة بأهمية مجانية الانترنت..!؟ لا يخفى على أحد أن الانترنت جعل من العالم قرية صغيرة بينما جُعِلت اليمن خارج هذه القرية بسبب رداءة الخدمة التي تقدمها يمن نت وصعوبة الحصول عليها. في الحقيقة كانت توجيهات الرئيس حكيمة بل وحكيمة جدا وقد يفهم البعض أنني أطالب بتنفيذ أوامر الرئيس بالحرف الواحد اي انترنت مجان من دون مقابل رغم أنني أعتقد أن اليمن بحاجة لمثل هكذا مجانية، ولكن ليس هذا ما أقصده. ما أقصده أن يمن نت يجب أن توفر خدمة الانترنت بسعر التكلفة أو بسعر أكثر قليلاً فهذه يجب أن تقدم للشعب على أنها خدمة وليست تجارة كما تفعل يمن نت حالياً فهي تقدم هذه الخدمة للشعب بأضعاف مضاعفة على سعر التكلفة يعني باختصار أرباح خيالية رغم رداءة الخدمة التي تقدمها وإذا كان سعر التكلفة لديها مرتفعاً ربما بسبب الفساد وسوء الإدارة فعليها أن تفسح المجال أمام القطاع الخاص لتوفير هذه الخدمة واليكم مقارنة بسيطة جداً تثبت صحة ما أقول. في هذه المقارنة لن نذهب فيها بعيداً إلى العالم المتقدم حيث المنافسة على أشدها والأسعار تقترب من أن تكون مجانية بكل ما تعنيه الكلمة، ولكن سنظل نحوم في منطقتنا الإقليمية- الشرق الأوسط- فإليكم أربع دول هي: مصر والسعودية والسودان والأمارات واليمن وسنترك الحكم على المقارنة للسيد الرئيس والقارئ العزيز.. المقارنة تتم على اتصال من نوع (ADSL، وبسرعة 256Kb)، وكمية تبادل بيانات غير محددة: أولاً: المملكة العربية السعودية- مزود الخدمة "الاتصالات السعودية" - رسوم إدخال الخدمة 300 ريال سعودي، (ما يعادل 15900 ريال يمني)، ورسوم الاشتراك الشهري 100 ريال سعودي (ما يعادل 5300 ريال يمني). ثانياً: جمهورية مصر العربية- مزود الخدمة "تي إي داتا"- سعر الاشتراك لمدة شهر 95 جنية ( ما يعادل 3450 ريال يمني تحويل سعر الصرف على ذمة موقع ياهو). ثالثاً: السودان- مزود الخدمة "سوداتل"، رسوم إدخال الخدمة مع المودم 100 جنية سوداني (ما يعادل 8.800 ريال يمني)، ورسوم الاشتراك الشهري 60 جنية سوداني (ما يعادل 5.300 ريال يمني). رابعاً: الأمارات العربية المتحدة مزود الخدمة اتصالات رسوم إدخال الخدمة 200 درهم (ما يعادل 11.000 ريال يمني ) ورسوم الاشتراك الشهري 149 درهم (ما يعادل 8.195 ريال يمني) خامساًً: اليمن رسوم إدخال الخدمة 10 ألف ريال رسوم الاشتراك الشهري 25.000 ريال + ضرائب تدفع بصورة شهرية تصل إلى حدود 4 ألف شهرياً ولست متأكد من قيمتها. ومن هنا يتضح أن تعرفة الاشتراك الشهري للخدمة في هذه المقارنة أكثر من 5 أضعاف مما عليه في السعودية والسودان و أكثر من 8 أضعاف مما عليه في مصر ولا ننسى أن نأخذ بعين الاعتبار الفارق في دخل الفرد بين اليمن والسعودية والإمارات ومصر والسودان ويمكنكم الإطلاع على الروابط الموجودة في الأسفل للإطلاع على الأسعار بأنفسكم. ولا ننسى أن نشير إلى أن مبلغ 180 دولار (ما يعادل 36.000 ريال يمني) في كندا بفارق بسط من سعر يمن نت لخط 256 كيلو بيت يوفر لك اتصال بسرعة 50 ميجا بيت أما لو أردت تكلفة أقل فأن 32.5 دولار (ما يعادل 6.500 ريال يمني ) يوفر لك خط 10 ميجا بيت طبعاً هذا ليس في اليمن إنما في كندا. وأخيراً يخرج لنا وزير الاتصالات بتصريحات وتحت شعار "مجانية الانترنت" وتنفيذ أوامر فخامة الرئيس بأن سعر الانترنت في اليمن هو الأقل على المنطقة، ولا أدري ما هي تلك المنطقة التي يقصدها الوزير ولكن الحقيقة بأنه الأغلى على مستوى المنطقة والعالم أجمع. ومن مثل هذه التصرفات نفهم بأن يمن نت لا تنفذ توجيهات الرئيس بل تدعي ذلك إدعاءً ولست أدرى ما هو السبب، هل هو استغفال للرئيس أم تعنت وضرب بالتوجيهات عرض الحائط؟ فهي تقدم الخدمة بأسعار تجارية وأرباح خيالية وليست أسعار خدمية.. فهنيئاً ب"يمن نت" وهؤلاء القائمين عليها إبتداءً من الوزير وانتهاء بمسئولي يمن نت الذين يتخذون القرارات. في الأخير ليس هذا إلاّ المقال الأول، وسيكون لنا مقالات مع يمن نت، وسنناقش الكثير من الجوانب في المقالات القادمة مثل: • سوء الخدمة • إستضافة المواقع • تحديث الخوادم • مشكلة الإحتكار • الدعم الفني • نطاق .ye • مناطق توفر الخدمة • ومواضيع أخرى سيتم نقاشها في المقالات القادمة، بإذن الله تعالى.
[email protected] ...... روابط ذات صلة بالموضوع اتصالات السعودية تي داتا بنك السودان اتصالات يمن نت