ألغت قاعة "سوذبي" البريطانية للمزادات بيع مفتاح يعتقد أنه صنع في القرن الثاني عشر للكعبة المشرفة، رغم تحقيقه مبلغًا قياسيًّا في مزاد لأعمال الفن الإسلامي عام 2008، وذلك بسبب الشك في أصالته. فبعد فترة قصيرة من تنظيم مزاد في إبريل/نيسان الماضي بلندن، بيع خلاله المفتاح مقابل 9.2 ملايين جنيه استرليني (13.49 مليون دولار أمريكي)، وهو 18 ضعف لثمنه المبدئي، أثار خبراء شكوكًا حول أصالة المفتاح مما دفع سوذبي إلى الغاء العملية. وقالت القاعة، في بيان نشرته الجمعة 3-4-2009، إنه "في ضوء اختلاف الآراء الأكاديمية قررت سوذبي وصاحب المفتاح إلغاء البيع في مايو/أيار 2008 في انتظار مزيد من البحث والتحليل العلمي"، وأضافت "المفتاح مدهش وما زالت الأطراف المعنية مفتونة بهذه القطعة النادرة والآسرة". وأشارت إلى أنه "بناء على ذلك لا يزال هناك اهتمام بالمفتاح، ومع ذلك تبقى الآراء الأكاديمية والتحليلات العلمية غير حاسمة". وظهر خبر إلغاء البيع فقط عندما ذكرته صحيفة "ذا آرت" المتخصصة في الفنون. ويعتقد في الأساس أن المفتاح الحديدي يعود للعصر العباسي، وهو يحمل نقشًا لعبارة "إن هذا ما تم عمله لبيت الله الحرام خلال حكم الإمام ابن الإمام المقتدي أبو جعفر المستنصر أبو العباس عام 573"، وهو واحد من بين 59 مفتاحًا للكعبة مملوكة ملكية خاصة، مما يفسر الاهتمام البالغ من جامعي المقتنيات النادرة، وتعرض المفاتيح ال58 في متاحف، منها 54 في متحف طوب كابي في اسطنبول، واثنان في محموعة نهاد السعيد، وواحد في متحف اللوفر بباريس، وواحد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة. ووفقا لما ذكرته صحيفة "ذا آرت"، فقد تم نقل المفتاح بعد قليل من المزاد إلى المتحف البريطاني؛ حيث فحصه عدد من الخبراء وبعد أسبوعين أبدوا "تشككًا خطيرًا" يتعلق بتاريخ وأصالة المفتاح، وأضافت الصحيفة أن المفتاح عاد إلى صاحبه الأصلي. وكان المفتاح أبرز عمل فني يعرض في المزاد المذكور، من ضمن مجموعة إسلامية بيعت مقابل 21.5 مليون استرليني بزيادة 13.1 مليون استرليني عن التقدير المبدئي، ويمثل رقمًا قياسيًّا جديدًا في مزاد لأعمال فنية إسلامية، وكان الرقم القياسي السابق لعمل فني إسلامي يباع في مزاد هو ينبوع من البرونز على شكل أيل، يعود إلى منتصف القرن العاشر بإسبانيا، وبيع عام 1997 مقابل 3.6 ملايين استرليني.
