في ضربة جديدة قاصمة لظهر دعاة التشطير، أكدت مصادر قيادية في الحراك الانفصالي ل"نبأ نيوز" أن محمد سالم عكوش- رئيس المجلس الوطني بمحافظة المهرة- أعلن اليوم السبت انسحابه من الحراك الانفصالي، وتخليه عن رئاسة فرع المهرة للمجلس الوطني الذي يرأسه حسن باعوم، معللا ذلك بان "الحراك ما هو إلاّ تكرار لعنف الحزب الاشتراكي"، ومنوها إلى أنه من "دعاة النضال السلمي". وأشارت المصادر: إلى أن انسحاب عكوش- الذي يحضى بأكبر ثقل سياسي على مستوى محافظة المهرة- يأتي على خلفية استيائه من هيمنة الحزب الاشتراكي اليمني على الحراك الانفصالي، وبسبب عدم التجاوب مع دعوته لتيارات الحراك المختلفة بأن "يعطوا الولاء كل الولاء للحراك الجنوبي السلمي دون سواه"، فضلاً عن خلافاته مع صلاح الشنفره والتي نشبت في أعقاب رفضه تولي رئاسة فرع المهرة ل"هيئة حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح)". كما يأتي إعلان محمد عكوش الانسحاب من الحراك بعد شهر واحد من بيانه الذي اصدره يوم 5/4/2009م، والذي كان بمثابة إنذاراً أخيراً لرفاقه، حيث قال فيه: (أننا لمسنا مع العديد من أبناء المحافظات الجنوبية بمختلف مجالسها وهيئاتها الحركية، وبكل أسف شعرنا بالتدخل الشديد المزري غير الموفق من قبل الحزب الاشتراكي لاحتواء الحراك الجنوبي، والسيطرة عليه من خلال توزيع الأدوار بين الأعضاء وعدم الاعتراف أو تهميش دور الآخرين بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى تحطيم الحراك الجنوبي والسير به وفق ما تمليه سياسة الصفقات المشبوهة). وكشف عكوش حجم الخلافات حول الهيئة التي شكلها "الشنفره" بالضالع، ومدى هيمنة الحزب الاشتراكي عليها، قائلاً: (لقد حاولنا دون جدوى عدم عقد مؤتمر الضالع أو أن يكون لقاء تشاوريا لكل المحافظات الجنوبية بكامل مجالسها وهيئاتها وأن يكون المؤتمر في أغسطس من العام الجاري إلا أننا فشلنا عبر التصويت الحزبي 1 مقابل 35 ولا نعلم سر هذا التسرع ومغزى استعجال الأمور وليصبح الناتج المستعجل غير المتأني الذي لا يحظى بإجماع المحافظات الجنوبية تلك القيادة المفصلة تفصيلا على مقاس الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية وتلك هي بداية تجيير الحراك رسمياً وبما لا يدع مجالا للشك). وهاجم الحزب الاشتراكي بالقول: (لقد توهم الحزب الاشتراكي كعادته إذا كان قد اعتبر في حساباته الخاطئة دوما بأنه لا يزال قادراً على الفعل والتأثير في صفوف جماهيرنا الجنوبية الباسلة، فإن ذلك سيكون وبالا عليه وحتى ركوب موجة الجماهير المتعطشة للخلاص من نفوذ واستبداد السلطة بصنعاء، فقد تتحول تلك الموجة العاتية إلى أداة تدميرية تلحق الضرر البالغ بالحزب وتدمر حياته الداخلية). ودعا عكوش الحراك في حينه الى (التخلص من عضوية الحزب الاشتراكي وأن ينخرطوا في الحركات النضالية الجنوبية وأن يعطوا الولاء كل الولاء للحراك الجنوبي السلمي دون سواه)، وكذلك إلى (أن الضرورة تحتم على أبناء الجنوب ألا يناضلوا تحت إيحائين واتجاهين مختلفين الأول متنفذ وظالم يمارس ضدنا إرهاب دولة يرتبط به الحزب، والثاني يناضل من أجل حرية وكرامة شعبه في المحافظات الجنوبية- الحراك). وأكد أيضاً: (أن أعضاء الحزب الاشتراكي وعلى الأخص القياديين منهم يشعرون بعقدة الذنب من الماضي المؤلم جدا جدا ولم يستطع الرفاق التخلص من الذنب ذاته ويستخدمون أسلوب الهروب من الماضي إلى الأمام، فتارة عندما تمت الوحدة وتارة بالحروب والصفقات غير المحسوبة نتائجها وحاليا ركوب موجة الحراك الجنوبي والتحالف مع أحزاب أباحت دماء الجنوبيين وأعراضهم). هذا ويعد انسحاب محمد سالم عكوش من الحراك الانفصالي بمثابة ضربة قاصمة لظهر الحراك، وأنه سيدفع بالكثيرين إلى أتون صراعات داخلية، وخلافات حادة، حيث أنها المرة الاولى التي يفتح فيها ملف وصاية الحزب الاشتراكي اليمني على الحراك.. وهو الأمر الذي سينعكس سلباً ايضاً على الاشتراكي نفسه الذي يواجه منذ مدة أزمات داخلية عنيفه تعمل على تمزيق كيانه، وتشتيت قواعده.