أكدت وفاء الصلاحي- مدير نادي الأسرة بتعز- أن الزواج اليوم صار علم وفن يجب تعلمه في أي مرحلة من مراحل العمر، مؤكدة أن 90% من المشاكل الأسرية سببها المرأة والرجل لانهما لا يفهمان نفسية بعضهما. ودعت الصلاحي إلى أن يكون الزواج ضمن مناهج التعليم كمادة دراسية في المدرسة والجامعة، مشيرة إلى "أن أطفالنا ليسو ملكاً لنا نعبث بهم فهم ملك الله والوطن وليس لهم ذنب في مشاكلنا ولابد من استشعار خوف الله في البحث عن الحلول". جاء ذلك في حلقة نقاشية بعنوان "الشباب مسئوليتنا جميعا"، نظمها أمس الجمعة 14/ مايو 2009م بمناسبة اليوم الدولي لرعاية الأسرة مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان HRITC بالتعاون مع نادي الأسرة السعيدة في قاعة المركز في تعز. واشارت وفاء الصلاحي – في ورقتها البحثية- الى مسئولية تكوين الأسرة وبنائها، معرجة على كثير من التساؤلات التي تشغل بال الشباب قبيل الزواج، مؤكدة على أن المشكلات اليوم ليست في الزواج وإنما في الطلاق. كما تناولت في ورقتها مفهوم السعادة الذي جعله البعض اليوم يتجه نحو المال وليس الاستقرار الأسري، وقالت: انه لابد قبل الحديث عن الزواج أن تصحح كثير من المفاهيم عن السعادة والحياة وأنه لابد من صناعة خطة للحياة الزوجية حتى يرتاح الجميع، مشيرة الى أمية الزواج الذي صار اليوم مرادفاً لمفهوم الأمية الدراسية وأمية الكمبيوتر. من ناحيتها، اكدت سبأ المأربي أن 90% من المشاكل التي تصل إلى النادي هي عاطفية نابعة من اتساع رقعة الفقر، مشيرة الى أهمية أن تعطى هذه الشريحة الاهتمام والرعاية من خلال التوعية المستمرة بشتى الطرق والوسائل. ولفتت الى أن المراهق بحاجة إلى استقلالية في الحياة و لذلك لابد من تلبية كثير من احتياجاته من التقدير والاحترام والحوار وإخراجه من شعور (لا أحد يحبني) الذي ينبع من (الجوع العاطفي)، منوهة الى أن من احتياجات المراهق سواء كان ولداً أو بنتاً أن يوفر له الحب والحنان والمصارحة والاستماع إليه والرحلات الترفيهية له وغرس الاطمئنان عنده واختتمت بالقول: "أن الأبناء لا يريدون قادة يقودون مسيرتهم ولكن يريدون أصدقاء". ومن جانبها، أكدت الدكتورة سناء المرداس- في كلمة نادي الأسرة السعيدة- على أهمية دور الأسرة في بناء المجتمعات وما يقدمه نادي الأسرة السعيدة للأسرة من برامج ودورات حيث تم استعراض فليم تسجيلي عن ذلك. وتطرقت نبيلة الوليدي إلى أهمية تأهيل الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، مؤكدة على أهمية رفع درجة الوعي لديهم بأهمية الاستعداد لمشروع العمر واختيار شريك الحياة ومساعدتهم على تجاوز التناقضات، مشيرة إلى أهمية تعليمهم جمال الاختلاف بين الجنسين وروعته، محذرة من خطر الشارع والانترنت عندما يتجه الشباب للبحث عن إجابات لكثير من التساؤلات التي تسبق مرحلة الزواج. وقالت: إذا أردنا تغيير وجه الوطن فلا بد من تغيير 2% من احتياجات الأسرة. مجيب القدسي، أكد من جانبه على أن الطفل يعيش في دائرتين هما البيت حيث الأمان و الشارع إذا ضاقت عليه دائرة البيت .. وقال أن هناك نوعين من الاحتياجات للطفل، احتياجات إنمائه تتمثل في العاطفة الوجدانية و الحاجة الي الحوار , مؤكداً أن ليس كل أب مربي وإنما كل مربي أب. وكانت الأستاذة إشراق المقطري- مدربة في حقوق الإنسان- افتتحت الحلقة النقاشية بكلمة مركز المعلومات، التي أكدت فيها ان هذه الحلقة تناقش قضية اجتماعية وحقوقية هامة تعنينا جميعا كون الأسرة هي عماد المجتمع ونواته الأساسية، مشيرة الى ان جميع المجتمعات والشعوب تحرص على العناية بها لتكون علاقات واضحة الملامح مصانة بحقوق الإنسان التي تكفل لها العيش الكريم والقدرة على التطور والنمو والتعايش فيما بينها. حضر الحلقة متخصصون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني و الجمعيات و المؤسسات الحكومية و الإعلام . يشار الى أن هذه الحلقة النقاشية تأتي في إطار منتدى الحوار الشهري الذي يقيمه المركز والذي يناقش قضايا حقوق الإنسان من زوايا مختلفة ومتعددة.