أكدت مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة تأجج الخلافات والانشقاقات في أوساط انفصاليي الخارج المنضوين تحت مسمى (الهيئة الوطنية في بريطانيا لدعم الحراك في الداخل)، وأن أعضاء وقيادة الهيئة في ليفربول قدموا استقالاتهم بالكامل. وأفادت المصادر: أن المشاكل بين أعضاء قيادة الهيئة تفاقمت خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب البيانات التي أصدرتها الهيئة مؤخراً، والتي تضمنت بعضها إساءات وتهديدات للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"، انشق أعضاء الهيئة إزائها بين فريق مؤيد، وآخر رافض يدعو لعدم تشتيت المواجهة، وتوجيه البيانات للنظام في صنعاء. وأكدت المصادر: أن الخلافات بلغت أوجها، وأن الأمور إزدادت سوءً بقيام أعضاء وقيادة الهيئة في مدينة "ليفربول" بتقديم استقالاتهم بالكامل من الهيئة الرئيسية التي تتخذ من مدينة "شيفلد" مقراً لها، احتجاجاً على ما وصفته ب"الممارسات اللا مسئولة" من قبل قيادة الهيئة ممثلة برئيسها عبد الله علي عبد الله- رئيس شركة طيران "اليمدا"، الشهير بفضيحة نهب أموال الشركة والهروب بها إلى الخليج. وفيما أشارت المصادر إلى أن الهيئة في "شيفيلد" ما زالت تتكتم على خبر استقالة هيئة "ليفربول" بكامل أعضائها وقياداتها، فإنها وصفت الاستقالة ب"ضربة قاضية"، نظراً لما تتمتع به هيئة ليفربول من ثقل، ومكانة اعتبارية لكونها الركيزة الأهم التي تعتمد عليها الهيئة بالنسبة للدعم المادي الذي تقدمة الهيئة دعما للحراك في الداخل، لما يتمتعون به من قدرات مادية جيدة مقارنة بباقي المدن البريطانية. وتفيد مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة: أن الانشقاقات التي ضربت هيئة الجنوب في بريطانيا، ما هي إلاّ جزء من حالة التمزق التي تجتاح صفوف الانفصاليين في المملكة المتحدة منذ مدة، والتي تجلت يومي 28 و29 مايو المنصرم بأقوى صورها في حرب إعلامية شرسة تراشقت فيها "الهيئة" و"تاج" الاتهامات، واللعنات، والتخوين، والإلغاء، وهدد كل منهما الآخر بفضح المستور للرأي العام، فيما أكدت "الهيئة" أنها تمتلك الوثائق التي تدين "تاج"، وتكشف مؤامراتها على الجنوب- وقد انفردت "نبأنيوز" في نشر صورة بيان الهيئة في خبر سابق. غير أن "تاج" سرعان ما استنفرت عناصرها، وتحركت بقوة لإفشال تظاهرة يوم 30 مايو 2009م، التي بذلت لأجلها الهيئة جهوداً تحضيرية مضنية، ولم تكن تتوقع أن "تاج" ستنجح في تحريض الجاليات على مقاطعتها.. وكانت صدمة كبيرة للهيئة صبيحة يوم 30 مايو أن لا تجد أحداً يتظاهر معها، وأن كل المشاركين لم يتجاوز (14) شخصاً، فاضطرها الأمر للاستغاثة بالبيوت واستدعاء الزوجات والأطفال الى مكان التظاهر أمام مبنى الحكومة، لستر الفضيحة، لكن "نبأ نيوز" كشفت الفضيحة، ونشرت صور الأطفال والنساء وهم يحملون أعلام الجنوب، بعد أن عجز "الجنوب" عن العثور على رجال يحملون أعلامه التشطيرية.. وعلى الرغم من أن فشل مظاهرة الهيئة مثل نكسة محبطة لأعضائها، وأذكى خلافاتهم البينية، إلاّ أنه كشف أيضاً عن الوجه "القذر" لصراعات هذه القوى، التي ما زالت تستنسخ ماضيها السياسي لما قبل الوحدة بكل مفردات صراعات تلك المرحلة، التي لم يكن شخوصها يبرحون حلبات التآمر على بعضهم البعض مع كل تطور سياسي تشهده الساحة. فالصراع الذي تأجج بين "تاج" و"الهيئة"- بحسب مصادر مطلعة- ما كان لينفجر لولا طبيعة "تاج" الأنانية، التي لن تسمح لأي قوة جنوبية في الداخل أو الخارج بتصدر واجهات القضية الجنوبية، فمثلما عارضت- بل منعت- هيئات الحراك في الداخل من تشكيل قيادة موحدة خوف سرقة الأضواء على الآخرين وتحولها الى رهان أي وضع جديد للجنوب، فإنها تصاعدت مخاوفها مؤخراً من تنامي نفوذ "الهيئة في بريطانيا" على حساب نفوذ "تاج"، وإمكانية سرقة أضواء الخارج، في الوقت الذي تروج "تاج" لنفسها كممثل وحيد للجنوب، وأنها هي المتبني للمشروع الانفصالي، والحراك في الداخل- أي أنها صاحبة الزعامة. وتشير المصادر إلى أن الموضوع مرتبط أيضاً بالتمويلات المالية، حيث أن سعي "تاج" للعب دور الزعامة للمشروع الانفصالي في الخارج من الممكن أن يجعلها موضع رهانات خصوم اليمن، الذين يقدمون التمويلات السخية من أجل استمرارية الحراك المناهض للدولة. وفي خطوة استباقية، قامت "تاج" يوم 30 مايو المنصرم بعقد لقاء مع علي سالم البيض- وهو اللقاء الأول منذ تأسيسها في 2004م- في محاولة لاحتضان نشاطه، ومنح نفسها ثقلاً اضافياً من خلاله.. وفي نفس الوقت لقطع الطريق أمام "الهيئة"، التي تحضى برعاية حيدر أبو بكر العطاس الذي دعم تأسيسها في منتصف العام الماضي لتقف نداً ل"تاج" التي بدت آنذاك في طريقها للاحتواء من قبل (جناح أبين) ممثلاً بالرئيس علي ناصر محمد، ومحمد علي أحمد، وأحمد الحسني– الذي يشغل مركز أمين عام حركة "تاج". وتبقى المفارقة الظريفة في الصراعات المتأججة، هي إنه في الوقت الذي تصف "تاج" الهيئة الوطنية في بريطانيا بأنها "جمعية خيرية" ولا أصل قانوني لقيامها، فإن "تاج" نفسها لا تمتلك حتى اليوم أي برنامج عمل سياسي معلن، رغم أنها تسمي نفسها "حزب". * خلفيات الصراع بين الهيئة وتاج في أخبار سابقة انفجار الحرب بين انفصاليي الخارج والفضائح على قفا من يشيل فشل ذريع لمظاهرة لندن- 14 مشارك والانفصاليون يسترون الفضيحة بالأطفال وربات البيوت