اجتاحت الخلافات، والمعارك الطاحنة ساحة العناصر الانفصالية في المملكة المتحدة، لتمزق أوكار العمالة شر ممزق بعاصفة من اتهامات العمالة والتخوين، والتراجم بأبشع البذاءات، والفضائح، وقذف الأعراض، وتهديدات بكشف الأوراق، وتعرية المستور. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" أن دائرة المواجهات والانشقاقات اتسعت بسرعة مذهلة بين مختلف القوى الانفصالية في بريطانيا، ولم تعد محصورة بين "تاج"، والهيئة الوطنية، بل شملت أطرافاً أخرى خارجهما، كما انتقلت من حرب بيانات، إلى مشادات شهدتها المقرات، والشوارع، وأماكن العمل، لتدخل أخيراً حلبات الانترنت. جمال المفلحي- أحد قيادات "تاج"، ومذيع في قناة عدن الانفصالية- شن مساء أمس الأول هجوماً شرساً على قيادات انفصالية جنوبية معروفة بينها العقيد سعيد الحريري، والصحافي لطفي شطارة، ومدير "روم صوت الجنوب/ البالتوك". واتهم المفلحي المذكورين بخيانة الجنوب، والتجسس، والعمالة لصالح النظام بصنعاء، وبأنهم ضباط لدى الأمن السياسي ويعملون على رفع التقارير حول أنشطة الحراك في الخارج، متوعداً كلاً من "الحريري" و"شطارة" بأنه سيقوم بنشر أرقامهم العسكرية، وتعرية مؤامراتهم، وفضح أدوارهم الخبيثة والاجرامية. وقد أشعل جمال المفلحي- خلال حديثه في البالتوك- معركة ضارية مع عدد من القيادات الانفصالية، تراجموا خلالها بأبشع الألفاظ السوقية البذيئة التي لا يتخيل المرء سماعها إلاّ في بيوت الدعارة، وقذفوا الأعراض، وكالوا الاتهامات لبعضهم البعض بصورة شنيعة، والتي تصدرتها تهمة التآمر والخيانة والعمالة، وسرقة الأموال. من جهته، ردّ العقيد سعيد الحريري على اتهامات المفلحي بهجوم شرس على التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" واصفاً المفلحي وعناصر "تاج" بأنهم "غوغائيين وأقزام"، وقال: "أنها ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، وليس بجديد على الأخوة في تاج بتوجيه هكذا اتهامات الى ابناء الجنوب.. وليس أنا الأول ولن اكون الأخير فقد سبق ان اتهمت قيادات تاج رموز جنوبية تاريخية يشهد لها العدو قبل الصديق بنزاهتها ووقوفها الى جانب شعب الجنوب، حيث نعتوهم ب(بالقعادة التاريخية)، واليوم نراهم يتصدرون الصفوف الاولى في قيادة النضال التحرري الجنوبي"- طبقاً لتصريحه لشبكة "الطيف". وقال الحريري: "إننا لن نلتفت لمثل هكذا أعمال صبيانية من مثل هؤلا الأقزام الذي لا نعرف عن تاريخهم شيئاً، فمن ليس لة ماضي مشرق لن يكون له حاضر ولا مستقبل ايضاً.. فنحن نعمل بوضح النهار مع كل الشرفاء من أبناء الجنوب في الداخل والخارج، وإن كلام مثل هذا فهو مردود على من اطلقه، ومن الذي بعده من ضعفاء النفوس"، متمنياً من الله أن يهديهم. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنه في الوقت الذي تتواصل المعارك على حلبات الانترنت للعديد من المنتديات الجنوبية، فقد استعرت الحرب أيضاً عبر خطوط ورسائل الموبايل، وخلال مواجهات مباشرة في عدد من الأماكن التي يلتقي بها "الجنوبيون"، وتعرضت "تاج" لأشرس هجوم في تأريخها، جراء أسلوبها في التهجم على كل من يرفض الانضمام اليها، وتخوينه، وترويج الشبهات حوله، في محاولة لفرض نفسها بالقوة، وبالتهديد والابتزاز للمغتربين والمهاجرين اليمنيين. غير أن مصادراً مطلعة ل"نبأ نيوز" اتهمت جهات- لم تسمها- في صنعاء بالضلوع أيضاً في الحرب الإعلامية على "تاج"، من خلال أحد المواقع "الجنوبية"، الذي تم "استمالة" القائمين عليه مؤخراً، وتقديم دعم سخي لهم؛ مؤكدة أن الموقع المذكور تبنى الترويج للكثير من الاتهامات لقيادات "تاج" بشكل مباشر وغير مباشر. هذا وقد تعددت جبهات المواجهة في أوساط انفصاليي الخارج، ف"الهيئة الوطنية في بريطانيا لدعم الحراك في الداخل"- مقرها "شيفلد"- تجتاحها الخلافات والانشقاقات على المستوى القيادي، وقد قدمت قيادة وأعضاء هيئة "ليفربول" استقالتهم بالكامل من الهيئة.. في نفس الوقت الذي تخوض الهيئة حرباً بلا هوادة مع "تاج"، وتتهم الأخيرة بالتزوير والاحتيال باسم القضية الجنوبية، والتآمر على الجنوب، وهددتها بكشف وثائق خطيرة.. وهو ما ردت عليه "تاج" بعدم الاعتراف بالهيئة ووصفها جمعية خيرية، واتهامها بالعمالة لجهات أخرى، والترويج لقصة نهب رئيسها عبد الله علي لأموال شركة طيران اليمدا.. بينما تخوض "تاج" معاركاً بين قياداتها البين، وبينها وبين قيادات "جنوبية" خارج التنظيم، ومع القائمين على قناة عدن، إلى جانب خلافاتها مع تكويناتها التنظيمية في الولاياتالمتحدة. المشهد السابق لحالة الفوضى والتمزق بين التيارات الانفصالية في الخارج، يكاد يستنسخ واقع ما كانت عليه نفس هذه المجاميع في عهد الدولة الشطرية لما قبل 22 مايو، من صراعات، وتبادل اتهامات، وتخوين، وقفت وراء شلالات الدماء التي كانت تراق مع كل تغيير، والتي فلتت زمامها في 13 يناير 1986م، لترتكب كبرى جرائم الهولوكوست التي أودت بأرواح أكثر من عشرة ألاف مواطن يمني "جنوبي" في غضون أقل من أسبوعين.