تأكيداً لما نشرته "نبأ نيوز" في خبر سابق، تصاعدت شدة الخلافات بين فرقاء الحراك الانفصالي لتنفجر أخيراً في اشتباك بالأيادي، بعد زخات سب، وشتم، ولعن، وتخوين، ووابل من الاتهامات تراشقها داخل مجلس عزاء عناصر حركة "نجاح" والمجلس الوطني. وافادت مصادر "نبأ نيوز" في الضالع: أن الاشتباك وقع بين الطرفين بعد قيام عناصر من حركة "نجاح"- التي أسسها صلاح الشنفره- بغمز ولمز مجموعة من عناصر المجلس الوطني- الذي أسسه حسن باعوم- خلال حديث دار عصر أمس الثلاثاء داخل خيمة عزاء محمد الجحافي- أحد قتلى الحراك- حول ما يسمى ب"مجلس قيادة الثورة"، الذي رفض المجلس الوطني الاعتراف به والانضمام إليه. وتؤكد المصادر أن أتباع الشنفره اتهموا المجلس الوطني بالبحث عن الزعامة، والشذوذ عن المسار الرئيسي للنضال السلمي بقصد عرقلة ذلك وتنفيذ أجندته الخاصة؛ وهو الأمر الذي استفز عناصر المجلس الوطني ومعه عناصر ما يسمى ب"الهيئة الوطنية للاستقلال"، فأمطروا أنصار الشنفره بوابل من الاتهامات، وطعنوا بولائهم للجنوب، ووصفوهم ب"ذيول المشترك" و"نمّس السلطة".. وفي زحمة تعالي الأصوات، واشتداد بذاءة الألفاظ، تعالت في الهواء أيضاً "طفايات السجائر" بلمح البصر، التي لم يتبين لأحد من رمى صاحبه أولاً، ليعقبها اشتباك عنيف بالأيادي داخل خيمة العزاء، لم يفضه الحاضرون إلاّ بشق الأنفس.. وغادرت عناصر المجلس الوطني والهيئة الوطنية للاستقلال، وكلاً يتوعد بالانتقام، ورد الصاع صاعين..!! هذا وقد باشرت عد عصر اليوم الأربعاء تكوينات في الحراك الانفصالي في الضالع عقد اجتماع، ما زال مستمراً لحظة إعداد هذا الخبر، من المتوقع أن يسفر عن إعلان تحالف جديد مناويء لتلك المنضوية تحت مظلة (المجلس الأعلى للنضال السلمي الجنوبي) الذي يرأسه علي سالم البيض. وتأتي هذه التطورات بعد أربعة أيام فقط من تأكيد "نبأ نيوز" في خبرها المنشور تحت عنوان (تاج تدعم جبهة ثلاثية بالضالع والخلافات تستعر)، بأن الخلافات القائمة بين تكوينات الحراك في الضالع قد تقود إلى (صدام مباشر بين تكوينات الجبهتين، خاصة بعد تزايد شكوك كل فريق بأن الفريق الآخر وراء كل حرف يصل مسامع أجهزة السلطة)..! وأشار تقرير "نبأ نيوز" إلى أن محاولات دمج الحراك أسفرت عن إعادة تشطير قوى الحراك إلى جبهتين متناحرتين هما: * الجبهة الأولى: تتبنى مشروع العودة ل(اليمن الديمقراطي)، أي لما قبل 22 مايو 1990م، وتمثلها التكوينات المنضوية تحت مسمى (مجلس قيادة الثورة بالضالع)، الذي أعلن يوم الثلاثاء الماضي 28/7/2009م عن اختيار شلال علي شايع رئيساً له.. ومن قيادات هذه الجبهة: صلاح الشنفره، ناصر الخبجي، يحيى غالب الشعيبي، يحيى شائف الجوبعي، عبده المعطري، عبد الله مهدي، حسن البيشي، محسن وهيب، وعلي مقبل. * الجبهة الثانية: تتبنى مشروع العودة ل(الجنوب العربي)، أي لما قبل استقلال الجنوب 1967م، ويمثلها كلاً من التكوينات: (المجلس الوطني، الهيئة الوطنية للاستقلال، اتحاد شباب الجنوب).. ومن قيادات هذه الجبهة: محمد مسعد ناجي، عبد الله احمد حسن، علي محمد الضياء. وقد أصدرت تكويناتها يوم 29/7/2009م بياناً أعلنت فيه براءتها من مجلس قيادة الثورة الآنف الذكر. وكشفت مصادر "نبأ نيوز": أن الحلف الثلاثي (الجبهة الثانية) تم الدفع به إلى ساحة الأحداث من قبل التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)- مقره لندن- والذي يعتبر حالياً المظلة السياسية ل"علي سالم البيض"، والمتبني لإنشاء "اتحاد شباب الجنوب" أيضاً.. حيث تتطلع "تاج" من خلال هذه الجبهة إلى الترويج لمشروع (الجنوب العربي)، والإطاحة ب"مجلس قيادة الثورة"، الذي كانت ولادته الأولى في "زنجبار" على يدي طارق الفضلي وصلاح الشنفره.. وأكدت: أن موجة خلافات حادة تعصف بين تكوينات الجبهتين، وأن حرباً شرسة استعرت خلف الكواليس، أطلقت شراراتها الأولى بيانات اصدرها "مجلس قيادة الثورة" خلال الشهر الجاري، وضم فيها أسماء وتكوينات الجبهة الثانية، الأمر الذي استنكره المجلس الوطني الأعلى، ثم الحلف الثلاثي، واعتبروه إلغاءً، وتهميشاً لهم، وتآمراً على "نضالهم"، وأجج حرباً إعلامية، وحملات دعائية ساخنة لم تترك مفردة في قواميس البذاءات والتخوين إلاّ وتبادلها الطرفان. ومما أجج سعير الحرب، قيام "تاج" بفتح مواقع إخبارية إلكترونية ومنتديات، وتجنيد الكتاب لشن الحملات ضد "مجلس قيادة الثورة"، والترويج لخطاب الحلف الثلاثي، فيما تبنى أمين عام "تاج" أحمد الحسني، شخصياً، فتح جبهة المواجهة بخطاب يعد الأشرس من نوعه الذي يتعرض له "مجلس قيادة الثورة"، ويتهم قياداته بالتآمر على الجنوب، والخيانة، ويحملهم مسئولية التصفيات الدموية التي شهدها الجنوب قبل الوحدة. كما أشارت المصادر إلى أن الحرب الدائرة بين الجبهتين لم تتوقف عند هذا الحد، بل أن كل طرف باشر نشاطاً واسعاً لإستمالة عناصر الطرف الثاني، بالاغراءات أولاً، ثم بالتهديد والوعيد بأنها سيطولها العقاب عندما يمسك مقاليد السلطة في الجنوب. وتؤكد المصادر: أن الصراع تطور خلال الأسبوع الماضي بعد قيام عناصر من كل فريق بالوشاية لدى أجهزة السلطة بمعلومات سرية عن الفريق الآخر. اقرأ على "نبأ نيوز" حصرياً: تاج تدعم جبهة ثلاثية بالضالع واختفاء الشنفره والخلافات تستعر مجلس باعوم ينشق ويؤكد: الحراك تديره مافيا ولا يمثل الجنوب اشتباكات مسلحة ضارية بين جماعات الشنفرة وباعوم الانفصالية أسرار الحراك- بين محلات ذهب وصدقات الخليج ومناهضة العطاس