أكدت مصادر "نبأ نيوز" أن خلافات استعرت مؤخراً بين أجنحة الانفصاليين في التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"- ومقره الرئيسي في لندن- على خلفية تجدد صراعات الزعامة، واشتداد مؤامرات الكواليس الانقلابية لثلاثة تيارات يسعى كل منها للاطاحة برأس صاحبه، في إطار تكتلات مناطقية، وخلافات تأريخية ظل الجميع يجترها منذ عهد الانقلابات الدامية لما قبل الوحدة اليمنية. وتفيد مصادر "نبأ نيوز": أن الخلافات القائمة حالياً مزقت "تاج" بين: جناح في سويسرا موالي ل"طغمة" البيض يقوده "أفندي المقرشي"، أعلن الأسبوع الماضي انقلابه على قيادة لندن المركزية، وقام بالسطو على نتائج الانتخابات، ضمن توجه إقصائي للعناصر الفاعلة من خارج ابناء لحج والضالع وعدن. الإنقلاب الذي نفذه جناح سويسرا قوبل من قبل جناح أحمد الحسني بهجوم شرس جداً، أشعل حرباً إعلامية ما زالت نيرانها تستعر على واجهات المواقع الانفصالية، وفي غرف "البالتوك" التي تبادلت فيها قيادات الجناحين اتهامات التخوين، والتآمر، والشتائم، والسباب، وحتى قذف الأعراض، وعلى نحو لم يسبق له مثيل، وبامكان القراء متابعته بدخول أي"روم" جنوبية. ولم تقتصر المواجهات الاعلامية المستعرة على هذين الجناحين، بل انضم اليها جناحا نيويورك في الولاياتالمتحدة، اللذان توزعا بين "الزمرة" و"الطغمة"- على حد الوصف الذي كان الرفاق يطلقونه على نفس التكتلات المناطقية.. في نفس الوقت الذي تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن القيادة المركزية ل"تاج" في لندن هي الأخرى انشقت على نفسها بين جبهة ناقمة على جناح سويسرا يقودها أحمد الحسني، وبين جبهة متعاطفة يقودها عبده النقيب- رجل الاستخبارات الضالعي، وعلى أساس نفس العصبيات المناطقية. وكشفت المصادر أيضاً عن مخاوف توجستها العديد من قيادات تاج من ما وصفته ب"مخططات تآمرية" تدور في المطابخ السويسرية للاستيلاء على "تاج" والاطاحة بقياداتها التاريخية المؤسسة، وذلك في ضوء ما تم تسريبه على لسان قيادات بفرع سويسرا تتهم رئيس تاج "عوض كرامه" و"عبده النقيب" بالضعف، وفقدان السيطره على قرارات تاج، وهيمنه جناح الحسني عليها..!
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في لندن: أن مصدر كل تلك الخلافات التي مزقت تاج يعود إلى نضوج تبلور التكتلات المناطقية في أوساط "تاج"، والتي أرجعتها الى النشاط الاستقطابي الذي مارسه "علي سالم البيض" في الفترة الاولى من ظهورة، والتي قادت باديء الأمر إلى الاطاحة برئيس تاج (أحمد الحالمي)، وتهميش خليفته الأمين العام (أحمد الحسني)، وإيلاء زعامتها ل(عوض كرامة راشد)- من حضرموت- والذي يعد من القيادات "الجنوبية" المغمورة لكن المطيعة للبيض.. وهو الأمر الذي استفز أبناء أبين، ومثل حينها حجراً أساساً لانحراف مسار "تاج" باتجاه التكتلات المناطقية التي بدأت بالتبلور شيئاً فشيئاً منذ منتصف عام 2009م. وتضيف المصادر: أنه في الوقت الذي نجح أحمد الحسني ومحمد علي أحمد في تعزيز نفوذ جناح "أبين" داخل "تاج" في بريطانيا، فإن قواعد تاج في الولاياتالمتحدة التي قابلت إنقلاب "عوض كرامة" باستقالات من قبل أبناء أبين وشبوة، دشنها في يوليو 2009م "غازي علي أحمد"، عضواللجنة التنفيذية ل(تاج)، وأحد المؤسسين الأوائل لها في أمريكا، بدأت أيضاً بالانشقاق المناطقي الذي قابل انشقاقات أبين بتكتل يمثل "طغمة البيض" ضم (ابو مختار اليافعي، وحسين عبد الله بجاش، وعوض باريوم، ووائل صالح عبيُد، وقاسم سعيد الشعيبي، وآخرون..).. وبالتزامن مع ذلك، فإن علي سالم البيض اتجه لبناء نفوذ جديد لتاج في سويسرا، وبذل لأجله أموالاً طائلة أنفقها على الاستقطابات في إطار مخطط كان يرمي منه الاطاحة بقيادات لندن، والاستيلاء على تاج بتشكيل قيادة بديلة في سويسرا، خاصة بعد ظهور تيار معارض له داخل نفس قيادة تاج في لندن.. غير أن ذلك المخطط بدأ بالتعثر منذ فبراير 2010م، احيث بدأت القوى الانفصالية تنفض من حوله، وتصاعدت حدة الهجمات ضده التي وصلت في داخل اليمن إلى حد تحريم رفع صوره في مسيرات الحراك. ترقبوا تقرير لاحق ستنشره "نبأ نيوز" حول تهالك نفوذ البيض، يكشف عن خلافات حادة، وأزمات يمر بها البيض، تسببت في تأجيجها السيدة "ملكي"- حرم البيض..!