سيكون المنتخب البرازيلي حامل لقب كأس القارات مرشحاً قوياً لتخطي العقبة التي يمثلها نظيره الجنوب إفريقي صاحب الأرض والجمهور وبلوغ المباراة النهائية، عندما يلتقيان الخميس 24-6-2009 على ملعب "ايليس بارك" في جوهانسبورغ ضمن الدور نصف النهائي من البطولة. وقدم المنتخب البرازيلي عروضاً رائعة في البطولة حتى الآن، ففاز في مبارياته الثلاث أمام مصر 4-3، والولايات المتحدة 3-صفر، وإيطاليا بطلة العالم بالنتيجة ذاتها، مسجلاً معدلاً قدره 3.3 هدفاً في المباراة الواحدة. في المقابل، عانى المنتخب الجنوب إفريقي الذي يقوده المدرب البرازيلي جويل سانتانا في بلوغ هذا الدور بتعادله السلبي مع العراق في مباراته الافتتاحية وفوزه على نيوزيلندا أضعف المنتخبات المشاركة 2-صفر، ثم الخسارة أمام إسبانيا صفر-2. ويعتبر بلوغ جنوب إفريقيا هذا الدور إنجازاً، لكنه سيواجه منتخباً من العيار الثقيل في نصف النهائي هو نظيره البرازيلي الذي يتمنتع لاعبوه بخبرة كبيرة في المحافل الدولية، سيما أن معظم أفراد المنتخب الحالي توج بطلاً لكأس القارات الأخيرة عام 2005 في ألمانيا، كما شارك في مونديال 2006 أيضاً. وتعرض المنتخب البرازيلي لضربة قوية بإصابة مدافعه جوان في المباراة الأخيرة ضد إيطاليا بتمزق عضلي في ساقه، إذ لن يتمكن من المشاركة ضد جنوب إفريقيا ولا في المباراة النهائية حال قدر لفريقه بلوغها، إلا أن لويزاو نزل بديلاً لجوان في المباراة ضد إيطاليا ومن المتوقع أن يحل مكانه في مواجهة جنوب إفريقيا. ورغم أن فريقه حقق فوزاً عريضاً على أبطال العالم بثلاثية نظيفة، اعتبر مدرب البرازيل كارلوس دونغا أن فريقه يستطيع أن يلعب بطريقة أفضل، "وأن نرتقي بمستوانا، فلدينا لاعبون يملكون فنيات عالية، وإذا عملنا سوياً لفترة أطول نستطيع أن نكون أفضل، لكننا على الطريق الصحيح". وأضاف، "أثبتنا أمام إيطاليا أننا نتفوق عليها في أكثر من مجال، لقد تغلبنا على المنتخب بطل العالم وقمنا بذلك بطريقة فعالة". أما عن مواجهته جنوب افريقيا في نصف النهائي، قال "يشرف على تدريب منتخب جنوب إفريقيا جويل سانتانا وهو مدرب يحظى باحترام كبير في البرازيل، وسبق أن تواجهنا مرات عدة، المنتخب الجنوب إفريقي قوي ويتمتع لاعبوه بقوة جسدية قوية ويملك دعم الجمهور لذا يتوجب علينا أن نكون حذرين". ويعيش دونغا شهر عسل حقيقياً مع الصحافة البرازيلية التي انتقدته بشدة في بداية مشواره على رأس الجهاز الفني في ظل النتائج السلبية التي حققها المنتخب بأشرافه في مطلع تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، لكن الانتقادات تحولت إلى إشادة في الاشهر ، إذ نجح المنتخب البرازيلي في انتزاع الصدارة من الباراغواي بفوزه عليها 2-صفر، كما تمكن إحراز كأس اميركا الجنوبية بالفريق الرديف عام 2007 متفوقاً على المنتخب الأرجنتيني الذي كان يضم جميع نجومه على رأسهم ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز بنتيجة كبيرة 3-صفر. في المقابل، يعتبر قائد جنوب إفريقيا ارون موكوينا فريقه حقق الهدف المنشود له في بلوغ نصف النهائي، لكن ذلك لا يعني أنه لن يحاول الفوز على المنتخب البرازيلي، حيث قال في هذا الصدد، "من الخطأ القول بأننا حققنا الأهم ولن نبذل جهوداً لبلوغ المباراة النهائية، الفرصة متاحة أمامنا لدخول التاريخ من بابه الواسع، فإذا نجحنا كان به وإلا فإننا نكون استفدنا من التجربة".