حذر برنامج الغذاء العالمي من تفاقم مشكلة الجوع وسوء التغذية بسبب تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، حيث سيتجاوز عدد الجياع في العالم مليار نسمة للمرة الأولى في التاريخ. وأكد ستافان دي ماستورا نائب المدير التنفيذي للبرنامج في مؤتمر صحفي بجنيف أن تلك الأرقام المفجعة تدق أجراس التحذير أمام مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، "حيث يجب على تلك الدول التبرع بما لا يقل عن عشرين مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة لمكافحة الجوع"، معربا عن ثقته بأن الدول الغنية "ستفي بوعودها". ويقدر خبراء الأممالمتحدة توزيع جياع العالم في آسيا ومنطقة المحيط الهادي بنحو 642 مليون نسمة يعانون الجوع المُزمن، وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بحوالي 265 مليونًا، وفي أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ب53 مليونًا وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ب42 مليونًا، في حين يصل عدد الجياع في البلدان الصناعية إلى حوالي 15 مليون نسمة. وطالب الخبير الأممي بضرورة البحث عن حلول "مبتكرة وذكية" للقضاء على الجوع في الدول التي تنضب مواردها المالية والزراعية والصناعية بسبب الأزمة من خلال دعم برامج الأمن الغذائي البعيدة المدى بالتوازي مع برامج المساعدة "لإبقاء الجياع على قيد الحياة". ويتوقع دي ميستورا "صعوبة مواجهة الارتفاع الشديد في أعداد الجياع سنويا، حيث سينضم إليهم مائة مليون نسمة العام المقبل" لتبقى محاربة الجوع تحديا قائما بمختلف تداعياته. وتشير بيانات مسح ميداني لبرنامج الغذاء العالمي إلى أن متوسط أسعار المواد الغذائية في 47 دولة قد ارتفعت خلال خمس سنوات بنسبة 20%، كما يحتاج 105 ملايين نسمة إلى 6.4 مليارات دولار هذا العام لإنقاذهم من براثن الجوع. أمثلة التضرر ويرصد خبراء برنامج الغذاء العالمي تأثير انعكاس الأزمة المالية العالمية على ارتفاع معدلات الفقر وأسعار المواد الغذائية الأساسية في العالم، والمشكلات المتوقعة من تلك التداعيات. ففي السودان ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسب تراوحت بين 106% و63% على مدى السنوات الخمس الماضية، ويحتاج نحو 5.9 ملايين نسمة مساعدات غذائية من بينهم 3.8 ملايين في إقليم دارفور. وشهدت باكستان –وفق بيانات البرنامج- ارتفاع معدلات التضخم مما أدى إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء، وبلغ عدد المتضررين من عدم الحصول على الغذاء المناسب نحو 45 مليونا بزيادة عشرة ملايين عما كان عليه الحال قبل الأزمة. وفي أفغانستان ارتفعت أسعار الدقيق في يونيو/حزيران هذا العام بنسبة 91%، مما يدعو إلى دعم نحو 8.8 ملايين نسمة لا يجدون أساسيات الغذاء، وسيعاني الأطفال والمرضى وكبار السن أكثر من غيرهم جراء تلك الأوضاع. وفي كمبوديا فقد نحو 50 ألف عامل وظائفهم في قطاع النسيج وحده، مما أدى إلى انتشار الفقر المدقع بين السكان. وفي زامبيا فقد 25% من العمال في القطاع الصناعي وظائفهم بسبب انهيار أسعار النحاس عالميا، كما يتخوف نحو 350 ألف عامل في الكونغو من فقدان وظائفهم بسبب تراجع العائد الاقتصادي للمناجم. ويؤكد برنامج الغذاء العالمي أن ضحايا الجوع في العالم سنويا يفوق عدد الوفيات الناجمة عن السل والملاريا والإيدز مجتمعة، كما يلقى طفل كل ست ثوان حتفه بسبب الجوع أو الأمراض الناجمة عنه. المصدر: الجزيرة