على سالم البيض شخصية لا تحب أن ترى وجهها في المرآة حتى لا تفجعها التشوهات الدميمة التي تتسع مساحتها يوماً بعد أخر.. تريد أن تبقى نائمة، مغمضة العيون، تخشى أن تسترد وعيها، ويصارحها المعالجون بأنها مصابة بمرض (جنون العظمة) وبحاجة الى إستصاله. يعود اليوم الصنم (هبل) بعد 15 عاماً من الصمت المريب كرجل ثوري يريد أن يحرر شعبه من وطنه اليمن، معتقداً أنه بذلك سيدخل التاريخ وسيقود ثورة على وطنه، وسيعود حاكماً لما كان يسمى في الشطر الجنوبي سابقاً (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وتارة آخرى (دولة الجنوب العربي)، وآخرى انه ليس يمني متناقض حتى في كلامه، لا يعرف ماذا يقول ويهرف بما لا يعرف وكأنه بدأ يخرف. وخانته ذاكرته وسبلته "بن فريد" الذي صور له أن الوضع أصبح مهئيا الآن لإستعادة مجده وعرشة الذي سقط كما تسقط أوراق الخريف في 94م بقدرة الخالق سبحانة وتعالى وإرادة ووحدوية أبناء الشعب اليمني جنوبة وشمالة وبقت الوحدة وأنتهى مشروعة الإنفصالي. هل يعلم البيض "المسلوق" أنه لم يكن يوماً وحدوياً ووطنياً يحب وطنه ويحترم شعبة، وأنه هرب الى الوحدة كطوق نجاة خوفاً من أحداث 86م وتداعياتها التي راح ضحيتها مايقارب أحد عشر ألف مواطن يمني خلال أسبوع واحد فقط في مجزرة دموية لم يشهدها التاريخ اليمني!؟ أضف الى ذلك إنتهاء المعسكر الإشتراكي وأفول نجمه، وظهور المعسكر الرأسمالي ..... الخ، فلم يجد سبيل للنجاة إلا الوحدة. أستطاع الأفعى الخبيث (حيدور الغطاس) أن يضحك عليه ويهدده بفضحة بتهمة سرقة ملايين الدولارات بعد هروبة في 94م ليكون مملكة فاحشة الثراء وصل به الجنون (اللهم لا شماته) أن يشتري لإبنتة ( تماني) زوجاً، قيل والله أعلم بمبلغ 5 مليون دولار..! أضف الى ذلك إمتلاكه لقصور في الخليج واورباء، وشعبه اليمني الواحد يعيش في فقر وعوز قاتل. دفعه العطاس الى خيانة أخرى، وعار لا يعرف كيف ينجو منه، ليتواري "العطاس" خلف الكواليس تاركاً مزبلة التاريخ ولعنات الشعب للبيض.. فماذا سيقول عنه التاريخ والأجيال القادمة والصاعدة سوى خائن وعميل..! كنت أتمنى ان يعود بعد هذا الصمت وحدوياً محباً للوطن ومدافع عنه ويدعو الى فك الارتباط مع الفساد واللصوص وهو أولهم الذين أستباحوا الوطن شماله وجنوبه، وتنحاز الى كل أبناء الوطن المقهورين والمطحونيين بفساد وظلم النظام القائم، لكن خاب ظننا فيك، وكما يقال في المثل المصري: (ذيل الكلب عمره ماينعدل)، لتزيد تاريخك المشوهة سواداً أكثر قتامة، فالتاريخ للشرفاء وليس الأزلام يا "بيض".