يبدوا أن الأمر بات واضحاً أمام مرآي ومسمع الجميع، بان هناك مؤامرة خطيرة على اليمن وهذه المؤامرة لن تكون من قبل دولة أو حزب ما، بل إن هذه المؤامرة التي تستهدف وحدة اليمن كتب فصولها عدد من الاطراف، لعل الطرف الأول قناة "الجزيرة"، والتي شكلت نوعاً من إيقاظ الجروح التي عفى عليها الزمن .. وذلك بدءً ببرنامج (زيارة خاصة) لحيدر العطاس ويليها برنامج الاتجاه "المتعاكس" قصدي "المعاكس"، وبرنامج "ما خلف" الخبر، العفو مرة أخرى قصدي "ما وراء الخبر"، والتقارير الإخبارية التي تنافي الواقع، وانتهاء بخطاب علي سالم البيض، والذي يشكل بصفته الطرف الثاني هو وشلته المغردين خارج السرب، والذين يتشدقون بجمل وعبارات خرساء في وسائل الإعلام وعلي وجه الخصوص "الفضائيات".. كل هؤلاء شكلوا خلية واحدة وعصابة مرتزقة ضد اليمن، لكن مع كل ذلك الحرب التي تنظمها قناة الجزيرة صار أمر معتاد ليس علي اليمنيين فحسب، ولكن صار معتاد على الشعوب العربية بان تسمع وترى من برامج مباشرة على الهواء من هذه القناة ومذيعوها والذي من خلاله صاروا يصنعون نوعاً من الضجيج الإعلامي الذي صار مألوفا لدى الشارع العربي برمته، تلك البلبلة التي تنظمها هذه القناة، ليس لمجرد أنها تعمل علي تزويد المشاهد العربي بوجبة دسمه من الأخبار والبرامج فحسب، ولكنها تقدم للمشاهد وجبة من الحقد، وتساهم في نشر ثقافة الكراهية، وتروج للحروب والفتن بين الشعوب، وعلى وجه الخصوص الشعوب العربية.. كل ما تعرضه هذه القناة من برامج هوجاء هو من أجل نزع السكينة بين الشعوب، ولكن سرعان ما يتبخر ذلك التصعيد وكأن الأمر لم يكن، لان الشعوب العربية صارت مدركة تماماً بان ما يقال من قبل هذه القناة وغيرها هو مجرد فرقعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.. أما خطاب علي سالم البيض فحدث ولا حرج، فذلك لم يعد يشكل أي تأثير سواء علي مستوي الشارع اليمني أو العربي، لأنه من يتحدث ويخطب من وراء حجاب ومن الغرف المغلقة بقصد دغدغة أحاسيس البشر صار مكشوفاً ومألوفاً، وصار متعارفاً انه من ينادي إلي تقسيم اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار من وراء حجاب، هو نوع من أنواع الكلام الذي سرعان ما يتلاشى ولم يجد له أي صدى كونه كلام مجافي للواقع ولن يجد الطريق إلي حيز التنفيذ وما يصبو اليه. بل انه يجد صد وعدم المبالاة به لأنه يدعو إلي التمزق والفرقة والشتات، وهذا أمر لا يستجاب له. إن كافة ابناء الشعب اليمني لن يسمحوا بان تعود عجلة التنمية والوحدة والديمقراطية والأمن إلي الوراء مثلما يحلم الحالمون ممن ألفوا حياة الارتزاق، القابعون خارج الوطن بفنادق سبعة نجوم.. أقول لمن يحلم بان تعود اليمن إلي ما قبل ال22 من مايو العظيم يوم وحدة اليمن، وتعود إلي التشطير والجهل والتخلف، فهذا مستحيل وعلى الحالمين بان ينفثوا من على أعينهم غبار الوهم، وان يفكروا ملياً بان اليمنيين تجمعهم كلمة واحدة وشعار واحد لا بديل عنه وهو "الوحدة أو الموت".. وان يدرك بان شعار الوحدة او الموت لم يكن اعتباطياً، بل ان جميع اليمنيين الشرفاء سيضحون بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدتهم. إن المشاكل التي تمر بها اليمن هي لن تكون البلد الوحيد الذي يسودها المشاكل، بل إن كافة شعوب العالم لديها الكثير من المشاكل وهذه سنة الحياة، وما تمر به بلدنا هذه الأيام من تأزم في الوضع لهو نتاج مخلفات من تلك النفايات القذرة التي تتسكع في كل المحافل وتدق أبواب المنظمات الدولية من أجل إمتلاء بطونهم من أكل الحرام.. كان لقناة الجزيرة التي تشكل وجهاً أخر ومغايراً للواقع دوراً بارزاً في هذا الشأن، لكن مهما تكالبت القوى البشرية لن تزعزع أمن واستقرار ووحدة اليمن، بل إنها جعلت الشعب اليمني بأكلمه في الداخل والخارج قوياً ومتماسكاً إلى جنب وحدته، ولن نرضي بغير الوحدة بديلاً..! فالجزيرة والبيض هما وجهان لعملة واحدة، وهما السببان الرئيسان لإشعال الشغب والأحداث التي حصلت في بعض المناطق اليمنية، لكن ستبقى اليمن موحدة علي مر الزمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها. [email protected]