أكدت مصادر "نبأ نيوز" في صعدة أن ال24 ساعة الماضية شهدت معاركاً شرسة، سقط خلالها عشرات المتمردين، وامتدت الى مناطق واسعة من محوري صعدة وسفيان، وتزامنت مع هجومين كاسحين للقبائل على مناطق بمديريتي "كتاف" و"مجز"، في نفس الوقت الذي شهدت صفوف الحوثيين عصياناً، شلّ حركتها، وتسبب بإرباك شديد. وتفيد المصادر: أن وحدات من الجيش شنت صباح أمس هجوماً على معاقل التمرد في عدد من مناطق مديرية "كتاف"، اجتاحت خلاله "شعب وجبال مدار"- وهي المنطقة التي لجأوا اليها بعد هزيمتهم في مناطق أخرى- وطهرتهما بالكامل، مكبدة إياهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، بجانب العثور على مخزنين كبيرين للسلاح والذخائر، وضبط الخارطة الهندسية لحقول الألغام بالمنطقة بحوزة أحد قادة التمرد ممن تم قتلهم خلال المواجهات. وأكدت المصادر: أن قبائل "وائلة" استنفرت رجالها هي الأخرى، لتشكل مع وحدات الجيش التي تجتاح "كتاف" من الجنوب "كماشة" بهجومها من جهة الشمال على مناطق "وادي آل أبو جبارة"، الذي تدور فيه منذ مساء أمس الخميس مواجهات شرسة، إثر فرار عناصر التمرد من المناطق التي اجتاحها الجيش وتحصنها في الوادي. وفي سابقة أولى، كشفت المصادر أن قبائل "وائلة"، وقبل مغادرة مناطقها للالتحام مع القوات المسلحة، قامت بتسليح مجاميع من النساء، وتجهيزها بالعتاد، تحسباً لأي خرق من قبل عناصر التمرد، ليتسنى لهن الدفاع عن أنفسهن وبيوتهن.. حيث تأتي هذه البادرة على خلفية ما شاع في مختلف أرجاء صعدة من قيام الحوثيين بقتل عدد من النساء، وانتهاك أعراض أخريات، وخطف العشرات اللواتي يجبروهن على القيام على خدمتهم. من جهتها، قامت قبائل "منبه"- التي عجز الحوثيون عن دخولها- بشن هجوم كاسح على معاقل المتمردين في مديرية "مجز" المجاورة، لمناصرة أبنائها الذين يخوضون مع قوات الأمن منذ بضعة أيام معاركاً شرسة بمواجهة المتمردين، الذين ما زالوا عاجزين عن اقتحام مناطقها المأهولة.. وأكدت المصادر أن قبائل "منبه" سطرت بطولات قتالية فريدة، نجحت خلالها بحلول مساء أمس الخميس في تطهير عدداً من المواقع التي كان المتمردون يتحصنون فيها، بعد قتل أعداداً كبيرة منهم، وتدمير سيارتي رشاش في منطقة "شوذان". وفي محور سفيان، فإن المتمردين تكبدوا خسائراً أكثر فداحة، لكون وحدات القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية تبسط سيطرتها على جميع المواقع الحيوية بالمديرية، فكان التمرد هو من يدفع بفلوله لمهاجمة هذه المواقع، في محاولات يائسة لاستعادتها.. حيث دفع المتمردون أمس الخميس بمجاميع متفرقة هاجمت مواقع: "قرن الدمم" و"التثملة" و"شبارق" و"الشقراء" و"التبة الحمراء" و"تبة المنصة" بسفيان، غير أنها تكبدت (25) قتيلاً، ونحو (10) مصابين، وتم ضبط (4) آخرين، مع كميات من الأسلحة والذخائر التي خلفوها ورائهم قبل أن يولوا الأدبار. وفي محور صعدة، فإن مصدر عسكري مسئول كان قد كشف مساء أمس الخميس في بيان رسمي عن مقتل (3) متمردين واعتقال (2) آخرين كانوا ضمن مجموعة حاولت تنفيذ أعمال تخريبية استهدفت بها تفخيخ إحدى العبارات.. وأشار الى أن مناطق "الكمب" و"آل عقاب" و"جبل الزعلاء"، شهدت هي الأخرى اشتباكات محدودة بين قوات الأمن ومجاميع متمردة كانت تحاول التسلل الى بعض المزارع والبيوت، تمهيداً لتنفيذ اعتداءات على وحدات الأمن والجيش، إلاّ أنها باءت بالفشل، وفرت من تلك المواقع. هذا وتؤكد مصادر محلية ل"نبأ نيوز" أن قوات التمرد لم تعد قادرة على خوض أي هجمات واسعة منظمة، بعد أن تم شل قدراتها، وقتل وإصابة المئات من عناصرها وقادتها، مشيرة إلى أن ما يجري حالياً في جبهات القتال هو أن القوات الحكومية والشعبية تقوم بأعمال تطهير واسعة للمناطق التي سبق أن دخلها المتمردون، وبالتالي فهم يفرون إلى شعاب ووديان وجبال جديدة، فيما تواصل القوات الحكومية مطاردتهم إلى حيث فرواً، لأنها عازمة أن لا تترك منهم أحداً إطلاقاً. وأشار إلى أن المتمردين كلما هربوا إلى تبه أو جبل اتصلوا بابواقهم الاعلامية ليقولوا لهم أنهم احتلوا الموقع الفلاني، وهي كلها مناطق قفرة لا تصلها حتى الحيوانات، لكن الناس الذين لا يعرفون مناطق صعده يصدقون أكاذيب الحوثي حتى من غير أن يكلفوا أنفسهم النظر الى خارطة أو الاستفسار ممن لديهم معرفة.