قال الأخ الرئيس علي عبد الله صالح: "إنه سيوجه خلال الفترة القليلة القادمة الدعوة إلى حوار وطني جاد ومسؤول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني لمعالجة كافة القضايا الوطنية". وأوضح- في خطاب هام بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعيد ال42 للاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر: أن الحوار سيتناول كافة القضايا التي تهم الوطن وبما يحقق اصطفافاً وطنياً واسعاً إزاءها وفي مقدمتها التحديات الرئيسة التي تواجه الوطن في الوقت الراهن ومنها أحداث فتنة التمرد والتخريب بمحافظة صعدة، والأعمال الخارجة على القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية، والخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية وغيرها من القضايا التي تهم الوطن؛ مؤكدا أن الحوار سيكون تحت قبة مجلس الشورى، وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية المتمثلة بالجمهورية والوحدة والديمقراطية. وقال الرئيس صالح: "لقد أكدنا مراراً على التمسك بالحوار الذي سيظل يمثل أسلوباً حضارياً ووسيلة بناءة للتفاهم وحل الخلافات". وجدد الدعوة "لكل القوى السياسية والحزبية في السلطة والمعارضة التي نتقاسم معها مسؤولية بناء الوطن والنهوض به إلى مناقشة كافة القضايا الوطنية بحوار منفتح بعيداً عن العنف أو محاولة فرض الإملاءات أو الاشتراطات, لان مثل هذه الأساليب تحول الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق إلى وسيلة لفرض مواقف وقناعات مسبقة على الآخرين, وهو ما يتنافى مع مفهوم الحوار وغاياته الهادفة إلى التوافق حول قواسم وطنية مشتركة لا خلاف عليها". وقال: "هذا هو فهمنا للحوار وسيظل دوماً خيارنا الأمثل الذي التزمنا به وحققنا من خلاله أعظم انجاز في تاريخ شعبنا وهو الوحدة المقترنة بالديمقراطية التعددية, ونؤكد لشعبنا أننا لن ندخر جهداً في سبيل التمسك بهذا الخيار الهام". واعتبر أن كل القضايا قابلة للحوار والنقاش ما عدا المساس بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية التي لا تقبل النقاش أو المساومة عليهما, وهو ما يوجب على جميع القوى السياسية أن تكون على نفس المستوى من الحرص والوفاء لهذه الثوابت والاستعداد للتضحية في سبيلها. وأضاف: "إننا ونحن نستقبل مناسبة دينية جليلة بالتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني بالعيد ال 42 للاستقلال ال 30 من نوفمبر المجيد الذي نال فيه جزء غال من الوطن حريته كثمرة لنضال طويل خاضه شعبنا من اجل التحرير من نير الحكم الإمامي الكهنوتي والاستعماري البغيض, نقف وقفة إجلال وتقدير لأفراد قواتنا المسلحة والأمن المرابطين في القمم والسهول والثغور والأجواء, تلك العيون الساهرة على حماية الوطن وأمنه واستقراره المدافعين عنه في كل موقع من مواقع الشرف والبطولة والفداء, من قدموا وما يزالون التضحيات الغالية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وحفاظاً على مسيرة التنمية والبناء والأمن والاستقرار والسكينة العامة". وتابع قائلا: " أولئك الأبطال الميامين الذين نراهم اليوم يتسابقون بحماس منقطع النظير لأداء الواجب في محاور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ لمواجهة عناصر الإرهاب والتخريب العميلة الخارجة على النظام والقانون, والذين يسعون للعودة بالوطن إلى عهود الظلام والكهنوت الإمامي, وينفذون أجندة خارجية تسعى إلى زرع الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة عموماً". مترحما على أرواح الشهداء الأبطال من أفراد القوات المسلحة والأمن والحرس الجمهوري والقوات الشعبية من أبناء محافظات صعدة وحجة وعمران وغيرها والذين سطروا أروع ملاحم البطولات في ميادين الفداء والواجب انتصاراً للوطن وأمنه واستقراره وسكينته العامة. واستطرد قائلا: "إن حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة عيد الأضحى المبارك تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني الإيمانية الجليلة, فهي مناسبة تجسدت فيها أسمى معاني التضحية والفداء وستظل رمزاً لأعظم معاني الطاعة والامتثال لأوامر الله ونواهيه حتى يرث الله الأرض ومن عليها". وأضاف: "إن كلمة الإسلام جاءت لتؤكد معاني الانقياد والامتثال والطاعة لأوامر الله ونواهيه, وما أحوجنا اليوم لنتمثل تلك المعاني العظيمة في الفداء والتضحية والبذل والعطاء والامتثال التام لأوامر الله ونواهيه". معتبرا وحدة الصف سواء بين أبناء الشعب الواحد أو بين أبناء أمتنا العربية والإسلامية هي أمر إلهي وفريضة دينية. وقال :"إن إشعال الفتن والنعرات في المجتمع المسلم هو مخالفة لأوامر الله تعالى ونواهيه الذي أمر بوحدة الصف ونبذ الفرقة والانقسام بقوله تعالى (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) صدق الله العظيم". وأعتبر الأخ الرئيس إن فريضة الحج واجتماع المسلمين في ذلك المشهد الإيماني المهيب في عرفات الله الذي يقف فيه حجاج بيت الله من مشارق الأرض ومغاربها في الرحاب الطاهرة يؤدون مناسك واحدة وتجمعهم روح الأخوّة الإسلامية الواحدة رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم, يجسد وحدة المسلمين في أروع صورها وأزهى تجلياتها". كما اعتبر هذا المشهد الحافل بالمعاني والدلالات العظيمة على مبادئ التآخي والوحدة والمساواة بين بني البشر, مقصداً هاماً من مقاصد الشريعة السمحاء كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم (لا فضل لعربي على أعجمي...إلا بالتقوى ). وتابع قائلا: "هنا يتأكد مدى جهل تلك العناصر الإرهابية العنصرية العميلة الخارجة على النظام والقانون في محافظة صعدة التي تعطي لنفسها حق إدعاء الأفضلية على باقي البشر وتمارس الدجل والشعوذة متدثرة بالدين وهو منها براء, وذلك بخداع البسطاء والأطفال وجرهم إلى ارتكاب أبشع المحرمات وهو سفك الدم المسلم وانتهاك الإعراض والأموال دون وازع من دين أو خلق بدعوى ان الله قد أختصها بالحكم والأفضلية على بقية البشر, وهي دعوى ما انزل الله بها من سلطان, بل هي دعوة إبليس الذي رفض الانصياع لأمر الخالق عز وجل وخرج من رحمته عندما أبى السجود لآدم وقال مستكبراً ( أنا خير منه)". وقال الأخ الرئيس : "لذلك فان هذه الفئة الضالة والمصابة بداء إبليس قد سخرت نفسها لخدمة أجندة خارجية مشبوهة وسلكت مسالك الشيطان وتجرأت على ارتكاب المحرمات التي من أعظمها قتل النفس المحرمة وتدمير المدارس والمستشفيات والطرق والمنشآت العامة والخاصة وعاثت في الأرض فساداً, واهمةً بأنها بهذه الأفعال الإجرامية ستحقق أوهام من يقفون وراءها أو وهم العودة بشعبنا اليمني عشرات السنين إلى الوراء غير مدركة أنها تعيش خارج نطاق الزمان والمكان وان العصر قد تجاوز تلك الأفكار الكهنوتية المتخلفة, فالأمم الآن تقوم باختيار حكامها من خلال الديمقراطية وبإرادتها الحرة التي تعبر عنها في صناديق الاقتراع على قاعدة الأكفأ والأصلح وتحقيق مصالح الشعب". وعبر الرئيس صالح عن الاعتزاز بالموقف الوطني المشرف الذي سجله أبناء الشعب اليمني العظيم الذين هبوا من كافة محافظات ومناطق الوطن وعبر قوافل الدعم الشعبي التي لم تنقطع, ليجسدوا اصطفافهم وتلاحمهم وتآزرهم مع إخوانهم النازحين بسبب الفتنة ومع أخوانهم وأبنائهم المقاتلين في القوات المسلحة والأمن الذين يقدمون أغلى التضحيات ويسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره ومكاسبه وإنجازاته.. مثمنا في ذات الوقت عالياً مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي أكدت دعمها ووقوفها إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته, انطلاقاً من إدراكها بان ذلك يمثل عنصراً هاماً وأساسياً لخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. ولفت إلى إن احتفالنا بمناسبتين دينية ووطنية يفرض علينا جميعاً في الوطن أن نمتثل لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الداعية إلى التآخي والمحبة وتعميق وشائج الألفة والتراحم والتسامح والسمو فوق مغريات الدنيا الزائلة ومحاربة كافة العلل والإمراض الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا اليمني والوفاء لقيم وأهداف ومبادئ ثورتنا الخالدة ال 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر وتضحيات شهدائنا الأبرار. مؤكدا أن شعبنا العظيم قد أثبت في كل مراحل نضاله وفي كل محنة يتعرض لها الوطن انه قادر على مواجهة التحديات والتغلب عليها والتميّيز الواضح بين من يعملون من اجل الوطن وبين من يحاولون خذلانه من أجل نصرة أعدائه والمتربصين به, ولكن هيهات للمتآمرين أن ينجحوا في تحقيق أهدافهم بإعاقة مسيرة شعبنا على دروب البناء والتقدم. وتوجه الأخ رئيس الجمهورية بالتهاني إلى كافة جماهير شعبنا وأبناء الأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعيد ال42 للاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر.. سائلاً المولى عز وجل ان يعيدهما على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات, وان يشملنا جميعاً بتوفيقه ورحمته في هذه الأيام المباركة, ويرشدنا إلى ما فيه الخير والسداد في أعمالنا وتطلعاتنا إلى ما فيه خير وعزة ورفعة وطننا وشعبنا وأمتنا انه سميع مجيب.