ادانات دولية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي على ايران    الدولار في عدن 3000    الإمارات ومليشياتها تضاعف من معاناة المواطنين بالجنوب    وزارة الخارجية : العدوان الأمريكي يعد انتهاكاً سافراً لسيادة إيران    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    إيران تطلق دفعتين صاروخيتين وإعلام إسرائيلي يتحدث عن دمار كبير    أيها الرئيس ترامب.. لا تنتحر    أيش ذا يا عم علي.. ليش ذا؟    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (3)    أول موجة إيرانية بعد العدوان الأمريكي    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    الرئيس الزُبيدي يُعزّي الشيخ عبدالرب النقيب في وفاة شقيقه    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    العليمي وبن بريك والمعبقي يصادرون موارد الصناديق الإيرادية الجنوبية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    ترامب يعلق مجددا على استهداف إيران    الدفاعات الإيرانية تدمر 12 طائرة مسيرة صهيونية في همدان    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    بتواطؤ حوثي.. مسلحون يحرقون منزلاً في محافظة إب بعد نهبه    حملة لازالة البساطين والعشوائيات في باب اليمن    محافظ تعز يبحث مع مسؤول أممي أزمة المياه والحلول الممكنة    تدشين الدورة الآسيوية لمدربي كرة القدم المستوى "C" بالمكلا    الرزامي يهاجم حكومة الرهوي: الركود يضرب الاسواق ومعاناة الناس تتفاقم وانتم جزء من العدوان    ما وراء حرائق الجبال!!    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    إحباط عملية تفجير غربي إيران واعتقال عنصر مرتبط بالموساد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في خطاب هام بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعيد ال42 للاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر .. الرئيس : كل القضايا قابلة للحوار والنقاش ما عدا المساس بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية التي لا تقبل النقاش أو المساومة
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 11 - 2009


اليوم - متابعات
قال الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس
الجمهورية:" إنه سيوجه خلال الفترة القليلة القادمة الدعوة إلى حوار وطني جاد
ومسؤول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني لمعالجة
كافة القضايا الوطنية".
وأوضح
الرئيس في خطاب هام إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وجماهير أمتنا
العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعيد ال42 للاستقلال المجيد
ال30 من نوفمبر،أن الحوار سيتناول كافة القضايا التي تهم الوطن وبما يحقق اصطفافاً
وطنياً واسعاً إزاءها وفي مقدمتها التحديات الرئيسة التي تواجه الوطن في الوقت
الراهن ومنها أحداث فتنة التمرد والتخريب بمحافظة صعدة والأعمال الخارجة على
القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية والخطر الإرهابي الذي يمثله
تنظيم القاعدة بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية وغيرها من القضايا التي تهم
الوطن. مؤكدا أن الحوار سيكون تحت قبة مجلس الشورى وتحت سقف الدستور والثوابت
الوطنية المتمثلة بالجمهورية والوحدة والديمقراطية.
وقال فخامة الأخ الرئيس:"
لقد أكدنا مراراً على التمسك بالحوار الذي سيظل يمثل أسلوباً حضارياً ووسيلة بناءة
للتفاهم وحل الخلافات".
وأضاف:" نجدد الدعوة لكل القوى السياسية والحزبية في
السلطة والمعارضة التي نتقاسم معها مسؤولية بناء الوطن والنهوض به إلى مناقشة كافة
القضايا الوطنية بحوار منفتح بعيداً عن العنف أو محاولة فرض الإملاءات أو
الاشتراطات،لان مثل هذه الأساليب تحول الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق إلى وسيلة
لفرض مواقف وقناعات مسبقة على الآخرين،وهو ما يتنافى مع مفهوم الحوار وغاياته
الهادفة إلى التوافق حول قواسم وطنية مشتركة لا خلاف عليها".
وقال:" هذا هو
فهمنا للحوار وسيظل دوماً خيارنا الأمثل الذي التزمنا به وحققنا من خلاله أعظم
انجاز في تاريخ شعبنا وهو الوحدة المقترنة بالديمقراطية التعددية،ونؤكد لشعبنا أننا
لن ندخر جهداً في سبيل التمسك بهذا الخيار الهام".
واعتبر رئيس الجمهورية أن كل
القضايا قابلة للحوار والنقاش ما عدا المساس بالنظام الجمهوري والوحدة الوطنية التي
لا تقبل النقاش أو المساومة عليهما،وهو ما يوجب على جميع القوى السياسية أن تكون
على نفس المستوى من الحرص والوفاء لهذه الثوابت والاستعداد للتضحية في
سبيلها.
وأضاف:" إننا ونحن نستقبل مناسبة دينية جليلة بالتزامن مع احتفالات
شعبنا اليمني بالعيد ال 42 للاستقلال ال 30 من نوفمبر المجيد الذي نال فيه جزء
غال من الوطن حريته كثمرة لنضال طويل خاضه شعبنا من اجل التحرير من نير الحكم
الإمامي الكهنوتي والاستعماري البغيض،نقف وقفة إجلال وتقدير لأفراد قواتنا المسلحة
والأمن المرابطين في القمم والسهول والثغور والأجواء،تلك العيون الساهرة على حماية
الوطن وأمنه واستقراره المدافعين عنه في كل موقع من مواقع الشرف والبطولة
والفداء،من قدموا وما يزالون التضحيات الغالية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة
والديمقراطية وحفاظاً على مسيرة التنمية والبناء والأمن والاستقرار والسكينة
العامة".
وتابع قائلا:" أولئك الأبطال الميامين الذين نراهم اليوم يتسابقون
بحماس منقطع النظير لأداء الواجب في محاور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ لمواجهة عناصر
الإرهاب والتخريب العميلة الخارجة على النظام والقانون،والذين يسعون للعودة بالوطن
إلى عهود الظلام والكهنوت الإمامي،وينفذون أجندة خارجية تسعى إلى زرع الفتنة وزعزعة
الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة عموماً".
مترحما على أرواح
الشهداء الأبطال من أفراد القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية من أبناء محافظات
صعدة وحجة وعمران وغيرها والذين سطروا أروع ملاحم البطولات في ميادين الفداء
والواجب انتصاراً للوطن وأمنه واستقراره وسكينته العامة.
واستطرد الأخ الرئيس
قائلا:" إن حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة عيد الأضحى المبارك تحمل في طياتها
الكثير من الدلالات والمعاني الإيمانية الجليلة،فهي مناسبة تجسدت فيها أسمى معاني
التضحية والفداء وستظل رمزاً لأعظم معاني الطاعة والامتثال لأوامر الله ونواهيه حتى
يرث الله الأرض ومن عليها".
وأضاف": إن كلمة الإسلام جاءت لتؤكد معاني الانقياد
والامتثال والطاعة لأوامر الله ونواهيه،وما أحوجنا اليوم لنتمثل تلك المعاني
العظيمة في الفداء والتضحية والبذل والعطاء والامتثال التام لأوامر الله
ونواهيه".
معتبرا وحدة الصف سواء بين أبناء الشعب الواحد أو بين أبناء أمتنا
العربية والإسلامية هي أمر إلهي وفريضة دينية.
وقال:" إن إشعال الفتن والنعرات
في المجتمع المسلم هو مخالفة لأوامر الله تعالى ونواهيه الذي أمر بوحدة الصف ونبذ
الفرقة والانقسام بقوله تعالى (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ) صدق الله العظيم".
وأعتبر فخامة الأخ الرئيس إن فريضة الحج
واجتماع المسلمين في ذلك المشهد الإيماني المهيب في عرفات الله الذي يقف فيه حجاج
بيت الله من مشارق الأرض ومغاربها في الرحاب الطاهرة يؤدون مناسك واحدة وتجمعهم روح
الأخوّة الإسلامية الواحدة رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم،يجسد وحدة المسلمين
في أروع صورها وأزهى تجلياتها ".
كما اعتبر هذا المشهد الحافل بالمعاني
والدلالات العظيمة على مبادئ التآخي والوحدة والمساواة بين بني البشر،مقصداً هاماً
من مقاصد الشريعة السمحاء كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم
(لا فضل لعربي على أعجمي. . . إلا بالتقوى ).
وتابع قائلا:" هنا يتأكد مدى جهل تلك
العناصر الإرهابية العنصرية العميلة الخارجة على النظام والقانون في محافظة صعدة
التي تعطي لنفسها حق إدعاء الأفضلية على باقي البشر وتمارس الدجل والشعوذة متدثرة
بالدين وهو منها براء،وذلك بخداع البسطاء والأطفال وجرهم إلى ارتكاب أبشع المحرمات
وهو سفك الدم المسلم وانتهاك الإعراض والأموال دون وازع من دين أو خلق بدعوى ان
الله قد أختصها بالحكم والأفضلية على بقية البشر،وهي دعوى ما انزل الله بها من
سلطان،بل هي دعوة إبليس الذي رفض الانصياع لأمر الخالق عز وجل وخرج من رحمته عندما
أبى السجود لآدم وقال مستكبراً ( أنا خير منه)".
وقال الأخ الرئيس :" لذلك فان
هذه الفئة الضالة والمصابة بداء إبليس قد سخرت نفسها لخدمة أجندة خارجية مشبوهة
وسلكت مسالك الشيطان وتجرأت على ارتكاب المحرمات التي من أعظمها قتل النفس المحرمة
وتدمير المدارس والمستشفيات والطرق والمنشآت العامة والخاصة وعاثت في الأرض
فساداً،واهمةً بأنها بهذه الأفعال الإجرامية ستحقق أوهام من يقفون وراءها أو وهم
العودة بشعبنا اليمني عشرات السنين إلى الوراء غير مدركة أنها تعيش خارج نطاق
الزمان والمكان وان العصر قد تجاوز تلك الأفكار الكهنوتية المتخلفة،فالأمم الآن
تقوم باختيار حكامها من خلال الديمقراطية وبإرادتها الحرة التي تعبر عنها في صناديق
الاقتراع على قاعدة الأكفأ والأصلح وتحقيق مصالح الشعب".
وفي ما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين رسول المحبة والسلام وهادي البشرية إلى سواء السبيل. .
أما بعد. . الإخوة
المواطنون. .
الأخوات المواطنات. .
الأخوة المؤمنون جميعاً. .
يطيب لي مع
حلول عيد الأضحى المبارك أن أتوجه إليكم والى كافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية
بأصدق التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة،سائلاً المولى عز وجل ان
يعيدها على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات،وان يشملنا
جميعاً بتوفيقه ورحمته في هذه الأيام المباركة،ويرشدنا إلى ما فيه الخير والسداد في
أعمالنا وتطلعاتنا إلى ما فيه خير وعزة ورفعة وطننا وشعبنا وأمتنا انه سميع
مجيب.
إننا ونحن نستقبل هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تتزامن مع احتفالات
شعبنا اليمني بالعيد ال 42 للاستقلال ال 30 من نوفمبر المجيد الذي نال فيه جزء
غال من الوطن حريته كثمرة لنضال طويل خاضه شعبنا من اجل التحرير من نير الحكم
الإمامي الكهنوتي والاستعماري البغيض،نقف وقفة إجلال وتقدير لأفراد قواتنا المسلحة
والأمن المرابطين في القمم والسهول والثغور والأجواء،تلك العيون الساهرة على حماية
الوطن وأمنه واستقراره،المدافعين عنه في كل موقع من مواقع الشرف والبطولة
والفداء،من قدموا وما يزالون التضحيات الغالية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة
والديمقراطية وحفاظاً على مسيرة التنمية والبناء والأمن والاستقرار والسكينة
العامة. .
أولئك الأبطال الميامين الذين نراهم اليوم يتسابقون بحماس منقطع النظير
لأداء الواجب في محاور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ لمواجهة عناصر الإرهاب والتخريب
العميلة الخارجة على النظام والقانون والذين يسعون للعودة بالوطن إلى عهود الظلام
والكهنوت الإمامي،وينفذون أجندة خارجية تسعى إلى زرع الفتنة وزعزعة الأمن
والاستقرار،ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة عموماً.
ونترحم على أرواح الشهداء
الأبطال من أفراد القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية من أبناء محافظات صعدة
وحجة وعمران وغيرها،الذين سطروا أروع ملاحم البطولات في ميادين الفداء والواجب
انتصاراً للوطن وأمنه واستقراره وسكينته العامة.
الأخوة المواطنون. .
الأخوات
المواطنات. .
إن هذه المناسبة الدينية الجليلة. .
حلول عيد الأضحى المبارك
تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني الإيمانية الجليلة،فهي مناسبة تجسدت
فيها آسمى معاني التضحية والفداء وستظل رمزاً لأعظم معاني الطاعة والامتثال لأوامر
الله ونواهيه حتى يرث الله الأرض ومن عليها،فكلمة الإسلام جاءت لتؤكد معاني
الانقياد والامتثال والطاعة لأوامر الله ونواهيه،وما أحوجنا اليوم لنتمثل تلك
المعاني العظيمة في الفداء والتضحية والبذل والعطاء والامتثال التام لأوامر الله
ونواهيه،فوحدة الصف سواء بين أبناء الشعب الواحد او بين أبناء أمتنا العربية
والإسلامية هي أمر إلهي وفريضة دينية ، ولذلك فان إشعال الفتن والنعرات في المجتمع
المسلم هو مخالفة لأوامر الله تعالى ونواهيه الذي أمر بوحدة الصف ونبذ الفرقة
والانقسام قال تعالى (وَلاتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) صدق الله
العظيم.
إن فريضة الحج أيها الأخوة والأخوات. .
واجتماع المسلمين في ذلك
المشهد الإيماني المهيب في عرفات الله الذي يقف فيه حجاج بيت الله من مشارق الأرض
ومغاربها في الرحاب الطاهرة يؤدون مناسك واحدة وتجمعهم روح الأخوّة الإسلامية
الواحدة رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم مجسدين وحدة المسلمين في أروع صورها
وأزهى تجلياتها،قال تعالى: (وَأَذّن فِي النّاسِ بِالْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً
وَعَلَىَ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ) صدق الله العظيم.
وهو
مشهد حافل بالمعاني والدلالات العظيمة على مبادئ التآخي والوحدة والمساواة بين بني
البشر الذي يمثل مقصداً هاماً من مقاصد الشريعة السمحاء كما قال رسولنا الكريم عليه
أفضل الصلوات وأزكى التسليم (لا فضل لعربي على أعجمي. . . ،إلا بالتقوى) وهنا يتأكد
مدى جهل تلك العناصر الإرهابية العنصرية العميلة الخارجة على النظام والقانون في
محافظة صعدة التي تعطي لنفسها حق إدعاء الأفضلية على باقي البشر وتمارس الدجل
والشعوذة متدثرة بالدين وهو منها براء،وذلك بهدف خداع البسطاء والأطفال وجرهم إلى
ارتكاب أبشع المحرمات وهو سفك الدم المسلم وانتهاك الإعراض والأموال دون وازع من
دين أو خلق،بدعوى أن الله قد أختصها بالحكم والأفضلية على بقية البشر دون غيرهم،وهي
دعوى ما انزل الله بها من سلطان،بل هي دعوة إبليس الذي رفض الانصياع لأمر الخالق عز
وجل وخرج من رحمته عندما أبى السجود لآدم وقال مستكبراً ( أنا خير منه) ولذلك فان
هذه الفئة الضالة والمصابة بداء إبليس قد سخرت نفسها لخدمة أجندة خارجية
مشبوهة،وسلكت مسالك الشيطان،وتجرأت على ارتكاب المحرمات التي من أعظمها قتل النفس
المحرمة وتدمير المدارس والمستشفيات والطرق والمنشآت العامة والخاصة وعاثت في الأرض
فساداً،واهمةً بأنها بهذه الأفعال الإجرامية سوف تحقق أوهام من يقفون وراءها،أو وهم
العودة بشعبنا اليمني عشرات السنين إلى الوراء،غير مدركة أنها تعيش خارج نطاق
الزمان والمكان،وان العصر قد تجاوز تلك الأفكار الكهنوتية المتخلفة،فالأمم الآن
تقوم باختيار حكامها من خلال الديمقراطية وبإرادتها الحرة التي تعبر عنها في صناديق
الاقتراع على قاعدة الأكفأ والأصلح وتحقيق مصالح الشعب.
وأنها لمناسبة نعبر فيها
عن الاعتزاز بذلك الموقف الوطني المشرف الذي سجله أبناء شعبنا العظيم الذين هبوا من
كافة محافظات ومناطق الوطن وعبر قوافل الدعم الشعبي التي لم تنقطع ليجسدوا اصطفافهم
وتلاحمهم الرائع وتآزرهم مع إخوانهم النازحين بسبب الفتنة،ومع أخوانهم وأبنائهم
المقاتلين في القوات المسلحة والأمن،الذين يقدمون أغلى التضحيات ويسطرون أروع ملاحم
البطولة والفداء دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره ومكاسبه وإنجازاته. .
كما إننا
نثمّن عالياً مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي أكدت دعمها ووقوفها إلى جانب اليمن
وأمنه واستقراره ووحدته انطلاقاً من إدراكها بان ذلك يمثل عنصراً هاماً وأساسياً
لخدمة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
الإخوة المواطنون. .
الأخوات
المواطنات. .
إن احتفالنا بهاتين المناسبتين الدينية والوطنية يفرض علينا جميعاً
في الوطن أن نمتثل لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف،الداعية إلى التآخي والمحبة
وتعميق وشائج الألفة والتراحم والتسامح والسمو فوق مغريات الدنيا الزائلة ومحاربة
كافة العلل والإمراض الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا اليمني والوفاء لقيم وأهداف
ومبادئ ثورتنا الخالدة ال 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر وتضحيات شهدائنا الأبرار
. .
ولقد أثبت شعبنا العظيم في كل مراحل نضاله وفي كل محنة يتعرض لها الوطن انه
قادر على مواجهة التحديات والتغلب عليها والتميّيز الواضح بين من يعملون من اجل
الوطن وبين من يحاولون خذلانه من أجل نصرة أعدائه والمتربصين به،ولكن هيهات
للمتآمرين أن ينجحوا في تحقيق أهدافهم أو إعاقة مسيرة شعبنا على دروب البناء
والتقدم.
الأخوة المواطنون. .
الأخوات المواطنات. .
لقد أكدنا مراراً على
التمسك بالحوار الذي سيظل يمثل أسلوباً حضارياً ووسيلة بناءة للتفاهم وحل الخلافات،
لذا نجدد الدعوة لكل القوى السياسية والحزبية في السلطة والمعارضة التي نتقاسم معها
مسئولية بناء الوطن والنهوض به إلى مناقشة كافة القضايا الوطنية بالحوار المنفتح
بعيداً عن العنف او محاولة فرض الإملاءات أو الاشتراطات،لان مثل هذه الأساليب تحول
الحوار من وسيلة للتفاهم والتوافق إلى وسيلة لفرض مواقف وقناعات مسبقة على
الآخرين،وهو ما يتنافى مع مفهوم الحوار وغاياته الهادفة إلى التوافق حول قواسم
وطنية مشتركة لا خلاف عليها،وهذا هو فهمنا للحوار وسيظل دوماً خيارنا الأمثل الذي
التزمنا به وحققنا من خلاله أعظم انجاز في تاريخ شعبنا وهو الوحدة المقترنة
بالديمقراطية التعددية،ونؤكد لشعبنا أننا لن ندخر جهداً في سبيل التمسك بهذا الخيار
الهام واعتبار كل القضايا قابلة للتحاور والنقاش ما عدا المساس بالنظام الجمهوري
والوحدة الوطنية التي لا تقبل النقاش أو المساومة عليهما،وهو ما يوجب على جميع
القوى السياسية أن تكون على نفس المستوى من الحرص والوفاء لهذه الثوابت واستعداداً
للتضحية في سبيلها.
وبهذه المناسبة فإننا وخلال الفترة القليلة القادمة سندعو
إلى إجراء حوار وطني جاد ومسؤول بين كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات
المجتمع المدني حول كافة القضايا التي تهم الوطن،وبما يحقق اصطفافاً وطنياً واسعاً
إزائها،وفي مقدمتها التحديات الرئيسية التي تواجه الوطن في الوقت الراهن،ومنها
أحداث فتنة التمرد والتخريب في محافظة صعدة والأعمال الخارجة على القانون في بعض
مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية،والخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم
القاعدة،والتحديات الاقتصادية،وغيرها من القضايا التي تهم الوطن. .
وبحيث يكون
الحوار تحت قبة مجلس الشورى وتحت سقف الدستور والثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة
والديمقراطية.
مرة أخرى أحييكم وأهنئكم بهذه المناسبات الدينية والوطنية
العظيمة،والمجد والخلود لشهداء الوطن الأبرار الذين ستظل تضحياتهم ودماؤهم الزكية
قناديل مضيئة تنير الدروب أمام أجيال الوطن،ونؤكد بأن أبناءهم وأسرهم سيظلون على
الدوام محل اهتمامنا ورعايتنا وفاءً لما قدموه لوطنهم من واجب وتضحيات غالية.
كل
عام والوطن وشعبنا العظيم في خير وسلام وآمان،ومن نصر إلى نصر. .
عيد
مبارك. .
وكل عام وأنتم بخير. . .
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.