شهدت الساعات الماضية من يومي الخميس والجمعة اشتباكات عنيفة، وأحداث دامية، وأخرى صاخبة بدوي القذائف والصواريخ، امتدت من "الجابري" إلى "صعدة" و"سفيان"، ثم "الجوف" حيث الرهان الحوثي على نقل المعارك اليها، وشق الطريق على "نجران" السعودية. ففي محافظة صعدة، أكدت مصادر "نبأ نيوز" خروج آلاف المسلحين من القوى الشعبية في مختلف المديريات إلى الشوارع، والبدء بمطاردة الفلول الارهابية، ومداهمة أوكارها جنباً إلى جنب وحدات الجيش والأمن، في أوسع عمليات تطهير تشهدها المحافظة.. وقد تخللتها اشتباكات دامية في مناطق "الزيلة" و"درب وادعة" و"ال حجاج"، و"الهجرة" في "دماج"، تكبد خلالها الحوثيون خسائراً بشرية فادحة وتم اعتقال العشرات منهم. كما قامت وحدات الجيش والأمن بتدمير أوكارا ومواقع إرهابية في "آل صلاح" و"العند" و"الدرب" و"ال حجاج" و"غلفقان" و"المحاريق" و"ساقين"، وتدمير عدداً من السيارات التي تحمل مؤناً وأسلحة باتجاه "بيت كدعة" ومنطقة "الحمزات". وفي محافظة الجوف، اشتعلت المعارك نهار الخميس على نحو غير مسبوق بعد قيام مجاميع حوثية بالتحصن في غرب منطقة "المطمة" وشن هجوم واسع ومباغت على قبائل "الشولان" التي تقاتل مع الدولة، وقتل نحو (8) منهم وإصابة آخرين.. غير أن "الشولان" استنفرت رجالها ودارت رحى معارك طاحنة استمرت ساعات طويلة، وأفضت إلى دحر الحوثيين من حصونهم غرب "المطمة" إلاّ أن اشتباكات خفيفة تجددت صباح اليوم الجمعة. وتاتي هذه المعارك في سياق مواجهات تخوضها قبائل "الشولان" منذ نحو العشرة أيام بمواجهة الفلول الحوثية التي تراهن على نقل الحرب الى الجوف، وعلى شق طريقها الى المناطق المحاذية لمدينة "نجران" السعودية- التي كانت "نبأ نيوز" أول من كشفت هذا المخطط في قراءة تحليلية.. وقد أسفرت تلك المواجهات عن مقتل زعامات حوثية كبيرة بينهم: (أحمد حمود القطواني، وناجي حمود القطواني، وعلي حمود القطواني، وعبده عبد الله زتار أبو عشال، ومحمد عطشه)، وهو ما حاولت عناصر الارهاب الحوثي الانتقام لمقتلهم من خلال هجومهم الذي شنوه أمس. وفي محور سفيان، شنت وحدات الجيش والأمن هجمات مدمرة للمعاقل الحوثية قرب "المجزعة" و"عيان" والمرتفعات الشمالية الغربية ل"جبل الشقراء".. كما تصدت لهجمات حوثية قرب "قرن الدمم" و"صيفان". وتشير المعلومات أيضاً إلى سقوط العديد من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح خلال الاشتباكات التي دارت في محور الملاحيظ, وإلى تدمير مراكزاً لتجمعات العناصر الإرهابية قرب "جبل الدخان" وجبال "خولان عامر". وعلى الجانب السعودي، فإن القوات السعودية أمطرت طوال ساعات الليل مناطق الشريط الحدودي بوابل من القذائف والصواريخ التي دكت بها أوكاراً حوثية، وضربت مجاميعاً من المسلحين كانت تتحرك في إطار انتشارها الواسع قبالة المناطق الحدودية السعودية، الذي أشارت إليه "نبأ نيوز" في خبرها السابق.. فيما نالت منطقة "شدا" النصيب الأوفر من القصف بعد رصد مجاميع مسلحة تحاول الحشد في تلك الجهات قبالة منطقة "العارضة" السعودية التي تعرضت مؤخراً لقصف حوثي بصواريخ الكاتيوشا، ونزحت صوبها مئات الأسر اليمنية. كما تؤكد المصادر: أن وحدات المدفعية والدبابات والقوات الجوية السعودية باشرت منذ فجر اليوم الجمعة قصفاً هو الأول من نوعه لقرية "الجابري" شمال شرق "الخوبة"، حيث أمطرتها بمئات القذائف والصواريخ، وتواصل القصف لعدة ساعات، فيما يعتقد أنه تمهيداً لاقتحامها.. هذا وقد انقطعت الاتصالات بين "نبأ نيوز" ومصادرها في "جازان" منذ الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ولم تعرف بعد المستجدات الميدانية بعد ذلك الوقت.. غير أنه عادة ما تنقطع اتصالاتنا مع مصادرنا عندما تكون جبهة المعركة ملتهبة.. معلومات عن "الجابري": تقع قرية الجابري شمال شرق محافظة الخوبة، على مساحة تصل إلى 1 كلم تقريبا، وعدد سكانها يتجاوز الأربعة آلاف نسمة غالبيتهم من قبيلة «شراحيل» ويتوزعون على أكثر من 300 منزل، إضافة إلى القرى المتناثرة والقريبة. وتشتهر قرية الجابري كما يروي المؤرخ أحمد شراحيلي، بزراعة الذرة والدخن والمانجو والفاكهة بأنواعها يخترقها الطريق المؤدي إلى أول منفذ في منطقة جازان، منفذ جمارك الجابري والذي تأسس عام 1378ه. .