تصاعدت حدة المواجهات في يومها الثامن بسلسلة اشتباكات شهدتها عدة مناطق من محافظة الجوف إثر هجمات انتقامية حوثية لانتفاضة أمس، تزامنت مع معارك عنيفة على الجبهة السعودية في هجومين على "الرميح" و"جبل الدخان"، في نفس الوقت الذي تواردت أنباء حول قصف حوثي بالكاتيوشا لعمق جازان استهدف مقرات حكومية فيها. ففي محور الجوف، تؤكد مصادر "نبأ نيوز" قيام جماعات حوثية كبيرة بشن هجمات انتقامية في مديريتي "المطمة" و"الزاهر"، وتجدد اشتباكات عنيفة في منطقة "بركة مجلي" بين مجاميع من قبيلة "همدان" التي تقاتل الى جانب الحوثيينن وبين قبائل "الشولان" التي فقدت خلال مواجهات اليوم الشيخ محمد احمد ال صقره بجانب اثنين آخرين، فيما كبدت فلول الارهاب الحوثي أكثر من خمسة قتلى وعدد كبير من المصابين، بعد اشتباكات استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة. وأكدت المصادر: أن الحوثيين منيوا بهزيمة جديدة امام قبائل الشولان، كما أن القبائل في "الزاهر" و"المطمة" ألقت القبض على عدد أخر من العناصر الحوثية في مداهمات لأوكارهم استمراراً لعمليات التطهير التي بدأت أمس الخميس في أوسع انتفاضة شعبية. وأشارت إلى أن الطيران الحربي اليمني قام اليوم الجمعة بقصف منطقة "المبنى" التي يواصل الحوثيون محاولاتهم لحشد فلولهم فيها، وقصف أوكاراً أخرى في "الزاهر" و"خبت والشعث".
وفي محور الملاحيظ، فإن المواجهات ما زالت على أشدها في هجمات متبادلة في محيط نفس المواقع "الخزان" و"ظهر الحمار" و"الجرائب"، وكذلك على جبهة "المنزالة" حيث انضمت وحدة عسكرية من الجيش السعودي الى قبائل "بني مروان" التي كانت تخوض المواجهات بمفردها.. فيما كانت المواجهات في محور صعده أخف حدة، ولم تشهد أي هجمات باستثناء الاشتباكات المتقطعة. أما الجبهة السعودية، فقد اشتعلت فيها المعارك على نحو غير مسبوق.. ففي الوقت الذي ما زال الهجوم المشترك على مناطق جبل "الرميح" يواصل خوض المعارك، قامت وحدات عسكرية سعودية صباح اليوم بشن هجوم واسع على مناطق "جبل الدخان" ما زال مستمراً حتى هذه اللحظات، التي تشهد قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً للمواقع الحوثية، وتقدماً ملحوظاً لوحدات الدروع بعدة اتجاهات من الجبل، فيما يبدو أن السعودية قررت خوض معركة فاصلة لتحرير الجبل. وتؤكد المصادر: أن معركة "جبل الدخان" اتسعت الى جبهات أخرى في ظل محاولة فلول الارهاب الحوثي الدفع بمجاميع كبيرة باتجاهات مختلفة لتخفيف الضغط عن فلولها في الجبل.. فقد شهدت جبهة "الجابري" مواجهات أيضاً، واندلعت اشتباكات على مشارف "شدا" من نفس المحور، وأخرى حول جبل "الدود"، وكذلك في "وادي الموقد" و"الغوبة"، بجانب المعارك المحتدمة في "المنزالة".. وهي معارك ثانوية، وبعضها محدودة، يسعى من خلالها الحوثيون إلى تشتيت تركيز القوات السعودية، والحد من قوة الهجمة على "الدخان"، إذ يواجه الحوثيون يوماً عصيباً جداً في ظل المواجهات الشرسة من جميع الجبهات. وقد تواردت أنباء أيضاً عن قيام الحوثيين بقصف مناطق في جازان بصواريخ الكاتيوشا، وأن أحد الصواريخ طال مبنى "دار الضيافة" بجازان، غير أن هذا النبأ لم يتم تاكيده أو نفيه بعد. هذا وما زالت الجبهة السعودية تشهد عدة معارك، في نفس الوقت الذي تم إعلان درجة الحذر القصوى في صفوف القطاعات العسكرية المرابطة على حدود نجران، وتتحالف معها العديد من القبائل، تأهباً لأحتمالات وصول متسللين إثر اتساع المواجهات في الجوف.