لليوم الرابع على التوالي، تواصلت المعارك في مختلف المحاور القتالية، لتتصدرها خلال يوم الثلاثاء عمليات محور سفيان الذي شهد زحفاً كبيراً لوحدات الجيش والقوى الشعبية، تزامن مع هجوم يمني سعودي مشترك على "الرميح"، وهجمات عنيفة متبادلة شهدتها مناطق صعدة والملاحيظ والجوف والجابري والرميح، في نفس الوقت الذي شهدت بعض الجبهات الحوثية انهياراً وتمرداً داخلياً.. وأكدت المصادر: أن وحدات من الجيش والقوى الشعبية بمحور سفيان بدأت صباح الثلاثاء زحفاً كاسحاً لمعاقل الحوثيين اجتاحت خلاله المناطق القريبة من المثلث، ووصلت حتى "السائلة" شمالاً، وطهرت "مزارع القحوم" وما حولها بالكامل، في اشتباكات عنيفة استمرت لمعظم ساعات النهار، وسقط خلالها عشرات العناصر الحوثية بين قتيل ومصاب. وفي محور صعدة، فقد عاودت فلول الارهاب الحوثي شن هجماتها على منطقة "آل عقاب" وقرب "المقاش" والمدينة القديمة، ودارت رحى مواجهات شرسة تمكنت خلالها وحدات الجيش من دحر الهجمات وتكبيد الفلول الحوثية خسائراً فادحة، بالاضافة الى شن هجوم مضاد على أوكارهم في منطقة "الجميمة" وتوجيه ضربات مدمرة لها أسقطت العديد من الضحايا. كما تؤكد المصادر: أن مواقع الحوثيين في نطاق منطقة "تبة البركة" شهدت تمرداً داخلياً، وقيام المسلحين الحوثيين المرابطين فيها برمي أسلحتهم وترك مواقعهم جميعاً، ومغادرتها باتجاه مناطق "سوق الليل" و"الحمزات" و"ال عقاب"، ودون أن تتعرض لهم وحدات الجيش، التي قامت بتامين الطريق بعدد من الأطقم تحسباً لأي محاولات انتقامية من قبل قيادة التمرد. وفي محور الملاحيظ، فإن الأحداث تكاد تعيد نفسها لليوم السابع على التوالي، فقد شنت الفلول الحوثية عدة هجمات على مواقع الجيش قرب "جبل الخزان"، و"جبل الغرزة"، ومنطقة "الجرايب". ولم يجن الحوثيون من هذه الهجمات أي نتائج ميدانية سوى تكبدها المزيد من الخسائر البشرية والمادية. كما شهدت المنطقة المجاورة لجبل "ظهر الحمار" والمواجهة لجبل "الدخان" اشتباكات لحوالي الساعتين، شاركت فيها القوات السعودية في تقديم الاسناد الجوي وضرب تعزيزات الفلول الحوثية.. وفي محور الجوف، فتؤكد المصادر أن عدة مناطق من مديريات "الزاهر" و"المطمة" و"خبت والشعف" المحاذية للحدود السعودية شهدت اشتباكات متفرقة اقل حدة من بقية المحاور، ووجه الطيران الحربي اليمني عدة ضربات لمجاميع حوثية كانت تحاول التسلل الى إحدى الشعاب الجبلية المطلة على إحدى مناطق "نجران" الحدودية، كما طالت الضربات الجوية أوكاراً للحوثيين في "الزاهر".. في نفس الوقت الذي تشد القوات الشعبية خناقها غرب الجبل الاسود على مجاميع حوثية يقودها (عز صلاح) المكنى ب"أبو صلاح"، وسط انباء ترجح انهيارها الوشيك جراء الحصار. وعلى الصعيد السعودي، فإن الحدث الأبرز الذي شهدته خلال يوم الثلاثاء هو الهجوم المشترك الذي شنته قوات سعودية وأخرى يمنية على الأودية والتباب المجاورة لجبل "الرميح"، والذي تمت مهاجمة الفلول الحوثية فيها من محورين، واستمرت المعارك فيها منذ ساعات الصباح الأولى وحتى حلول المساء.. وتؤكد المصادر أن معاركاً عنيفة دارت، اقتحمت خلالها القوات المهاجمة عدداً من التباب التي كان يتحصن فيها الحوثيون، وباشرت عمليات تمشيط واسعة، وأن عشرات الحوثيين سقطوا بين قتيل ومصاب خلال هذا الهجوم- الذي يعد الأكبر خلال شهر.. وتفيد المصادر أن عمليات التمشيط توقفت قبيل حلول المساء بقليل، غير أن اشتباكات تجددت في ساعة متاخرة من الليل بمنطقة جنوب غرب "الرميح" ترجح أن مجاميع حوثية تحاول استعادة أحد مواقعها في تلك الجهة، ولم يعرف بعد ما اسفرت عنه تلك الهجمة. كما شهدت الجبهة السعودية اشتباكات أخرى، كانت الأشد بينها الهجوم الذي نفذته وحدة عسكرية سعودية قرب جبل "الدود" واستغرق لحوالي أربع ساعات من المواجهات المتواصلة.. بالاضافة إلى اشتباكات أقل حدة شهدتها المنطقة الحدودية مع "المنزالة" من جبهة الملاحيظ، وكذلك باتجاه "شدا" من محور "الجابري"، تصدت خلالها القوات المرابطة لفصائل حوثية ظلت تكرر محاولاتها للحصول على موطيء قدم متقدم.. هذا وشهدت عمليات الثلاثاء العديد من الطلعات الجوية اليمنية والسعودية التي تم خلالها قصف تجمعات مسلحة للحوثيين، ومركبات، وتحصينات تم استحداثها مؤخراً..