اليمن يئن من أوجاع كثيرة, أقتصاد هش وأوضاع أجتماعية متردية بتردي الخدمات والبنية التحتية التنموية, ولم يقتصر الأمر على هذا بل يواجه القاعدة وهو ما يسميه بالمصطلح الدولي بالارهاب، ويتصدى للتمرد في الشمال والمتمثل بفتنة الحوثي، وعلى نوبة حراكات متعددة التسميات ذات هدف واحد وهو فك الارتباط- كما يقولون- أو الأنفصال, ولم يترك القراصنة متنفساً لليمن حيث ان لهم نصيب كبير من مجريات الأحداث التى زادت الطين بله.. ومع كل هذا فأن لكل محافظة معاناتها الخاصة فتعز ترزح تحت وطأة المرض القاتل والضنك الفاتك بأرواح أبناء الحالمة, ولكل مواطن مطلبه في لقمة العيش الكريم من أنبوبة الغاز التى باتت منعدمة وحتى رغيف الخبز ليسد جوعه ولا يبالي بالرفاهية أو الكماليات.. كل هذه المعطيات جعلت اليمن أمام الرأي العام الدولي بلد فاشل وليس كما وصفه الوزير اللوزي بأنه أخذ مكانته الدولية المرموقة لتسلط عليه الوسائل الأعلامية الدولية.. المحزن والمضحك أن الرئيس الإيراني صرح بأن السعودية تتدخل في شؤون اليمن وجاءه الرد السعودي من وزيز الخارجية سعود الفيصل بأن إيران هي من تتدخل في شؤوان اليمن, وكون الأثنين هما على جادة الصواب فكليهما له يد في التدخل بشؤون اليمن والتأثير بتنمية وإستقرارة, وكليهما سعى لتدمير اليمن ووحدتة وأمنه.. بين كل هذا الشتات والتخاذل الكبير لدور الأحزاب السياسية عن دورها الوطني الذي يجب القيام به بعيداً عن مطالبها السلطوية, وفي ظل ترقب وصمت ينتابةه الخوف من قبل المواطن العادي وهو لا يحرك ساكناً ويكتفي بسماع الأخبار عن فنوات أخرى غير اليمنية ليعرف مصير وطنة وأخر المستجدات على الساحة السياسية والعسكرية.. كل هذه الظروف جعلت بريطانيا تكرر الدعوة لمؤتمر لندن بشأن اليمن كما حدث في السابق مع أفغانستان, وهنا دخلت اليمن منعطف دولي جديد سلبي في حسابات الكثيرين ليس لكون اليمن في قائمة الدول التى تشكل خطورة على المجتمع الدولي وأمن أمريكا القومي، بل لأن اليمن قد يعود مجدداً إلى السيادة الدولية أو الوصاية كما أنه بهذا يسمح للمجتمع الدولي بالتدخل في شؤونة تحت ذريعة القاعدة ومحاربة الأرهاب كما حدث وتدخل الطيران الأمريي في ضرب أهدافه على الأراضي اليمنية.. لست مع القاعدة ولا بصدد الدفاع عن الأرهاب– أنا في صف الوطن- غير أني لا أجد مبرراً لأن تضرب القاعدة على يد الأمريكان ويتدخل الجيش السعودي لضرب الحوثيين بحجة الدفاع عن أراضيه التى هي بالاصل اراضي يمينة وكل أبناء اليمن يعلم هذا.. المواطن اليمنى يجيد التعامل مع السلاح وأن كان ينقصه قليل من التدريب على أحدث الأسلحة فهذا ما يجب أن يكون ويزود الجيش اليمن بالمعدات والسلاح العسكري لينفذ هو هجماته ضد من يخربون الوطن ويسعون لتدميره, وهنا سنجد الشعب يتعاطف مع الجيش اليمني لا العكس.. من يتتبع أوضاع اليمن يجدها في حالة من الأنفلات والاستنفار, ولم تصل إلى هذا الوضع إلا نتيجة تراكمات وترسبات سياسية وإجتماعية ودينية مذهبية شكلت في رمتها الضغط الذي أودى بالوطن في أنفجاره الى مشاكل كثيرة لا قبل لنا بها ولا نحن قادرون على مواجهتها، في وطن لم يوفر بعد الطاقة الكهربائية لأنارة منازل مواطنة.. وطن لا يتحمل أن يضرب في سياحته ويتراجع في تنميته ويتخلف في تعليمه, ولا يقوى على مواجهة الصحة والفقر والبطالة والامية.. وطن بقتقد فيه أبناءه لمن يذكرهم به, ويزرع فيهم حبه, حتى لا تجمعهم به المصالح, بل الانتماء الروحي الوطني حتى تصبح الهتافات له وبأسمة.. إذا هل سيكتفى مؤتمر لندن بمناقسة الأرهاب وهو لا يعرف أصوله ولا يتطرق لنشأته وبداية تكوينه؟؟ هل سيكتفى المؤتمر بمنح اليمن مبلغ من المال تعزز به تنميتها أو بالاصح تزيد من رفاهية مسئوليها؟؟ أن مؤتمر لندن لن يغير من وضع اليمن كما يتصور البعض، بل سيكون عبء أخر يدفع ثمنة المواطن الذي يسدد فواتير كثيرة لا نعلم مستهلكيها ولا أين يذهب ريع السداد.. [email protected]