قال وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي ان المبالغ التي خصصها مؤتمر لندن للمانحين عام 2006 لدعم التنمية في اليمن لم يتعدى الصرف منها 15 % بسبب إشكالية تتعلق بألية العمل في اليمن والصناديق والدول المانحة. وأضاف القربي في حوار مع قناة العربية مساء اليوم الثلاثاء ينشر الوطن معظم ما جاء فيه ان اجتماع نيويورك يأتي لمتابعة ما تم منذ اجتماع لندن في يناير هذا العام وسيكون لمدة ساعتين فقط يتوقع ان يخرج بتوصيات مهمة عن كيفية الذهاب الى مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض المقرر عقده في ديسمبر او بداية يناير القادم حيث هذه التوصيات ستترجم الى اليات عمل تعالج بعض اختلالات اليات عمل مؤتمر لندن للمانحين لتمكين اليمن من الاستفادة من مخصصات المرصودة . وقال القربي ان اليمن أبلغت المانحين أنها لا تريد ان تسلم الأموال لها ولكن يأتي المانحين للتعرف على أولويات الخطط التنموية ويقوموا بتنفيذ هذه المشاريع دون تدخل لتسريع وتيرة الاستفادة منها على ارض الواقع. وأكد القربي ان المانحين لو اتو إلى اليمن ونفذوا مشاريعهم وخلقوا فرص عمل وحسنوا من الأوضاع الاقتصادية في البلد ستخف الأزمات التي تعيشها اليمن بسبب البطالة والدخول المتدنية للمواطنين. وحول الإرهاب وتراجع الاستثمارات قال القربي ان الأوضاع الأمنية تقلق المستثمرين وجعلت الكثير منهم يؤجلوا كثير من المشاريع الاستثمارية التي كانوا أعلنوا عن تنفذيذها . وتحدث القربي عن ان هناك ادراك وقناعة من المجتمع الدولي والمحيط الخليجي ان استقرار اليمن يهم كل المنطقة لقرب اليمن من مناطق النفط وذلك يجعلهم يسهموا مع اليمن في مكافحة الارهاب والعمل على إعادة الاستقرار فيها. ولفت القربي الى ان الدور الخارجي في العمل السياسي ينحصر في الدفع بالاطراف الى قاعة الحوار وان ما يجري بين الاطرف داخل قاعة الحوار شأن يمني محكوم بالدستور والقانون والتوافقات بين الاطراف اليمنية. وعن المشاركة الأمريكية في الحرب على الإرهاب قال القربي ان اليمن لا تنكر مشاركة واشنطن في الحرب على الإرهاب والحكومة اليمنية قد أعلنت الحاجة الى دعم لمكافحة الإرهاب يتمثل في وسائل النقل الجوية والتدريب والعتاد لكن القرار في ضرب القاعدة قرار يمني وتنفذه اليمن. وحول استعادة سجناء اليمن في غوانتانامو قال القربي ان اليمن لا يمكن ان تنقل سجن غوانتناموا من كوبا الى اليمن وسيتم التعامل مع من يسلم من اليمنيين حسب القانون والدستور معتبرا التأهيل ضروري للعائدين متحدثا عن خلاف حول هذه النقطة مع الجانب الامريكي حيث لا يجب ان يقتصر مركز التأهيل على ان يكون سجن بل مركز يعالج التأثيرات النفسية التي يعيشها السجناء وقال ان المفاوضات مع الجانب الامريكي حول هذه القضية توقفت بعد رحيل ادارة بوش. وحول انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي قال وزير الخارجية ان الانضنام ليس قضية القرن واليمن قدمت الطلب قبل 15 سنة والذي يهم الان ليس البحث في قضية تحتاج الى وقت للوصول إليها ولكن البحث في خطوات عملية توصل الجميع إلى هذا الهدف. وقال القربي ان المواقف اليمنية والخليجية متطابقة بخصوص رفض تكدس السلاح النووي في المنطقة لأنه لا يخدم احد ودعا الى توظيف إيران وكل دول المنطقة الإمكانات للتنمية الاقتصادية بدلا عن السعي الى سباق تسلح يهدد الاستقرار . وعن موقف اليمن في حال ضربت إيران موانئ خليجية فيها قواعد أجنبية قال القربي أن هناك اتفاقية دفاع عربي مشترك يجب تفعيلها واليمن احد أركان هذه الاتفاقية . وحول الدعم الايراني للحوثيين قال القربي ان تواصل مع الإيرانيين أكثر من مرة ذهب فيها الى طهران برسائل من الرئيس وكان يهم اليمن ان يدرك الاخوة في ايران ان اليمن عاش قرون طويلة لا يعرف صرعات مذهبية لان الشرارة اذا انطلقت ستطال كل المنطقة . وأضاف القربي ان الجانب الإيراني أكد انه لم ولن يتدخل في الشأن اليمني منوها الى الى ان اليمن طلب من الحكومة الإيرانية ان تحيد الإعلام الإيراني الذي تحول الى ناطق باسم الحوثيين إضافة إلى أن هناك دعم من حوزات داخل إيران للحوثيين وعلى إيران إيقاف هذا الدعم. وحول الحوار مع الحراك الجنوبي قال القربي ان عناصر الحراك الجنوبي مدعويين للحوار والدعوة مفتوحة للجميع شرط التحاور عن معالجات وليس عن انفصال. ونفى القربي ان تكون اليمن تقدمت بطلب تسليمها شخصيات يمنية في الخارج تطالب بالانفصال لانه لم يثبت وقوفهم وراء اعمال تخريبية قامت بها بعض عناصر الحراك في الاونة الاخيرة وعبر عن أمله ان يسوي الحوار بين القوى السياسية المظالم المشروعة من خلال اتفاق المتحاورين. وتحدث القربي ان دعم خارجي للحراك يأتي من مجموعات في الخارج منها المتضررين من حرب الانفصال التي وقعت صيف 94 .