في كل عام تطل علينا كذبة كبرى اسمها جائزة أفضل 20 شركة في اليمن, وتقوم ما يعرف بمؤسسة المستثمر باختيار مجموعة من الشركات العاملة في السوق اليمنية وتوزيع الجوائز عليها دون تحديد ادنى شروط او معايير تبرر اختيار تلك هذه الشركة او تلك للفوز بالجائزة. ومن المفترض ان يكون لجوائز مثل هذه مجلس أمناء من كبار الاقتصاديين والأكاديميين في اليمن, بالإضافة إلى فريق من الباحثين المختصين الذي ينفذ الدراسات الميدانية ويجمع المعلومات الخاصة حول الشركات للفوز بكل جائزة, وطرح تلك الدراسات أمام الشركات ووسائل الإعلام بهدف التحفيز على التنافس الخلاق بين الشركات لتصحيح الاختلالات باعتبار ذلك هو الهدف الأسمى لمثل هذه الجوائز. ولا شك ان منح تلك الجوائز وفق شكلها "الهرجلي" الحالي وبيع الجوائز لمن يدفع أكثر يصيب الاستثمار في اليمن بمقتل خصوصا وان كبار رجالات الدولة من وزراء ومسئولين قد وقعوا في فخ توزيع تلك الجوائز و ويعكس صورة سلبية من العشوائية الرسمية التي تنجر وراء بريق زائف. الحفل الأخير كان برعاية رسمية من رئيس الوزراء دولة الدكتور علي مجور الذي وقع في فخ توزيع تلك الجوائز تم توزيع الجوائز على 20 شركة دون طرح تساؤل مشروع وبرئ: كيف تم اختيار هذه الشركات للفوز؟ لان النجاح لا يمنح بالجوائز بل النجاح هو من يصنع الجوائز .. ولا يمكن تسمية مثل هذه الجوائز سوى ضحك على الذقون. للاسف الشديد، لم يكن الدكتور مجور أول من يقع في "فخ الجوائز"، فقبل اسابيع قليلة كان وزير الاتصالات المهندس كمال الجبري هو "الصيد الثمين" لجائزة المواقع الالكترونية التي أطلقتها "أكاديمية الانترنت"، والتي حسمت نتيجتها بمشاركة (5%) خمسة بالمائة فقط من إجمالي المواقع اليمنية، والتي سجلت مهزلة غير مسبوقة في عالم الاعلام الالكتروني بعد أن فازت مواقع لا يتجاوز عدد زوارها مدير الموقع فقط وأحيانا حتى هو لا يدخلها..!