هوى اليمن ندانى ... بخافقى لبيت وأنا لكل يمانى ... بورد شوقى جيت بتلك الأبيات المقتطفة من نشيد الطفولة، ترنمت شفتاي في وصف حال أبناء الجالية اليمنية في قطر يوم قرروا المشاركة بجناح يمني في أنشطة القرية التراثية التي أقامتها جامعة قطر... كما الأطفال تفجرت فرحتهم، وفاض الحب في عروقهم.. كما الأطفال لحظة يرتمون بأحضان أمهاتهم وترفرف قلوبهم حنيناً، ووجداً، لعناق حميم.. كما الأطفال اختطفنا عشق الوطن الحبيب من غربتنا، وصار كل منا يتغنى باسم اليمن..!! (ثقافات متعددة، قرية واحدة، مستقبل واحد) كان ذلك هو شعار "القرية التراثية"، التي دأبت جامعة قطر على إقامتها سنوياً بهدف التعريف بالإرث الثقافي والحضاري لدول طلبة جامعة قطر، وذلك من خلال أجنحة الدول المشاركة، وفعاليات فلكلورية، وعروض أزياء، وبرامج ثقافية مصاحبة تعكس رؤيتهم لتقاليدهم وقيمهم الثقافية المختلفة. وفور تلقي طلبة الجالية اليمنية دعوة المشاركة بادروا بتدوين الأفكار والمقترحات لكيفية إنشاء الجناح اليمني بحيث يكون ترجمة لمكانة اليمن وقيمتها التاريخية كمهد للحضارات وكأصل للعروبة ووطن للوحدة، وكيف لهم أن يترجموا حبهم لوطنهم وولائهم له ولشعبة المكافح وأرضه الطيبة المعطاء.. تضافرت جهود الجميع، وبدأ الطلاب والطالبات بالتعاون مع رئيس الجالية اليمنية في قطر الأستاذ/ زين محسن المرقب بتحضير الأدوات اللازمة من حلي تراثية وملابس فلكلورية، ومصنوعات يدوية خزفية، وبنرات إعلانية لمناظر طبيعية ساحرة من اليمن ليعرضوا جزء من تراث وروعة اليمن .. وقد أشرف على تنسيق جناح الطلاب في مبنى البنين الطالب/ زين اليهري، وأشرفت على جناح الطالبات في مبنى البنات الطالبة/ نوره السوادي، بمشاركة العديد من طلاب وطالبات الجالية اليمنية في جامعة قطر. انطلقت الفعاليات بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري- وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الأستاذة الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند، رئيس جامعة قطر، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في دولة قطر، بالإضافة إلى عدد كبير من المسئولين وأعضاء هيئة التدريس وطلبة جامعة قطر. نكهة البن اليمني التي تسحر الأنوف على بعد مسافات شاسعة، كانت دليل القرية التراثية لبيت الكرم اليمني الشهير، الذي أقامه الطلاب والطالبات، وعنواناً للأصالة العربية، وبشيراً يرحب بضيوف القرية على مرمى الأنظار.. جناح البنين ضم مجسماً رائعاً لعرش بلقيس (معبد الشمس)، ومجسماً بسيط لقصور شبام الشاهقة، قام بتصميمهما الطلبة اليمنيون المشاركون في الجناح، وقد توشحت واجهة عريضة من الجناج بعلم الجمهورية اليمنية، الذي تم تصميمه من الفلين لإضفاء خصوصية، وجمال على المنظر العام. كذلك احتوى الجناح على معروضات متنوعة تعكس ثراء وغزارة الموروث اليمني، حيت تم عرض مجموعة من الجنابي بأشكال وألوان مختلفة، وقد تم عرض جنبية ثمينة يصل سعرها إلى ما يقارب 15 ألف دولار أمريكي.. كما تم عرض عملات يمنية مختلفة، وبوسترات لمناظر طبيعية خلابة، وعدداً من المجسمات التي تعكس مدى حرفية وبراعة الإنسان اليمني في التصميم والبناء، حيث تم عرض مجسمات لكل من: دار الحجر، قصر سيئون، وباب اليمن، وغيرها من المعالم الحضارية اليمنية. وارتدى الطلاب الملابس اليمنية التقليدية، التي تمثل المحافظات اليمنية المختلفة مثل المعوز والجنبية والكوت والعصبة بألوان وأشكال متعددة. وسجل الفلكور اليمني الثقافي حضوره بامتياز، حيث تنوعت الفعاليات من غناء ورقص وزوامل وقصائد شعرية وإنشاد ديني.. وقدم الطلبة أنواعاً مختلفة من الرقص الفلكلوري اليمني كالرقص اللحجي، والسمره، والسامبا اليمنية.. وهو ما أجج جذوة تفاعل الجمهور بدرجة كبيرة، والذي شارك الطلاب برقصاتهم.. ليحصل بذلك الجناح اليمني على جائزة ثاني أفضل عرض فلكلوري في الفعالية. فعاليات قسم البنات بدأت الحكاية هنا بطريقة مختلفة بعض الشيء، كلمات حانية ومشاعر رقيقة تضمنتها دعوة مزينة لحضور احتفاليات الطالبات في الجناح اليمني في قسم البنات.. يا أيها اليمن السعيد تحية نشدو بها التاريخ من ماض الزمن يا أرض بلقيس الكفاح يا أرض حمير يا قبائل ذي يزن يا سادة الأيام يا من حطموا إيوان كسرى يوم أقبل بالسفن يمن لأن اليوم والإيمان في تلك الوجوه فبنورها يجلو الحزن تضمن جناح الطالبات أنواعاً من المصوغات الفضية التي دأبت المرأة اليمنية على التزين بها وأصبحت علامة مميزة لها والتي لا يكتمل جمالها إلا بمخالطتها لملبوسات التراث اليمني بألوانها المبهجة وحياكتها المميزة، فكونت لوحة تراثية جميلة استوقفت جميع زوار الجناح وأبدوا إعجابهم بها. وقامت الطالبات بصنع مجسم للمطبخ اليمني القديم حيث كانت النساء تستخدم الحطب في الطهي مما يكسب الطعام نكهة خاصة وطعم مميز، ويعكس كذلك جزء من موروثنا الثقافي. وكان للأمهات اليمنيات بصمات واضحة تمثلت في تزويد الجناح اليمني بما لذ وطاب من المأكولات اليمنية التقليدية التي تهافت عليها زوار الجناح على مدى أيام العرض. وقد تفضل مشكوراً رئيس الجالية اليمنية في قطر الأستاذ/ زين محسن المرقب بتسليم درعاً تذكارياً يمنياً لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، عرفناً وتقديراً له على زيارته الجناح اليمني، ودعمه للطلاب ولأنشطة الجالية في مختلف المناسبات والفعاليات. وفي الختام لا يسعنا سوى التقدم بالشكر الجزيل للأستاذ/ زين المرقب رئيس الجالية اليمنية لما قدمه من مساعدات قيمة لإنجاح هذه الفعالية ولدعمه المستمر لأبناء الجالية في شتى الأنشطة والمناسبات الاجتماعية والاحتفالية، والشكر الجزيل كذلك لأبنائنا من طلبة جامعة قطر الذين بذلوا جهوداً جبارة لإظهار صورة مبهجة ومشرفة عن اليمن والإنسان اليمني سواء في إعدادهم للأجنحة وتكاتفهم في سبيل تجهيزها بالشكل المطلوب ليترجموا فعلياً مدى حبهم وافتخارهم بأمهم اليمن وليؤكدوا ببصمات واضحة مدى ترابطهم وتوحد أفكارهم وجهودهم السامية في سبيل رفعة وإعلاء راية اليمن الموحد. • الطلبة المشرفون على جناح البنين هم: زين محسن اليهري، سفيان عبد الآله السعدي، محمد عبد السلام السريحي، صالح الحاصل، محمد علي اليزيدي، محمد صالح العنسي، أحمد حنش اليزيدي، أحمد محمد الراجحي، حسين صلاح السنيدي، بليغ السعدي، عمر عز الدين. • المشرفون من مجلس الجالية هم: علي سعيد اليهري و عبد الله السعدي • الطالبات المشاركات في جناح البنات هن: نوره السوادي، سلوى عبد الله، هدى الصيفي، أسماء الصيفي، أمل اليافعي، فاطمة الصيفي، إيمان الشرفي، فاطمة السوادي، صفاء العامري، سماح الحدي، سناء أحمد، عائشة علي، أماني أحمد، حنان الطيري، مها الحسن، وزيرة خالد ، ابتسام، عايدة، وفاء العامري، مجيدة النوبي، إلهام اليهري، ريم علي.