من الصعب المرور، مرور الكرام، كما يقولون، من غير وقفة متمعنة في ذلك الحب العميق، الذي يربط المخلوقات بديارها. هناك آلاف القصص عن عودة الناس إلى ديارهم بعد غربة تكاد تنسي المرء موضع رأسه. وآلاف الحكايات عن تعلق الحيوانات بأصحابها ومقرات تربيتها وطفولتها. ويا له من أمر عجب. و«أمير الشعراء» أحمد شوقي، انتبه لعلاقة الوطن الفريدة، فقال على لسان طائرين أسيرين: «هَب جنة الخلد اليمن... لا شيء يعدل الوطن».. وأمس نقلت الوكالات خبرا مفاده بأن غيلما (ذكر سلحفاة) أخضر اسمه «ريفز» أمضى عاما يتعافى في حديقة للأسماك، بعدما تقطعت به السبل على شاطئ نيوزيلندي سبح 500 كيلومتر عائدا لموطنه، عقب إطلاق سراحه في البرية. وأفادت صحيفة «نيوزيلاند هيرالد» أمس، بأن الحياة الجيدة التي كان يتغذى فيها ذكر السلحفاة على وجبات من الحبار وبلح البحر والسمك، خلال تعافيه في عيادة بحرية في حديقة كيلي تارلتون لعالم البحار في أوكلاند، جعلت من الصعب عليه أن يستسلم. وحسب «د.ب.ا»، فقد أطلق سراح ذكر السلحفاة الصغير، الذي يزن 22 كيلوغراما في البحر عند ميناء بارينجارينجا في أقصى شمال البلاد، يوم الاول من مارس (آذار) الماضي، حاملا معه شارة على اتصال بقمر صناعي قام بتركيبها الباحث دان جودوي، الذي يدرس الكائنات المعرضة للخطر. وكان جودوي قد عثر على السلحفاة وسماه «ريفز»، وهو اسم بطل أفلام سوبرمان كريستوفر ريف، نظرا لروحه القتالية على بعد 500 متر من حديقة كيلي تارلتون. وقال جودوي، إن أي نوع من أنواع السلاحف السبعة في العالم، والتي جميعها مصنفة بأنها معرضة للانقراض أو تقل أعدادها بشكل حاد غير معروف أنها تتخذ من مياه نيوزيلندا موطنا لها، وأن ما يعثر عليه يكون قد ضل طريقه خلال رحلة هجرة.