يتجدّد الموعد يوم الجمعة 23 ابريل/نيسان الجاري مع "معرض تونس الدولي للكتاب" الذي يأتي هذه السنة محمّلا بالعديد من الفعاليات المميّزة والمواعيد الثقافية الكبرى التي ستؤثثها وجوه لامعة في عالم الكتاب والأدب والثقافة ودور نشر من مختلف أنحاء العالم. وككلّ سنة في مثل هذا الموعد من شهر ابريل/ نيسان، يزهر ربيع الكتاب في تونس حيث تنطلق الدورة الثامنة والعشرون لمعرض تونس الدولي للكتاب، بإشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، من 23 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية يوم 3 مايو/آيار القادم، جزءا كبيرا من اهتمامها، دورة جديدة تعد بأن تكون مميزة على غرار سابقاتها. وتحفل هذه الدورة بكلّ أصناف الكتب في مختلف المجالات المعرفية الأدبية والفكرية والدينية والقانونية والاكاديمية والعلمية وكتب الأطفال. وأكد مدير المعرض أبو بكر بن فرج، خلال ندوة صحفية التأمت بالعاصمة التونسية، أن هذه المعرض، الذي من المنتظر أن يتجاوز عدد زائريه ال200 ألف زائر، سيحافظ على تقاليده التي درج عليها منذ سبع وعشرين دورة وأهمها انفتاحها على سائر ثقافات العالم وذلك من خلال حضور عشرات الآلاف من العناوين. ويسجّل حوالي 34 بلدا حضوره في المعرض الذي سيحتضن أكثر من ألف ناشر و328 عارضا من كبرى دور النشر العربية والعالمية، من بينهم 280 ناشرا و52 عارضا يشاركون للمرة الأولى؛ وتتصدر فرنسا طليعة قائمة الناشرين بحضور 447 ناشرا. ومن أبرز الدول المشاركة مصر وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وليبيا كما ستشارك اسبانيا ب100 ناشر وتحل إيطاليا ب62 ناشرا إضافة إلى مشاركين من كل من انجلترا وبلجيكا وكندا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية فضلا عن حضور 3 ناشرين يمثلون منظمات تعنى بالكتب. ورغم هذا الارتفاع الملحوظ في عدد الناشرين التونسيين والعرب والأجانب، وما سيصحبه من ارتفاع كمّي في عدد الكتب المعروضة وأيضا في عدد الزوّار، نفى أبوبكر بن فرج، مدير معرض تونس الدولي للكتاب، أيّ نيّة في توسيع المساحة المخصّصة للعرض مستقبلا، لأن ذلك قد تترتّب عليه آثار سلبية قد تضرّ بالمهنيين وبالمعرض وبروّاده؛ ثمّ إن الخاصية المميزة لمعرض تونس للكتاب لا يتأتّى من حجم المساحة التي يحتلّها بل من الجانب النوعي والانتقائي الذي يعتمده المعرض في اختياره لدور النشر والضيوف ومواضيع الندوات ليكون بحق من أهم المعارض على الصعيد العربي ومن أكثرها انفتاحا. وككلّ دورة، يأتي البرنامج الثامن والعشرون لمعرض تونس الدولي للكتاب ثريّا كمّا وكيفا؛ برنامج يسعى إلى مواكبة الأحداث الثقافية داخل تونس وخارجها، حيث ستصاحب فعاليات المعرض العديد من الأنشطة الفنية والأدبية يشارك فيها العديد من الأدباء والفنانين والمفكرين العرب والعالميين البارزين، من بينهم الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي ستلتقي بقرائها للحديث عن أحدث ابداعاتها "نسيان دوت كوم" وعن تجربتها الأدبية عموما في إطار فعاليات اليوم الثاني للمعرض؛ وسيكون لعشّاق الرواية المصرية موعد مع صاحب الرواية المثيرة للجدل الحاصلة على جائزة البوكر 2009، "عزازيل" وكاتبها يوسف زيدان. وسعيا إلى تحقيق مزيد من الانفتاح على ثقافات العالم، خاصة الثقافات المختلفة عن الثقافة العربية، تفرّدت هذه الدورة عن سابقاتها بأن تضمّنت ركنا خاصا جديدا جاء تحت عنوان "كاتب من العالم"، سيكون في شكل لقاءات بكتّاب من آفاق وحضارات مختلفة. وسيفتتح هذا الركن الجديد الكاتب الصيني "ليوسينغ لونغ" الذي يعدّ أحد روّاد الرواية الحديثة في الصين. وسيكون حاضرا أيضا الأديب الحائز علي جائزة غونكور1990 جون روود الذي ينشر أعماله في دار "غاليمار" العالمية، وفاروق ماردان باي مدير مجموعة "سندباد" للنشر وأوليفي باروت المنتج بقناة "تي في 5" الفرنسية. وككل دورة سيكون للشعر نصيب وافر في الدورة الثامنة والعشرين من خلال قراءات شعرية تؤثثّها نخبة من ألمع الشعراء والشاعرات العرب على غرار الشاعر البحريني قاسم حداد والشاعرة الإماراتية ميسون صقر القاسمي والشاعر المصري أحمد الشهاوي وشعراء آخرين من ليبيا والبحرين ومصر وفرنسا وبلجيكا وعدد من الشعراء التونسيين الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في الدورات الماضية. وتدعيما للصلات الثقافية التي تربط بين تونس وجارتها الشقيقة الجماهيرية الليبية سينتظم لقاء متميّز تحت عنوان "الأدب الليبي في عيون تونسية"، يتولى فيه عدد من أبرز الكتاب والنقاد التونسيين تقديم قراءات مختلفة حول بعض الأعمال الإبداعية بأقلام ليبية معاصرة، في الرواية والقصة والشعر.. ويرعى هذا التواصل الثقافي التونسي الليبي مجلس الثقافة العام بليبيا الذي سيكون حاضرا هذا العام في المعرض بجناح مميز. وإلى جانب هذه الندوة سيكون هناك موعد هام مع ندوات أخرى منها الندوة الدولية للدورة الثامنة والعشرين وعنوانها "الكوني والمحلي في الابداع"، وستنتظم بالتوازي مع أشغال الندوة الدولية، أمسية أدب الشباب التي ستختتم بإسناد جائزة معرض تونس الدولي لأدب الشباب؛ كما سينتظم يوم دراسي حول القصة القصيرة بعنوان "نهاية الحلم أم استعادة البريق" وذلك بالتعاون مع نادي القصة واتحاد الكتّاب التونسيين..، إلى جانب ندوة أخرى عن "الكتاب في وسائل الاعلام"، ودعيت إلى المشاركة في أشغال هذه الندوات أسماء تونسية وعربية وأجنبية. ولأول مرة منذ انطلاقه ينضّم "معرض تونس الدولي للكتاب" حفلا فنيّا ساهرا، خارج فضاء معرض الكرم الدولي، تحييه الفنانة اللبنانية "جهدة وهبي" التي سيتضمّن برنامجها الغنائي تقديم نصوص لضيفة المعرض الكاتبة العربية الجزائرية التونسية النشأة أحلام مستغانمي. وكما افتتح المعرض في دورته السابقة باطلاق الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة، سيختتم دورته الثامنة والعشرين بإعلان اختتام هذه الاستشارة التي استمرّت على مدى سنة كاملة، وسيتمّ خلال في لقاء يلتئم يوم 28 أبريل/نيسان بإشراف وزير الثقافة والمحافظة على التراث ومشاركة كل المهتمين بقطاع الكتاب من مؤسسات وهياكل ومنظمات ومثقفين واعلاميين وقراء، للاطلاع على نتائج الاستشارة وخلاصة عمل سنة كاملة. العرب اون لاين