أغلق بيت الموروث الشعبي بصنعاء أبوابة اعتبارا من الخميس 6 مايو 2010م إثر مخاوف انهيار مبناه على رؤوس العاملات فيه وزواره ومحبيه ومقتنياته ومفرداته. فبعد مضي أكثر من ستة أعوام على مشوار المعاناة، ومغامرة الانجاز ومحاولة عرض وإبراز تراث التنوع والتعدد في اليمن، لم يعد بمقدور المبنى المتهالك الصمود بوجه موجة الأمطار الشديدة التي كان تأثيرها قوياً على البيت، وبالغا على معروضات البيت من تحف وأزياء وصور وكتب، علاوة على أسلاك الكهرباء التي أصبح وضعها حرجا للغاية. وقالت إدارة بيت الموروث- الذي أنشأته الكاتبة والباحثة المبدعة أروى عبده عثمان: أنه وحتى لا يتهدم البيت بما فيه وعلى من فيه اضطررنا آسفين إلى اغلاقة بوجه الزائرين والباحثين والطلاب مؤكدين أن برامج البيت وندواته وإصدارته وكل مايتصل بنشاطه البحثي سوف يستمر، وإن أغلق البيت بما هو متحف ومزار ثقافي و سياحي إلى حين .. وعبرت إدارة البيت عن بالغ الأسف تجاه تخاذل الجهات الحكومية والأهلية المحيطة بالمحنة التي تحيق بالبيت منذ أكثر من عامين وتراجعها عن دورها ووعودها بإسناد البيت ومساعدته للخروج من محنته رغم المناشدات ولقاءات التضامن الداخلية والخارجية وأهمها الاجتماع التضامني لسفراء دول الاتحاد الأوروبي حين تنادوا يوم الأربعاء بتاريخ 21 اكتوبر2009 إلى مقر البيت وعقدوا مؤتمرا صحفيا ورفعوا رسالة موجهه إلى فخامة رئيس الجمهورية ناشدته التدخل لإنقاذ بيت الموروث بتوفير مقر يتسع لمقتنياته ويستوعب انشطته ومكانته التي تقدم صورة يمن التنوع والتعدد المتاحة للقراءة والحوار مع العالم. وورد في كلمتهم: "... تدعو البعثة الأوربية رئيس الجمهورية اليمنية، والحكومة اليمنية وأي سلطة مختصة أخرى لتقديم دعمها لهذه المؤسسة الهامة جدا. واحد القضايا الأكثر إلحاحا هو ضرورة وجود مبنى ملائم ومناسب لبيت الفولكلور لتتمكن من اقامة تنظيم أفضل للمتحف المتنوع لجميع المحافظات اليمنية، فضلا عن الموظفين اللازمين لتشغيل البرامج والمبادرات الأخرى، وسيكون أعضاء البعثة الأوروبية سعداء للمشاركة في افتتاح مركز المتحف الجديد في المستقبل ، والتي أصبحت أكثر أهمية وأكثر إلحاحاً". وفي الوقت الذي عبر البيت عن شديد الأسف تجاه الجهات الحكومية التي أطلقت الكثير من التصريحات والوعود لمساعدة بيت الموروث ولم تنجز وعودها، فقد توجه بالتحية المقرونة بالشكر والامتنان لكل من سعى لمساعدته وإنجاده مشيدا بتفاعل وزير الدولة أمين العاصمة / عبد الرحمن الاكوع، ذلك انه بالرغم من أن تلك الجهود لم تحقق النتيجة المرجوة لكنها جديرة بالثناء والإعزاز ويكفي أنها عبرت عن حسن نية وعكست تفهماً وتقديراً طيبين لدور بيت الموروث الشعبي. وأكدت ادارة بيت الموروث: أننا اضطرارنا لإغلاق البيت قد جاء بعد أن استنفذنا كافه السبل، وطرقنا الكثير من الأبواب ولكننا لن نستسلم وسوف يظل باب الأمل مفتوحا فالمستقبل كفيل باتاحه المخارج والفرص والإمكانيات والإرادات المسئولة والقادرة على المساعدة في أن يكون لموروث التنوع بيتا في صنعاء وفي عدن وفي تعز أو ذمار، أو حضرموت، في الداخل أو الخارج. لان الحاجة لحفظ هذا الموروث وحمايته تعادل حاجتنا للدفاع عن حقنا في الحياة والوجود على الأرض، وبإسماع صوت التنوع والتعدد والاختلاف، بما هو صوت الحياة.