لاقى "مؤتمر الإسلام" في ألمانيا الذي بدأت فعالياته الاثنين في برلين تحت إدارة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ردود فعل متباينة. وقالت مفوضة الحكومة الألمانية لشئون الاندماج ماريا بومر، التي شاركت في المؤتمر، في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة الثلاثاء: "مؤتمر الإسلام دخل الآن في مرحلة عملية جديدة". ودعت بومر إلى تعزيز الحوار مع المسلمين في ألمانيا حتى على مستوى المحليات من خلال عقد مؤتمرات إسلام صغيرة تشارك فيها المساجد. وفي المقابل وجه أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض انتقادات للمؤتمر، خاصة بشأن اختيار المشاركين فيه. وقال مفوض شؤون الاندماج للكتلة البرلمانية للحزب أيدان أوزجوز:"الحكومة الألمانية ووزير الداخلية دي ميزير أضاعا فرصة الدخول في حوار مثمر مع المسلمين والمنظمات الإسلامية في ألمانيا". وذكر أوزجوز أنه بسبب سياسة الدعوة إلى المؤتمر التي اتبعها وزير الداخلية تم تهميش موضوعات مهمة مثل تدريب مدرسي الدين الإسلامي في الجامعات الألمانية والعداوة للإسلام والمكافحة المشتركة ضد التطرف. وكان المؤتمر قد اتفق خلال اجتماعه الاثنين على برنامج العمل. ويهدف المؤتمر إلى تطوير مشروع نموذجي لمحاضرات الدين الإسلامي في جميع أنحاء ألمانيا. ويعتزم المؤتمر إجراء دراسة لتوضيح العوامل التي تلعب دورا في التمييز في التعامل بين النساء والرجال المسلمين. كما يسعى المؤتمر إلى التفريق بين الإسلام والعناصر الإسلامية المتطرفة المائلة للعنف في إطار مناقشة موضوع رهاب الإسلام. وقد أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا مؤخرا أنه لن يشارك في المؤتمر، مبررا قراره بأن المؤتمر لا يصيغ أهدافا محددة. في الوقت نفسه، انتقد المجلس تشكيل المؤتمر واعتبره غير سليم، كما رأى أن الموضوع الملح، وهو العداء للإسلام، لا يتم معالجته بشكل مناسب في المؤتمر. وفي الوقت نفسه قرر دي ميزير عدم مشاركة "مجلس الإسلام" في المؤتمر، بسبب التحقيقات الجنائية التي تجرى حاليا ضد عناصر بارزة في منظمة "ميلي جوروس" التي تعتبر أكبر عضو في المجلس. وينتقد الخبراء أن المشاركين في المؤتمر يمثلون فقط جزءا من الجالية الإسلامية في ألمانيا. يذكر أن "مؤتمر الإسلام" تم عقده أول مرة عام 2006 بناء على دعوة من وزير الداخلية الألماني السابق فولفجانج شويبله بهدف تحسين اندماج المسلمين في المجتمع الألماني. "د ب أ"