يبدو أن كأس العالم في جنوب أفريقيا هذه المرة مختلف تماماً عن سابقيه، لم لا وهو يشهد غياباً مبكراً لأعمدة عدد من المنتخبات التي تفاجأت بذلك وكانت أكثر المتعرضين للصدمة. قبل نحو ما يقارب الثلاثة أشهر، أعلن الطبيب المعالج لنجم الكرة الإنجليزية ديفيد بيكهام عدم قدرته على المشاركة مع منتخب بلاده، وذلك بعد الإصابة الخطيرة التي لحقت به مع فريقه ميلان ضمن مباريات الدوري الإيطالي، ليكون بيكهام أول نجم تفقده بلاده على وجه الخصوص، وكأس العالم ومحبيه بشكل عام. وتعرض المنتخب الإنجليزي لصدمة أخرى لا تقل عن غياب بيكهام، حيث سيغيب عن المشاركة أيضاً قائد فريق مانشيستر يونايتد والدفاع الإنجليزي ريو فرديناند، ليقع المدرب الإيطالي فابيو كابيللو في حرج أكبر، من خلال من سيقف مع جون تيري لسد تلك الثغرة.
الماكينات بلا قائد
ولم يتوقع المتابعون ومترقبو الحدث الأكبر كروياً أن تفقد كأس العالم في جنوب أفريقيا أبرز النجوم دفعة واحدة، فقبل بدء الاستعدادات لكأس العالم، فقد منتخب ألمانيا الدينمو المحرك للفريق و"ترومتره" مايكل بالاك، وهذا في آخر لقاءات الدوري الإنجليزي ليتعرض يواكيم لوف المدير الفني للمانشافت لأقوى صدمة له، قبل إعلانه التشكيلة النهائية، ما جعله يعيد ترتيب حسابات فريقه، وخصوصاً في منتصف الملعب.
اصابة الفيل
المنتخب الإيفواري أو منتخب ساحل العاج، أو كما يطلق عليه الجميع من فترة إلى أخرى منتخب "أصدقاء دروغبا"، بات من المؤكد غياب من هو صديقهم، ونجمهم الأول وقائد فريقه، حينما تعرض لإصابة في جزء من جسمه لم يكن في حسبانه، ولا دخل له بكرة القدم أبداً وخصوصاً مع المهاجمين، وذلك حينما تعرض لكسر في يده في مباراة استعدادية لفريقه تأهباً لهذا المونديال. ولا يعد المنتخب الغاني أقل صدمة من تلك المنتخبات، حيث سيغيب عنه قائده وأفضل لاعب في القارة السوداء لعام 2007 مايكل إيسيان، بالإضافة إلى أسامواه جيان المهاجم الشاب، وهما علامتان فارقتان في صفوف المنتخب الغاني، بالإضافة إلى المونديال "الحزين" إن صح التعبير. آريين روبين، نجم نجوم منتخب هولندا، انضم لقائمة المصابين والغائبين عن كأس العالم، بعد تعرضه لإصابة تسببت في حرمان منتخبه منه، وحرمان محبي كرة القدم كذلك. ولم يكن المنتخب النيجيري أقل من المنتخبات التي فقدت لا عبيها صدمة، حيث تأكد غياب نجم خط الوسط جون أوبي ميكيل، عن كأس العالم.
أزمة البدلاء
ويؤكد المتابعون لكأس العالم، أن المنتخبات التي تشهد غياب نجومها بسبب الإصابات، ستتعرض لأزمة في إيجاد البديل المناسب لسد ثغرتهم، وفي الخصوص في اللقاءات الهامة، التي تعتمد فيها منتخباتهم عليهم. وتخوف المتابعون قبل توالي إعلان تلك الإصابات، من أن تشهد قوائم المدربين استبعاداً للنجوم الذين يجعلون كأس العالم أكثر جذباً وإثارة للنجوم، كما حدث من قبل مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا، والذي لم يستدعي البرازيلي رونالدينهو والمهاجم أدريانو، على الرغم من تألقهما مع فرقهما في الفترة الأخيرة، إلا أن لعنة الإصابات وقفت حائلاً دون الاستمتاع بقوة أولئك النجوم.