تلقت مليشيات البيض الانفصالية أمس الثلاثاء الصفعة الأقوى منذ بداية نشاطها الارهابي في جنوباليمن، وذلك بعد اكتشافها أن سفينة الأسلحة والذخائر التي اشترتها بملايين الدولارات عبر عناصرها في الامارات لم تكن سوى صفقة سلاح فاسدة، وانها وقعت في فخ عملية نصب كبيرة نفذتها قيادات انفصالية مقربة من "البيض" نفسه. مصادر "نبأ نيوز" أكدت أن مليشيات الحراك التي دشنت مساء أمس صفقة السلاح المذكورة خلال مخطط هجومي استهدف مبنى محافظة الضالع في "سناح" وإحدى النقاط العسكرية القريبة، فوجئت خلال محاولتها إطلاق قذائف ال"آ ربي جي" باتجاه أهدافها أنها لا تنطلق، وأن جميع ما كان بحوزتها من قذائف- قدرت بحوالي 60 قذيفة- كانت فاسدة، مما دفع المسلحين للهروب في الدقائق الأولى من المواجهة مخلفة ورائها سلاح رشاش، وقاذفة "آ ربي جي"، وبندقية جفري. وقالت المصادر: أن ارتباكاً شديداً عمّ صفوف الحراك بعد فشل مجموعة ثانية بتنفيذ هجماتها بسبب فساد الأسلحة التي تسلمتها من نفس المخزن، مشيرة إلى أن المسلحين اقتحموا جامع "قرنة" للاحتماء بداخله، فيما قام الحراك بتعزيزهم مجدداً بنحو (45) قاذفة من أحد مخابئه القديمة في منطقة "حجر قرية الركبة"! وتؤكد المصادر أن صفقة الأسلحة الفاسدة فجرت منذ ما بعد منتصف ليل أمس لغطاً انفعالياً كبيراً في أوساط قيادات المجلس الأعلى للحراك التي أصيبت بنكسة كبيرة دفعت شلال علي شايع إلى التشكيك بإمكانية قيام زملائهم في المجلس الوطني بتبديل الأسلحة السليمة بأخرى فاسدة بقصد النيل من "البيض" واتباعه، وهو الرأي الذي رفضه الآخرون بقوة، حيث وجهوا شكوكهم صوب المورد الرئيسي للصفقة (قيادات انفصالية مقيمة في الامارات).. وأشارت إلى أن هناك من اتهم أشخاص بأسمائهم، وآخرين رجحوا وقوعهم ضحية عملية نصب من قبل تجار السلاح. "نبأ نيوز" كانت أول من فضح هذه الصفقة، وبينت في تقرير نشرته يوم 15/ أكتوبر/2009م حصول الحراك على شحنة كبيرة ومتنوعة من الأسلحة، الممولة من قبل رجال مال وأعمال يمنيين "جنوبيين" في دولة الامارات العربية المتحدة، وتولى عملية التنسيق مع قيادات الحراك في الداخل والشحن والمتابعة فنان يمني شهير مقيم في الامارات أيضاً. وكشفت أيضاً: أن شحنة الأسلحة وصلت يوم 1/ أكتوبر/2009م إلى ساحل "ذباب" بمحافظة تعز، المقابل لساحل دولة جيبوتي، على متن سفينة تدعى (الروضة)، والمملوكة من قبل أحد المهربين المعروفين في مديرية المخاء، ويدعى (ع. ر. الحضرمي). وأضافت: أن الشحنة تضمنت كميات كبيرة من الأسلحة بينها: (مدافع هون 82 ملم، ومدافع B10، ورشاشات، وعدد ألف صندوق ذخائر متنوعة)، وقد تم تفريغها من ظهر السفينة (الروضة) في ثلاثة حاويات (صناديق) تابعة لثلاثة من أخطر المهربين في المنطقة، أحدهم يدعى (م. ع.) متخصص بتهريب المواد الكيماوية والأسلحة والسجائر، والثاني (ع. ق.) مهرب مواد متنوعة، والثالث (ع. ع.) مهرب خمور وسجائر وبعض الصفقات المشبوهة. ورجحت حينها: أن شحنة الأسلحة قد وصلت إلى أيدي قادة الحراك الانفصالي، منوهة في الوقت ذاته إلى أن مالك سفينة (الروضة) يمتلك أيضاً سفناً أخرى كثيرة، وجميعها مسخرة لأعمال التهريب، وأنه على علاقة وثيقة بقادة الحراك. ولفتت "نبأ نيوز" في تقريرها المذكور إلى: أن الامارات تعتبر المعقل الأول لأنشطة الحراك الانفصالي، ومن على أراضيها تدار معظم العمليات التمويلية، والمخططات التآمرية، حيث يستغل عدد من رجال المال والأعمال والناشطين السياسيين اليمنيين حملهم الجنسية الاماراتية للتحرك بحرية، وابرام الصفقات التآمرية على وحدة اليمن وأمنها واستقرارها.. وقد ترتب عن كشف هذه المعلومات تحركات رسمية يمنية- إماراتية قوية على طريق وقف أي أنشطة معادية لوحدة اليمن واستقرارها.. وأقدمت السلطات الاماراتية لاحقاً على إغلاق جمعيتين كان الانفصاليون يتخذون من صفتها "الخيرية" غطاءً لتمويل التخريب والارهاب داخل اليمن.. وفي مطلع يناير 2010م اتخذت القيادة العامة لشرطة دبي قرارا بفصل (4) عناصر انفصالية يمنية ممن كانوا يعملون في سلك الشرطة، وخانوا شرف المهنة من أجل خدمة مشاريعهم التآمرية والتخريبية، وهؤلاء الأربعة هم: 1. جلال سالم قحطان عبد القوي من أبناء عدن 2. خضر محسن قاسم محمد من أبناء لحج 3. ياسر محمد عبد القوي سعد من أبناء لحج 4. فارس علي عمر البركاني من أبناء عدن ولم يتوقف جهد حكومة الامارات عند هذا الحد، بل أنها استدعت العديد من كبار العناصر الانفصالية المقيمة على أراضيها، وألزمتها بتوقيع تعهدات تمنعها من ممارسة أي نشاط سياسي يستهدف أمن اليمن واستقراره- وكان من بين هؤلاء الاشخاص نفس "الفنان" الذي تولى عمليات التنسيق لايصال سفينة السلاح الى أيدي المليشيات الارهابية التابعة للحراك. للاطلاع على تقرير نبأنيوز حول وصول صفقة السلاح: نبأنيوز تكشف تفاصيل خطيرة عن سفينة أسلحة للحراك قدمت من الامارات