ناقش المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل (منارات) في محاضرته الأسبوعية ضمن برنامجه الفكري لهذا العام قضية (العلم والمناهج العلمية عند العرب والمسلمين) حيث أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عمر العمودي بأن قوام وأساس نهضة وحضارة المسلمين وقوتهم يعود إلى الشريعة والعقيدة الإسلامية. وقال أنه لا توجد ديانة سماوية أو طبيعية أو وضعية تضاهي الإسلام في اهتمامه بالعلم والتعليم وحثه لأبناء أمته تجاه الالتحام به. مشيرا إلى أن هناك أكثر من 900 أية في القران الكريم تبرهن على مكانة الإنسان المكرمة عند الله وعلى قيمة العقل والعلم في الدين والحياة, وأن ما يؤسف له أن الإنسان المسلم أصبح اليوم يردد هذه الآيات في أحاديثه اليومية دون العمل بها في حياته وسلوكياته. وأوضح أن المسلمين كانوا ولعدة قرون متمسكين بدينهم وبأسباب القوة والمنعة والعلم والمعرفة وأن قوة وجذوة النهضة العلمية الإسلامية توقفت بدءا بنهاية القرن الخامس عشر وتضاءل شأنهم العلمي وتصدر الغرب النهضة العلمية والصناعية في شكل ثورات متتابعة وموجات متلاحقة وبرزت سيادتهم العلمية والصناعية والعسكرية والتكنولوجية إلى الوقت الحاضر. وأشار إلى أن مشكلة المسلمين الأولى هي ضعف إيمانهم وابتعادهم عن التمسك بأصول دينهم الحنيف وعدم أخذهم بأسباب القوة والمنعة وهي الرديف المساند للإيمان الصادق, وأن هناك من يرجع ما حل بالمسلمين من ضعف وتدهور في القوة وفي العلم والمعارف إلى النكبات والكوارث التي تعرضت لها بلدانهم من الداخل ممثلة في خلافات وصراعات قادتهم على السلطان والحكم والمال والقوة على حساب دينهم ووحدتهم وتضامنهم, ومن الخارج الحروب الصليبية التي شنها الفرنجة على ديارهم باسم الصليب والمسيحية في بلاد الشام وعموم بلاد الأندلس والمغرب الإسلامي وهجمات وغزوات المغول والتتار. وأكد العمودي: أن ما يعانيه العالم من مشاكل وأزمات وكوارث اجتماعية وسياسية يعود في المقام الأول إلى قيم ونهج الحضارة الغربية المسيطرة على العالم التي تركزت على المادة والتراكم المادي والرأسمالي وتجعل من العقل والعلم والتقنية العلمية في خدمة هذا الهدف والتوجه إليه, لافتا إلى أن سوء طابع العالم هو أن الحضارة الحديثة والمعاصرة لم تنطلق من بلاد الإسلام وأن يكون المسلمين هم الصانعون والمسيرون لها, وأنه لو حدث ذلك لكان العالم كله ينعم بحضارة عالمية مجيدة عمادها وقوامها التوافق والتوازن بين المثالية والواقعية, عمادها المزاوجة بين العقل والعلم والنزعة البشرية المادية من ناحية والمعنويات والروحانيات والقيم الأخلاقية من ناحية أخرى. كما اعتبر العمودي ان الدول والشعوب التي توجه اهتمامها الجاد والفاعل نحو العلم والمعرفة لها الحق بان تتطلع للوصول إلى موقع متقدم بين الأمم القوية المتقدمة ذات المنعة والعزة والاستقرار والرفاهية. مؤكدا ان الدول والشعوب التي توجه اهتمامها الجاد والفاعل وإرادتها وعزيمتها الصادقة نحو العلم والمعرفة والتكنولوجيا والإدارة العصرية المتقدمة هي التي لها الحق بان تحكم بتغيير ظروفها المختلفة جذريا وأن تتطلع للوصول إلى موقع كريم ومتقدم بين الأمم القوية المتقدمة ذات المنعة والعزة والاستقرار والرفاهية.. مشيرا إلى إن العلم هو أساس تقدم وقوة وهيبة وغنى الدول الكبرى المتقدمة.